قـصـص من الـمـاضـي
|
رد: قـصـص من الـمـاضـي
|
رد: قـصـص من الـمـاضـي
|
رد: قـصـص من الـمـاضـي
اقتباس:
وجزاك خيرا أختي الفاضلة أشكر لك مرورك |
رد: قـصـص من الـمـاضـي
قصص رائعة و تستحق المحافظة عليها فعلاً
لكن سؤال ,, وش سوى الكهل للعجوز علشان قدر عليها ؟ |
رد: قـصـص من الـمـاضـي
اقتباس:
أولا دعني أقدم لك شكري أخي الفاضل على تشجيعك المستمر أما بالنسبة لسؤالك فالجواب هو : الدين كله بركة وكلنا نعلم أن الله جّل جلاله هو ولي المتقين , وهذا الكهل تقي لا يخاف إلا الله فما بالك بشخص معه رب العالمين... |
رد: قـصـص من الـمـاضـي
من حكايات العرب
|
رد: قـصـص من الـمـاضـي
بسم الله الرحمن الرحيم وفاء الأبل أبكى الرجال!!!!
|
رد: قـصـص من الـمـاضـي
قصة أبى غياث المكي وزوجته لبابة http://up-buk.com/uploads/buk12867829231.jpg قا ل ابن جرير الطبرى : كنت في مكة في موسم الحج فرأيت رجلا من خرسان ينادي ويقول : يا معشر الحجاج ، يا أهل مكة من الحاضر والبادي ، فقدت كيسا فيه ألف دينار ، فمن رده إلى جزاه الله خيرا وأعتقه من النار ، وله الأجر والثواب يوم الحساب . فقام إليه شيخ كبير من أهل مكة فقال له : يا خرساني بلدنا حالتها شديدة ، وأيام الحج معدودة ، ومواسمه محدودة ، وأبواب الكسب مسدودة ، فلعل هذا المال يقع في يد مؤمن فقير وشيخ كبير ، يطمع في عهد عليك ، لو رد المال إليك ، تمنحه شيئا يسيرا ، ومالا حلالا . قال الخرساني : فما مقدار حلوانه ؟ كم يريد ؟ قال الشيخ الكبير : يريد العشر مائة دينار عشر الألف . فلم يرض الخرسانى وقال : لا أفعل ولكنى أفوض أمره إلى الله ، وأشكوه إليه يوم نلقاه ، وهو حسبنا ونعم الوكيل . قال ابن جرير الطبرى: فوقع في نفسي أن الشيخ الكبير رجل فقير ، وقد وجد كيس الدنانير ويطمع في جزء يسير ، فتبعته حتى عاد إلى منزله ، فكان كما ظننت ، سمعته ينادى على امرأته ويقول : يا لبابة . فقالت له : لبيك أبا غياث . قال : وجدت صاحب الدنانير ينادي عليه ، ولا يريد أن يجعل لواجده شيئا ، فقلت له : أعطنا منه مائة دينار ، فأبى وفوض أمره إلى الله ، ماذا أفعل يا لبابة ؟ لا بد لى من رده ، إنى أخاف ربى ، أخاف أن يضاعف ذنبي . فقالت له زوجته : يا رجل نحن نقاسي الفقر معك منذ خمسين سنة ، ولك أربع بنات وأختان وأنا وأمي ، وأنت تاسعنا ، لا شاة لنا ولا مرعى ، خذ المال كله ، أشبعنا منه فإننا جوعي , واكسنا به فأنت بحالنا أوعى ، ولعل الله عز وجل يغنيك بعد ذلك ، فتعطيه المال بعد إطعامك لعيالك ، أو يقضي الله دينك يوم يكون الملك للمالك . فقال لها يا لبابة : أآكل حراما بعد ست وثمانين عاما بلغها عمري ، وأحرق أحشائي بالنار بعد أن صبرت على فقرى ، وأستوجب غضب الجبار، وأنا قريب من قبرى ، لا والله لا أفعل . قال ابن جرير الطبري : فانصرفت وأنا في عجب من أمره هو وزوجته ، فلما أصبحنا في ساعة من ساعات من النهار، سمعت صاحب الدنانير ينادى ... يقول : يا أهل مكة ، يا معاشر الحجاج ، يا وفد الله من الحاضر والبادي ، من وجد كيسا فيه ألف دينار، فليرده إلى وله الأجر والثواب عند الله . فقام إليه الشيخ الكبير ، وقال : يا خرساني قد قلت لك بالأمس ونصحتك ، وبلدنا والله قليلة الزرع والضرع ، فجد على من وجد المال بشئ حتى لا يخالف الشرع ، وقد قلت لك أن تدفع لمن وجده مائة دينار فأبيت ، فإن وقع مالك في يد رجل يخاف الله عز وجل ، فهلا أعطيتهم عشرة دنانير فقط بدلا من مائة ، يكون لهم فها ستر وصيانة ، وكفاف وأمانة . فقال له الخرساني : لا أفعل ، وأحتسب مالي عند الله ، وأشكوه إليه يوم نلقاه ، وهو حسبنا ونعم الوكيل . قال ابن جرير الطبري : ثم افترق الناس وذهبوا ، فلما أصبحنا في ساعة من ساعات من النهار ، سمعت صاحب الدنانير ينادي ذلك النداء بعينه ويقول : يا معاشر الحجاج ، يا وفد الله من الحاضر والبادي ، من وجد كيسا فيه ألف دينار فرده على له الأجر والثواب عند الله . فقام إليه الشيخ الكبير فقال له : يا خرساني ، قلت لك أول أمس امنح من وجده مائة دينار فأبيت ، ثم عشرة فأبيت ، فهلا منحت من وجده دينارا واحدا ، يشتري بنصفه إربة يطلبها ، وبالنصف الأخر شاة يحلبها ، فيسقى الناس ويكتسب ، ويطعم أولاده ويحتسب . قال الخرسانى : لا أفعل ولكن أحيله على الله وأشكوه لربه يوم نلقاه ، وحسبنا الله ونعم الوكيل . فجذبه الشيخ الكبير ، وقال له : تعال يا هذا وخذ دنانيرك ودعني أنام الليل ، فلم يهنأ لي بال منذ أن وجدت هذا المال . يقول ابن جرير : فذهب مع صاحب الدنانير ، وتبعتهما ، حتى دخل الشيخ منزله ، فنبش الأرض وأخرج الدنانير وقال : خذ مالك ، وأسأل الله أن يعفوي عنى ، ويرزقني من فضله . فأخذها الخرسانى وأراد الخروج ، فلما بلغ باب الدار ، قال : يا شيخ مات أبي رحمه الله وترك لى ثلاثة آلاف دينار ، وقال لي : أخرج ثلثها ففرقه على أحق الناس عندك ، فربطتها في هذا الكيس حتى أنفقه على من يستحق ، والله ما رأيت منذ خرجت من خرسان إلى ههنا رجلا أولى بها منك ، فخذه بارك الله لك فيه ، وجزاك خيرا على أمانتك ، وصبرك على فقرك ، ثم ذهب وترك المال . فقام الشيخ الكبير يبكى ويدعو الله ويقول : رحم الله صاحب المال في قبره ، وبارك الله في ولده . قال ابن جرير : فوليت خلف الخراساني فلحقني أبو غياث وردني ، فقال لي إجلس فقد رأيتك تتبعني في أول يوم وعرفت خبرنا بالأمس واليوم ، سمعت أحمد بن يونس اليربوعي يقول : سمعت مالكا يقول : سمعت نافعا يقول : عن عبد الله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لعمر وعلي رضي الله عنهما ، إذا أتاكما الله بهدية بلا مسألة ولا استشراف نفس ، فاقبلاها ولا ترداها ، فترداها على الله عز وجل ، وهذه هدية من الله والهدية لمن حضر . ثم قال : يا لبابة ، يا فلانة ، يا فلانة ، وصاح ببناته والأختين وزوجته وأمها ، وقعد وأقعدني ، فصرنا عشرة ، فحل الكيس وقال : أبسطوا حجوركم فبسطت حجري ، وما كان لهن قميص له حجر يبسطونه ، فمدوا أيديهم ، وأقبل يعد دينارا دينارا ، حتى إذا بلغ العاشر إلي ، قال : ولك دينار ، حتى فرغ من الكيس ، وكان فيه ألف دينار ، فأعطانى مائة دينار . يقول ابن جرير الطبرى : فدخل قلبي من سرور غناهم أشد من فرحى بالمائة دينار ، فلما أردت الخروج قال لي : يا فتى إنك لمبارك ، وما رأيت هذا المال قط ولا أملته ، وإني لأنصحك أنه حلال فاحتفظ به ، واعلم أني كنت أقوم فأصلي الفجر في هذا القميص البالى ، ثم أخلعه حتى تصلى بناتي واحدة واحدة ، ثم أخرج للعمل إلى ما بين الظهر والعصر ، ثم أعود في آخر النهار بما فتح الله عز وجل على من تمر وكسيرات خبز ، ثم أخلع ثيابى لبناتى فيصلين فيه الظهر والعصر ، وهكذا فى المغرب والعشاء الآخرة ، وما كنا نتصور أن نرى هذه الدنانير ، فنفعهن الله بما أخذن ، ونفعني وإياك بما أخذنا ، ورحم صاحب المال في قبره ، وأضعف الثواب لولد ، وشكر الله له . قال ابن جرير : فودعته ، وأخذت مائة دينار ، كتبت العلم بها سنتين ، أتقوت بها وأشتري منها الورق وأسافر وأعطي الأجرة ، وبعد ستة عشر عاما ذهبت إلى مكة ، وسألت عن الشيخ ، فقيل إنه مات بعد ذلك بشهور ، وماتت زوجته وأمها والأختان ، ولم يبق إلا البنات ، فسألت عنهن فوجدتهن قد تزوجن بملوك وأمراء ، وذلك لما انتشر خبر صلاح والدهن فى الآفاق ، فكنت أنزل على أزواجهن ، فيأنسون بي ويكرموني حتى توفاهن الله ، فبارك الله لهم فيما صاروا إليه . يقول الله تعالى : ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب) [سورة الطلاق] اللهم اغننا بحلالك عن حرامك |
رد: قـصـص من الـمـاضـي
قبيلة زعب من القبائل الكبيرة التي تنتشر في شبه الجزيرة العربية ومنهم البادية ومنهم الحاضرة، وقد كان الشريف حاكم مكة في الزمن الماضي قد حمى حدوده فنزلت قبيلة زعب على الحدود وجاء رجال الشريف حسين لتبعدهم عن الحمى فرأوا مع زعب إبلاً غريبة في ضخامتها وأشكالها ورأوا حليبها يتساقط على العشب من غزارته فأخبروا الشريف بذلك فبعث لهم يطلبها فأخبروه أنها ملك لجارهم بن صبخي من حرب فأرسل الشريف إلى الأمير ناصر بن سحوب أمير زعب يقول له أنه يريد الإبل ويعطي بن صبخي عن الناقة ناقتين فرفض بن صبخي ثم أعطاه عن الناقة أربع فامتنع أيضاً