- سألتني من أنتِ ؟
- أجبتها : أنا ثلجة ..
- أي ثلجة ؟.. ثلجة العضوة في سوق منتدى كاسد أم الخريجة العاطلة .. أم ماذا؟
لا تنسي أن ثلجة لا يعدو أن يكون رمزاً لجأت إليه أسرتك لتمييزك عن بقية إخوتك ، ولكي يسهل عليها أن تقيدك في السجلات المدنية وتمنح لكِ الصفة القانونية .

خرجت بمعيتها إلى شاطئ نصف الشمس ، تحملني وأحملها ..

باغتتني بسؤال :
- وهل ستبقى "ثلجة" بعد ذهابك عن الدنيا أم ستلازمك ؟
- أكدت لها بإصرار أن اسمي جزء من هويتي ..
- قالت : أعرف ولكنها ليست أنتِ !
هناك أشخاص آخرون حملوا ويحملون نفس الاسم ، وسوف يأتي غيرهم في المستقبل قد يعطون نفس الرمز ..

- وبعد نقاش مستفيض وجهت إليها سؤالي : من أنتِ ؟
- فلم تتردد أن تقول وبثقة : أنا كائن روحي .. كائن خالد .. لا يعدو جسدي أن يكون بيتاً لروحي .. جئت إلى هذه الدنيا برسالة بحثت عنها طويلاً حتى عثرت عليها ..

- وكيف أعثر أنا على رسالتي ؟ ويأتي ذلك اليوم الذي أكتشف فيه أنني جئت بتلك الأمانة ؟
- فردت علي بقولها : أنتِ كائن ثلاثي الأبعاد ، جسد وعقل وروح ..
.. وبدون أن تنتظر مني استجابة ، سألتني :
- لو تفقدتِ حياتك وفتشتِ في أمنياتكِ .. فأي من الأبعاد الثلاثة سيستأثر بحياتك ؟ هل ستكون الغلبة للروح أم للعقل أم للجسد أم بالتوازن بينهم ؟

- فكرت قليلاً .. وراجعت قائمة أمنياتي .. وللأسف وجدتني كائناً ارضياً !

- نظرتَ إلى جبيني ، ثم سألتني : هل تستطيعين أن تنظري طويلاُ إلى مكان سجودك .. إلى جبينك ؟
- أخذتَ بتلابيبي وقادتني إلى المرآة ، وقالت : انظري ..
- فنظرت .. فشعرت أن بيني وبين نفسي جفوة !

- قالت : لا عليك .. سامحي نفسك واقتربي من وجودك الروحي لكي تنقذي ذاتك ، وتعثري على رسالتك الجوهرية في الحياة لتجدي عندها ربك .