وأحضر ابن سحوب جاره بن صبخي ليلحّ عليه بأن يبيعها على الشريف طالما أن الشريف له رغبة بها ويلحّ في طلبها فأجابه ابن صبخي قائلاً لا تجود بها نفسي لأحدٍ إلا رغماً عني فقالوا له زعب لا تُرغم وأنت جارنا وفينا رجلٌ حيّ، ثم أرسلت زعب للشريف تقول أن صاحبها أبى عليها ولو أنها لزعب لأرسلوها له ولكنها لجارهم وجارهم دونه رجال زعب، وبعد مفاوضات كثيرة رأى ناصر بن سحوب أن يذهب للشريف للتفاوض معه وإقناعه فأشار عليه قومه بأن الشريف سيحبسه فأصرّ على الذهاب ورغم ذلك لم يستطع ابن سحوب إقناع الشريف فحبسه وقال للقوم الذين جاءوا معه إذهبوا ولا ترجعوا إلاّ بعد عام وأن رجعتم قبله قتلت صاحبكم، وكان ابن سحوب مكرما في حبسه عند الشريف وبعد مضي عام حضروا فقال لهم الشريف أريد الإبل وإلا قتلت ابن سحوب فقالوا له لو قتلته وزعب كلها لن تأتي الإبل، فقال إذن أريد تسعين فرساً صفراء (بيضاء) بدلاً عن الإبل التسعين http://www.sudeer-up.com/upload//upl...b4bee7ff43.jpg وبقى الأمير ناصر عند الشريف ثم حضرت الخيل وعليها رجالها مدججين بالسلاح ثم سلموها له ومعها تكملة العدد حصان مهوّس وإسمه شعيطان وصفوه لسرعته فهو يلحق ولا تلحقه الخيل وكان أغلى على مهوس من روحه وقد أكرم الشريف زعب وكساهم ثم رد الخيل وقال لابد من مجيء الإبل، واغتاظ الأمير ابن سحوب عند ذلك وعندما رأى فشل الموضوع قال للشريف سترجع الخيل ولكن إسمح لها بأن لا يكون لها عميل (أي يأخذون و يسبون كل من كان في طريقهم وهم راجعون) قال الشريف لها ما أمامها إلا بني حسين "أسرة الشريف" ثم خرج ابن سحوب من عند الشريف وقد ارتفع لباسه إلى مجذ الساق بسبب غضبه الشديد وكان لباسه يصل قبله إلى الكعبين ولاحظت ابنة الشريف ذلك فسألت أباها عمّا جرى فأخبرها فقالت سوف يكون أول ما يأخذهم في طريقه بنو عمك قال لماذا قالت لأني رأيت ابن سحوب خرج ولباسه قد قصر بعدما كان تحت الكعبين، وما هي إلا فترة حتى أتاهم الخبر بأن زعب سلبوا بني حسين فأرسل الشريف عدة فرق رجعت مهزومة ولم يحارب في هذه الفرق ابن سحوب لأن جماعته منعوه http://www.sudeer-up.com/upload//upl...ba87a9579c.jpg من الاشتراك خوفاً عليه من مكيدة ثم رأى الشريف أن يقود جيشاً جراراً بنفسه على زعب وقد كان الشريف رجل حرب لا يستهان به والتقوا في "ركْبـَه" ونزل كل فريق أمام الآخر وظلت السرايا والفرق تتطاحن ثلاثة شهور وسئم الشريف من ذلك فأخذ بنفسه العلم واستعد الجيش واستعدوا زعب وأطلقوا أميرهم من منعه وأعطوه سلاحه وكان ابن سحوب من جبابرة الحروب وصاح الشيخ ابن غافل وقد بلغ من الكبر عتيا قائلاً أعطوني سلاحي وفرسي وارفعوا جفوني عن عيوني فكان ذلك وصاح فيهم ابن سحوب قائلاً يا زعب دون جاركم أرخصوا أرواحكم وودع ابن غافل بناته والتقى الجيشان قبل الظهر وما أنحت الشمس على الغروب حتى مالت كفة زعب وانهزم جيش الشريف وانتهت بذلك الحرب بموت ابن غافل بعدما مات ثمانين فارس من زعب وجُرح ابن سحوب بضربةٍ في موق عينه إلا أنه سلم منها وتفقدت زعب قتلاها فما فقدوا إلا بنت ابن غافل فقد هرب بها بعيرها مع كثرة الزحام ولم تشعر إلا وهي في مكان لا تعرفه فنزلت عن بعيرها وصعدت في مكان حصين ونزل الوادي أحد الغزاة من العرب للاستراحة فرآها أميرهم مسعر بن قويد ابن شيخ الدواسر ولم يرها الباقون فأمر بالرحيل ورجع هو وقال انزلي قالت لن أنزل حتى تعطيني عهوداً ومواثيق بألا تدنس شرفي فأعطاها ما طلبت ثم نزلت فأردفها على بعيره وذهب بها وسألها من أنتِ فقالت "هتيمية ضائعة" وبقيت عندهم مدة ، فرآها بعد ذلك فبهره جمالها فقال الأمير لوالده أريد أن أتزوجها فأنكر عليه والده ذلك وقال ليست من طبقتك ثم قالت أمه سأقطع الثدي الذي أرضعك إياه إن فعلت ، فأصر على الزواج بها فتزوجها، ولما تزوجها الأمير مسعر وضع قومه بيته خلف البيوت كناية عن إهانته لزواجه من هذه البنت، وولد له سباّع وترعرع فاستغرب القوم تصرفاته مع أولاد عمه فكانوا إذا ذبحوا الجزور أعطوه الرئة يرميها ثم ينقضُّ على قلب الجزور ويأخذه غصباً من أيدي أولاد عمه وكبر سباع فذهب يومًا مع أولاد عمه فمرّوا بمكان حرب زعب وهو لا يعلم به فرأى أحذية الخيول مرميّة ورأى قدور كبيرة فوصف لأمه كل ذلك وهي بين النساء فَجَرَتْ دموعها من عينيها فرأتها النساء فأخبرن أبا زوجها وقد كان حكيماً وكان زوجها مسعر غازياً في ذلك الوقت فعمد الأب إلى حيلة وملأ كيسا من البر وقال لها اطحنيه لنا الليلة إننا نريد أن نغزوا وكان قصده أن تهيج الرحىَ ما بها ثم اختبأ قريباً منها فظلت طول الليل تطحن وتُنشد قصيدة طويلة لم يتم العثور إلا على بعض أبياتها، وللمعلومية فإنه قد انحدر من هذه المرأة قوم كثر, ويقال لهم آل بو سباع من الدواسر، وقصيدة فتاة زعب بنت الأمير ابن غافل هي يهيضْني يا سـبّاع دارٍ ذكرتها === ولاعاد منها إلا مواري حيودها سبّاع تبكي أمّك بعينٍ ودمعَهَا === من عينها يحفي مذاري خدودها ولكن وقود النار بأقصى ضميرها === هاضَ الغرام و بيّحَ الله سدُودها ولكن حجر العين فيها مليلة === ولكن ينهش موقها مع برودها دمعٍ يشادي قربةٍ شُوشليّة === بعيدٍ معشّاها زعُوجٍ قعودها زِعبيـّةٍ يا عم ماني هَفيّة === ماني من الليّ هافياتٍ جدودها أنا من زِعب وزعب إلى أوْجَهوا === على الخيل عجْلاتٍ سريعٍ ردودها أهل سربةٍ لا دْبرَت كِنّها مهجّرة === وِإنْ أقبلت كنَّ الجوازي وُرودها لا طاح طايحهم بشوفي ترايعوا === تقول فهودٍ مخطياتٍ صيودْها لا صاح صياحٍ بالسّبيب تِفازَعوا === عزيِّ لغمرٍ ثبَّرت بهْ بلودها لحقوا على مثل القطا يوم وردته === متغانمٍ عينٍ قراحٍ برودها خيلٍ تغذّا للبلا والمعارك === ترهِق صناديد العِدا في طرودها لا تلقّحونَ الخيل يا زعب يا هلي === ترى لقاحَ الخيل يردي جهودها إن جَـتْ سماحَ الخدّ ما يلحقن === وإن جت مع السّنْداء لزومٍ يكودها جينا الشّريف بديرتِه وإلتقانا === كل القبايل جامعٍ به جنودها طَلَبْ علينا الخُور هجمت قصيرنا === متمَوّلٍ يبغي حنازيب سودها ياما عطينا دونها من سبيـّه === تسعين صفرا إحسابها ومعدودها تمـامها شعيطان خيالة مهوّس === أصايل صنع النصارى قيودها إقطع قبيلةٍ ضفها ما يذرّي === تشري جمالٍ غطها في بدودها قصيرنا في رأس عيطاً طويلة === بحجى ذراها من عواصيف نودها عيـّوا عليها لابِتي واحتمـُوها === بمصقّلات مِرهفاتٍ حدودها حَرَبنا العدا والبنت نشوٍ بها أمها === واليـوم قده منوة العين عودها تسعين ليلة والعرابا معقـّلة === شمـخ الذراء ومحجزاتٍ عضودها شقح البكار الليّ زهن الدباديب === قامت تضالع من مثاني زنودها خيلٍ تناحيهـا وتضرب بالقنا === مثل التهامي يوم أحلى جرودها بنات عميّ كلّهن شقّن الخبا === بيضِ الترايب ناقضات جعودها على الحنايا ناقضاتِ الجدايل === سمرِ الـذّوايب كاسيات نهودها وجيهٍ تشادي مزنةٍ عقربيّة === أقبل مطرهـا يوم حنت رعودها منهن نهارَ الهوش تنخَى رجالها === ستر العذارى ما حضر من فهودها لباسةٍ بالهوش للدّرْع والطاّس === وعلى سروج الخيل كودٍ سنودها مِن صنع داود عليهم مشالح === تجيبه رجالٍ مِن غنايم فهودها ياما طعنوا من حربةٍ عولقيّة === شلفا تلظى يَشرَب الدّم عودها الليّ أيتموا في يوم تسعين مُهرة === ما منهن الليّ ما تلاوي عمودها تسعين مع تسعين وألفين فارس === تحت صليب الخدّ تطوي لحودها تسعين منهن بين أبويه وعزوتي === وتسعين عنانٍ واللواحي شهودها قبيلةٍ كم أذهبت مِن قبيلة === لا عدّت الجودات ينعدّ جودها زِعب هُم أهلَ المدح والمجد والثنا === من الربع الخالي للحجاز حدودها إن أجْنبوا فالصّيد منهم تحوّز === وضيحيها ومن الجوازي عنودها وإن أشملوا تهجّ مِنهم قبايل === ودارٍ يجونه ضدهم ما يرودها لامِن نووا في ديرةٍ ياهَلونها === تقافت الظّعان عجلٍ شدودها اركابهم يمّ العِدى مِتعبينها === بيضَ المحاقب فاترات لهودها يَامَا خذوا من ضدّهم مِن غنيمة === ولا صاوُغوه بلطمةٍ ما يعودها بنمرٍ تشادي للجراد التهامي === ما تطاوع الحكام من عظم زودها أشوف بالحرة ضعون تقللّت === وابوي حمّاي السرايا يذودها شفي معه صقر تباريه عندل === مرٍّ يباريه و مرٍّ يقودها أنا فتاة الحي بنت بن غافل === كم من فتاةٍ غرّ فيها قعودها شرشوح ذودٍ ضاربٍ له خَريمة === ما ودّك يشوفه بعينه حسُودها حوّلت من نظوى ورقيت سرحه === حطيّت رفٍ في مِثاني فنودها وجوني ركيبٍ ونوّخوا في ذراها === وشافني عِقيدَ القوم زيزوم قودها قال انزلي يا بنت وانتِ بوجهي === ولا جيته ألاّ بالوثْق من عهُودها أمرٍ كِتبه الله وصار وتكوّن === تسبّب علينا من الأَعادي قرودها بكونٍ شِديدٍ ما تمنّاه عارف === تعدّه عيالٍ عادها في مهودها ذكرت وقتٍ فايتٍ قِد مضى لهم === ويومٍ علينا من ليالي سعودها ضوٍّ زمت للمال من غب سرية === وضوٍّ زمّت عيدان الأرطىَ وقودها لكن قرون الصّيد بأطراف بيتنا === هشيم الغضا يدني لحامي وقودها تسعين عينا صيدنا في عشيّة === وضيحيّة نجعل دلانا جلودها قنّاصنا يذهب شريقٍ وينثني === ويجيب الجوازي دامياتٍ خدودها وروّاينا يروح يومٍ وينثني === ويجيب القلاصي لاحقاتٍ حدودها ومدّادنا يأخذ حديد وينثني === ويجيب الجلادي ضايماتٍ هبودها وغزّاينا يغزي حديد وينثني === ويجيب العرابا حافلاتٍ ديودها لنا بين حَبْر وغْرابا منزلٍ === لِهن في زين العرابا قعودها حنّا نزلنا الحزم تسعين ليلة === وغلّ الأعادي لاجيٍ في كبودها لامن حجى معنا عليمٍ ولا ذرى === إلاّ شخوص العين قب نقودها ِقليبنا غزيرةَ الجمّ عيلم === ما ينشدون صدورها من ورودها طوله ثمانٍ مع ثمانٍ مع أربع === وسطٍ من الصفرا وقبلت نفودها أهل عقلةٍ بحدّ الحاذ من الغضى === ما دارها الزرّاع يبذر مدودها ألفين بيتٍ نازلين جباها === وألفين بيتٍ بالمظامي ترودها تخالفوا في يوم تسعين لحيه === عشان وقفت أجنبي بنفودها دارٍ لِـنا مـاهيب دارٍ لغيرنا === ما حدّها الرّمله وما ورد عدودها __________________ |
رد: قـصـص من الـمـاضـي
مشكور
|
رد: قـصـص من الـمـاضـي
اقتباس:
هلا بك وأسعدني مرورك أيها الكريم |
رد: قـصـص من الـمـاضـي
.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. .. أسد نجد بارك الله فيك أخي الفاضل على هذا الجهد الرائع الذي تقوم به , شكراً لك على طرحك لهذه القصص القديمة الرائعه , نطمع بالمزيد من هذه القصص وفي إنتظارك لإتحافنا بالجديد , عافاك الخالق .. |
رد: قـصـص من الـمـاضـي
اسد نجد بارك الله فيك لقد اتحفتنا هذه القصص الرائعة
|
رد: قـصـص من الـمـاضـي
اقتباس:
وبارك المولى فيك أنت كذلك أختي الفاضلة وإطرائك وسام على صدري أعتز به ... جُزيتي خيرا ... |
رد: قـصـص من الـمـاضـي
اقتباس:
وبارك المولى فيك أخي الفاضل ... أشكر لك لطف كلماتك وتشريفك ... |
رد: قـصـص من الـمـاضـي
قصص رااائعه ,,,
مشكووور يعطيك العافيه ... |
رد: قـصـص من الـمـاضـي
اقتباس:
أشكر لك تشريفك أختي الفاضلة جزاك الله خير |
رد: قـصـص من الـمـاضـي
واصل أخي الكريم أسد نجد مستمتعين والله ألف شكر لك . |
رد: قـصـص من الـمـاضـي
اقتباس:
ألف شكر لتشريفك وأبشر 5 دقائق وتجيك قصة جديدة |
رد: قـصـص من الـمـاضـي
قصة علوش بن ظويهر العنزي وفنجان القهوة في مجلس إبن رشيد في برزان : http://www.sudeer-up.com/upload//upl...9699f3a4ad.jpg
|
رد: قـصـص من الـمـاضـي
الله الله .. قصة في منتهى الجمال بارك الله فيك أخوي أسد نجد والله يبيض وجهك ويعطيك ألف عافية جهد رائع وأسلوب جميل في السرد وزادتها الصور جمالاً متابعين .. متابعين .. متابعين يابعدي |
رد: قـصـص من الـمـاضـي
اقتباس:
ولك بمثله أخي الكريم الله يجمل أيامك ويبارك فيك وأشكرك على تشجيعك الرائع أما بالنسبة للسرد لهذه القصة فهي سرد الراوية محمد الشرهان... وأنا ملّحتها بالصور ... |
رد: قـصـص من الـمـاضـي
بارك الله فيك اخي اسد نجد زدنا زادك الله من الخيرات في الدنيا والآخرة
|
رد: قـصـص من الـمـاضـي
قــصــة بــنــت مــن الــبــاديــه http://www.sudeer-up.com/upload//upl...882fc971f1.jpg هذه قصة احدى بنات البادية حيث نشأت وترعرعت في كنف عمها الذي رباها تربية حسنة حتى اكتمل عمرها فزوجها لابنه (صقر) الذي لم تبدر منه بوادر الشجاعة والفروسية بعد ، فلم تطق العيش معه لخموله وعدم تحقيقه لأفعال تذكر وهذا شأن بنات البادية في ذلك الوقت حيث يفضلن الرجل الشجاع صاحب الأفعال البطولية ، فطلبت من عمها التدخل لتطليقها ، فأمر الأب ابنه بأن يطلقها وحين وجده متعلقا بها أقسم عليه ليفعل فنفذ (صقر) قسم والده وطلقها ، وبينما هم مازالوا يقطنون بلدة الداودمي في فترة القيض كان هناك تاجرا من أهل ابلدة اسمه (أبوبكر العنقري )وكان معروفا بالطيب والكرم والشهامة http://www.sudeer-up.com/upload//upl...c47cda56e6.jpg وصاحب مواقف طيبة مع أهل البادية حيث يعطيهم ما يحتاجونه ويمهل عليهم بالسداد ، وكان أهل البادية يكنون له كل الاحترام والتقدير ويحفظون له هذا المعروف ، فسمع العنقري بطلاق هذه الفتاة وتقدم لخطبتها فوافقوا عليه وتم الزواج ، وبعد أن اقترب موسم الأمطار ولاح الوسم http://www.sudeer-up.com/upload//upl...24aabaa067.jpg عزم أهل الفتاة على الرحيل طلباً للمراعي الخصبة لحلالهم فتأثرت الفتاة برحيل أهلها وتذكرت مرابع البادية الساحرة وأيامها الجميلة http://www.sudeer-up.com/upload//upl...912330ca11.jpg وكان ابن عمها (صقر) قد نال سمعة طيبة في الشجاعة والفروسية وقيادة الغزوات فصعدت إلى سطح المنزل ومدت بصرها للطريق الذي سلكه أهلها عبر الصحراء الترامية الأطراف http://www.sudeer-up.com/upload//upl...979ccccbfa.jpg وهاضت مشاعرها بهذه الأبيات ولم تكن تعلم بأن زوجها (أبو بكر) على مقربة منها حيث سمعها تقول : يا شيب عيني من قعودي بقرية=ومن بيقرانٍ ربطها في حلوقها يا عنك ما سيّرت فيها لجارتي=ولا سيّرت رجلي لبيعات سوقها هني بنات البدو يرعن بقفره=ريح الخزامى والنفل في غبوقها شوفي بعيني للبيوت هدمت=والزمل شالوا غالي القش فوقها شفي بهم (صقر) تباريه عندل=ربيقيةٍ در العرابا علوقها أيضا إلى شدوا تباريه هجمه=حم الذرا ما يحلب إلا شنوقها فأجابها بلا تردد قائلا : روحي مني لصقر عطية=عطية ما لها من يعوقها حاولت تدارك الموقف لتخبره بأنها لا تريد غيره زوجا وأن ما قالته مجرد تسلية بدافع اشتياقها للبادية وأيامها حيث قالت : يا أبو بكر ما للنفس عنكم تخيّر=مير إن زوعات البوادي تشوقها http://www.sudeer-up.com/upload//upl...47b9071ce9.jpg ولكن أبت شيمته وأصرّ على تطليقها حفاظا على عزة نفسه وعلى كلمته (عطية ما لها من يعوقها) فقام بتجهيزها بكل ما تحتاجه وأخذها إلى أهلها ثم عاد إلى بلدته ، وبعد فترة من الزمن عادت الفتاة إلى زوجها الأول (صقر) وبعد مضي عدة سنوات أراد اختبار هؤلاء القوم فقام بطلي ناقته بدواء الجرب لتبدو مصابة بهذا الوباء الخطير http://www.sudeer-up.com/upload//upl...15225c4199.jpg والذي يكرهه أهل البادية لتسببه في فناء مواشيهم وكانوا يبعدون الدابة المصابة به عن باقي المواشي كي لا تنتقل العدوى إليها ، كذلك تصنّع العنقري الفقر ، وعندما وصل إليهم عرفته الفتاة فقالت لزوجها هذا أبو بكر العنقري قادما إلينا ،فاستقبله صقر بكل حفاوة وتكريم http://www.sudeer-up.com/upload//upl...ba15fad41d.jpg وكان العنقري يريد أن ينيخ راحلته بعيدا عن البيوت ولكن صقر أصرّ على أن ينيخها بالقرب من البيت وبعد أن قدم له واجبات الضيافة سأله عن أحواله فقال العنقري أن الدنيا متقلبة الأحوال ولا تدوم لأحد وأنا اليوم في ضائقة مادية حيث لم يعد عندي شيئا وأموالي تفرقت كلها بين البوادي فتذكرتكم وأتيت لكم طلبا للمعونة ، فقال صقر مرحبا بك عند أهلك وبين أصحابك ثم جمع له عددا كبيرا من الإبل من جماعته وأضاف عليها ضعفها من حلاله وأعطاها للعنقري الذي طلب منه أن يرسل معه من يساعده على ايصالها لبلدته فأرسل معه صقر مجموعة من الفتيان ليساعدوه ، وعندما وصل العنقري لبلدته قام بتحميل هذه الإبل بطعام وأرزاق http://www.sudeer-up.com/upload//upl...6fef47e687.jpg وطلب من الفتيان العودة بها إلى أهلهم حيث رد المعروف بأحسن منه وتأكد بأن معروفه الأول عند هؤلاء القوم لم يذهب سدى وأنهم أهلا للمعروف . |
رد: قـصـص من الـمـاضـي
اقتباس:
وبارك الله فيك أخي الكريم وأبشر بالخير إن أحيانا الله أشكر لك تشريفك ... |
رد: قـصـص من الـمـاضـي
|
رد: قـصـص من الـمـاضـي
.
بارك الله فيك على هذا الجهد الرائع وأرى أنّه يستحقّ: http://www.sudeer.com/vb/8years/rating/rating_5.gif + تثبيت :)): واصل |
رد: قـصـص من الـمـاضـي
اقتباس:
تقف الكلمات عاجزة عن الشكر و التعبير لك أختي الفاضلة عما تقومين به من تشجيع وإدخال السرور في قلوب الآخرين جزاك الله خيرا .... وإنه لشرف لي تواجدك وتثبيتك للموضوع... أسعدك المولى... |
رد: قـصـص من الـمـاضـي
قـــصـــة الــقــصــيــده الـتـي مــطــلــعــها يــاذيــب انــا بــوصــيــك لاتــاكــل الــذيــب http://www.sudeer-up.com/upload//upl...96f4a10b1a.jpg في ذات ليله : كان الأب الشيخ شالح بن هدلان ساهراً مع إبنه الفارس البطل ذيب ، وكان والده يداعبه ويلقي عليه بعض الأشعار فأنشده هذه الأبيات : يا ذيب أنا يابوك حالي تردّى ... وأنا عليك من المواجيب يا ذيب تكسب لي إللي لاقِحٍ عِقب عدّا ... طويله النسنوس حرشا عراقيب تجر ذيلٍ مثل حبل المعــــــــدا ... وتبري لحيران ٍ صغار ٍ حباحيب وأشري لك إللي ركضها ما تقدا ... ماحدٍ لقى فيها عيوب وعذاريب قبا على خيل المعادي تحــدى ... مثل الفهد توثب عليهم تواثــــيب أنا أشهد أنك باللوازم تِســدا ... لو حال من دونه عيال ٍ معاطيب ليث ٍ على درب المراجل مقـدّى ... ما فيك يا ذيب السبايا عذاريب وبعد أن قال والده هذه الابيات بطريقة المزاح ، أسرها الابن ذيب في نفسه ، وعندما نام والده وأطمأن ذيب أنه قد أخذ في النوم ، ذهب خفيه وركب قلوصه وذهب لبعض أصحابه من الشبان وأمر عليهم أن يرافقوه فشدوا وركبوا مع ذيب وعددهم لا يتجاوز خمسة عشر شاباً ، http://www.sudeer-up.com/upload//upl...7e7b36c5dc.jpg وكلهم يأتمرون بأمر ذيب ، وبعد ذلك سألوا ذيب إلى أين نحن ذاهبون ؟ فقال إلى ديار القوم وأشار إلى قبيلة عتيبة ، لنكسب منهم إبلا لأهلنا ، وقال لابد أن آتي لوالدي من خيار إبل عتيبة واستمروا بسيرهم ، وبعد ثلاثة أيام قصدوا بئراً في ديار عتيبه ليستقوا منها ماء ويسقوا رواحلهم ، وهذه البئر تسمى ( ملية ) وهي تقع غرباً عن جبل ذهلان بأواسط نجد وعندما انحدروا إليها من جبل يطل عليها رأوا عليها ورداً لعتيبة يستقون ، فأراد ذيب ورفاقه أن يرجعوا لئلا يروهم فينذروا القبيله بهم ، وكان من بين السقاة صياد أخذ بندقيته وتوجه إلى الوادي الذي إنحدر منه ذيب ورفاقه ، باحثاً عن الصيد ، وعندما رأى ذيب وجماعته إختفى تحت شجرة أطلق عليهم عياراً نارياً فأراد الله أن يصيب ذيباً إصابه مميته. لقد حلّت كارثه على أبيه الشيخ الطاعن بالسن شالح بن هدلان ، إنه فقد كل أمل في الحياة : فقد كل ركن على وجه الارض فقد الشجاعه الفذة ، فقد الكرم الحاتمي ، فقد الابن البار ، فقد الابن المطيع ، لقد خرّ ذيب صريعاً وودع الخيل وصهيلها وودع الابل وحنينها ، وودع أباه الذي هو بحاجة إلى بره وعنايته ، ترك ذيب شالحاً حزيناً ، وودع قبيلته قحطان المجيدة ، وودع سنانه ورمحه وبندقيته ، ونقع الخيل وهزج الابطال ، ودع ذيب نجداً ورياضها ودع غزلان الرئم والارانب وطير الحباري التي كان يصطاد منها لوالده ، لقد إنقشعت هالة الفضل التي كانت تحيط الشيخ شالح بالحنان والبر والفضيله التي ضربت أروع مثل بين الابناء والآباء. بعد أن سقط ذيب على الارض أناخ رفاقه مطاياهم وتسابقوا إليه وضموه إلى صدورهم ، فوجدوه جسماً بلا حياة ، وانهالوا عليه بالقبل وودعوه بدموعهم الساخنه ، ثم وضعوه بكهف بجانب الوادي ، وقفوا راجعين إلى أهليهم. http://www.sudeer-up.com/upload//upl...24851dfac6.jpg أما الصياد الذي أطلق النار ، فقد ظل مختبئاً تحت الشجرة ، إلى أن رأى الركب قد ولى ، فأتى إلى مكانهم ووجد الدم يلطخه ثم عمد إلى ذيب وهو بكهفه وعندما رآه وجده شاباً وسيم الطلعه وفي خنصره الأيمن خاتم فضي ، وكانت رائحة الطيب تعج منه وكان لباسه يدل على أنه شخصية بارزه فرجع إلى جماعته الذيب يستقون من البئر ، فسألوه عن الرمية التي سمعوها عنده ، فقال إن ركباً من العدى إنحدر من الوادي وبعد أن رأوكم نكصوا راجعين فأطلقت عليهم عياراً نارياً قتل منهم شخصاً تبين لي أنه زعيمهم ، وقد وضعوه في كهف بجانب الوادي ، فقالوا وما دلك على أنه زعيم ، فبين لهم أوصافه ولباسه الذي عليه ، وإن في خنصره خاتماً فضياً ، فقالوا هيا بنا لنراه ، وكانوا من قبيلة برقا أحد جذمي عتيبة ، وكان معهم فتاة قد جلا أهلها منذ سنة إلى قبائل قحطان لأسباب حادثه وقعت بينهم وبين بعض قبائلهم من عتيبة ، وعندما رأوا ذيب بالكهف ، ورأته الفتاة صاحت بأعلى صوتها ، وقالت ويحك هذا ذيب بن شالح بن هدلان ، الذي كنا بجواره بالعام الماضي ، فشتموها وقالوا ربما أن بينك وبينه صداقه ولهذا السبب صحت بأعلى صوتك ، فقالت لا والله لم يكن بيني وبينه أي شيء من هذا ولكنه أكرمنا وأعزنا وأجارنا ، وكان لا يأتي من الفلا إلا ومعه صيد ويأتي بقسمنا نحن جيرانه حامله بيده وعندما يقترب من بيوتنا يغض نظره إلى الارض ثم يضع ما جاء به من الصيد ويدبر دون أن يرفع طرفه بامرأه من جيرانه وهذه طريقته بالحياة وعليكم أن تسالوا عن خصاله ، وينبئكم عن ذلك من عرفه ، فهو بعيد كل البعد عن الرذيله . ما أكبر المصاب على شالح لما وصل رفاق ذيب وأخبروه بما حدث ، لاشك أن خطب شالح عظيم وإن وقع نبأ مصرع إبنه على قلبه أشد وأنكى من طعن الحراب ، ولاشك أنه سيتجرّع ويلات الحزن ومرارته ومآسي الفراق ولوعاته .. وإذا المَنيّـة أنشبت أظفارها ... ألفيت كُلّ تميمةٍ لا تنفعُ إنها كارثه كبرى ليست على شالح فقط بل على عائلة آل هدلان وعلى قبيلة قحطان : وقد قال شالح أشعاراً كثيرة بعد وفاة ابنه ، وأول ما قال هذة القصيدة : يا ربعنا ياللي على الفطّر الشيب ... عز الله أنه ضاع منكم وداعه رحتوا على الطوعات مثل العياسيب ... جيتوا وخليتوا لقلبي بضاعه خليتوا النادر بدار الأجانيب ... وضاقت بي الآفاق عقب إتساعه تكدرن لي صافيات المشاريب ... وبالعون شفت الذل عقب الشجاعه يا ذيب أنا بوصيك لا تاكل الذيب ... كم ليلةٍ عشـّـاك عقب المجاعه كم ليلةٍ عشـّـاك حِرش العراقيب ... وكم شيخ قوم ٍ كزته لك ذراعه كفه بعدوانه شنيع المضاريب ... ويسقي عدوه بالوغى سِم ساعه ويضحك ليا صَكّت عليه المغاليب ... ويلكد على جمع العدو باندفاعه وبيته لجيرانه يشيّـد على الطيب ... و للضيف يبني في طويل الرفاعه جرحي عطيب ولا بقى لي مقاضيب ... وأفخت حبل الوصل عقب إنقطاعه كني بعد فقده بحامي اللواهيب ... وكني غريب الدار مالي جماعه من عقب ذيب الخيل عِرج ٍ مهاليب ... ياهل الرمك ما عاد فيهن طماعه قالوا تطيب وقلت : وش لون أبا طيب ... وطلبت من عند الكريم الشفاعه ثم أردفها بقصيدة على نفس البحر والقافيه وقال : ذيبٍ عوى وأنا على صوته أجيب ... ومن ونتي جضت ضواري سباعه عز الله إني جاهل ٍ ما أعلم الغيب ... والغيب يعلم به حفيظ الوداعه يالله يا رزّاق عِكف المخاليب ... يا محصي خلقه ببحره وقاعه تفرج لمن صابه جروح ٍ معاطيب ... وقلبه من اللوعات غادٍ ولاعه إن ضاق صدري لذت فوق المصاليب ... مانيب من يشمت فعايل ذراعه صار السبب مني على منقع الطيب ... ونجمي طِمَن بالقاع عقب إرتفاعه يا طول ما هجيتهن معْ لواهيب ... ولاني برادي كسرها من ضلاعه ويا طول ما نوختها تصرخ النيب ... وزن البيوت إللي كبار ٍ رباعه وأضوي عليهم كنهم لي معازيب ... إليا رمى زين الوسايد قناعه أضوي عليهم واتخطى الأطاتيب ... وآخذ مهاويه الجمل باندفاعه أبا أنذر إللي من ربوعي يبا الطيب ... لا ياخذ إلاّ من بيوت الشجاعه يجي ولدها مذرب كنـّـه الذيب ... عِز لِبُوه وكل ما قال طاعه وبنت الردي ياتي ولدها كما الهيب ... غبنٍ لبُوه وفاشله بالجماعه يا كبر زوله عند بيت المعازيب ... متحرّي ٍ متى يقدّم متاعه |
رد: قـصـص من الـمـاضـي
قالوا تطيب وقلت : وش لون أبا طيب ... وطلبت من عند الكريم الشفاعه أي والله معذور .. الفقد كايد وموجع يا إخوان الله لا يورينا واياكم مكروه . لكن بعد مشكلة هالمغازي والنهب وهذي هي نتيجتها . أخوي أسد نجد الله يوسع صدرك بالعافية .. دائما ممتع في سواليفك الله يعطيك العافية . |
رد: قـصـص من الـمـاضـي
اقتباس:
شرفت أخي الكريم وأشكر لك لطف كلماتك |
رد: قـصـص من الـمـاضـي
قصة المهادي http://www.sudeer-up.com/upload//upl...582a408774.jpg هذه الحكاية بفصولها وتفاصيلها من أروع الحكايات التي حصلت بتاريخ البادية , ولا شك أن الغالبية قد سمعت عن المهادي , لأن القصة بالغة التأثير على السامع والراوي بنفس الوقت يقول الراوي مهمل المهادي من عبيدة من قحطان , وكان معروفاً في قبيلته , وذا رياسة فيها . . . شاعر وفارس نشأ ميسور الحال رفيع الجاه . . . خرج المهادي للغزو بالصحراء ومعه مجموعة من بني قومه , وفي هذه الرحلة تصادف أن مر على قبيلة ((سبيع)) القبيلة العربية الأصيلة . . . المهم أن المهادي صادف في مروره في مرابع قبيلة سبيع التي نزل بها مرور فتاة بالغة الجمال لدرجة أن المهادي تأثر بها من أول نظرة . . . ولم يستطع أن يفارق مضارب قبيلتها أخفى المهادي ما أصابه عن رفاقه , واختلق عذراً تخلص به من مرافقتهم , وأقنعهم بمواصلة المسير بدونه وبقائه هو في مضارب تلك القبيلة وحيداً . . . وبهذا العذر تخلص من رفاقه حيث رحلوا وتركوه , http://www.sudeer-up.com/upload//upl...7e7b36c5dc.jpg وبقي هو وحيداً . . . فبحث عن أكبر بيت في بيوت القبيلة لأنه عادة ما تكون البيوت الكبار لرؤساء العشائر أو فرسانها أو شخصياتها المعروفة , ونزل ضيفاً على صاحب هذا البيت فأكرمه الإكرام الذي يليق بهذا الضيف http://www.sudeer-up.com/upload//upl...8b20f45016.jpg وبقي عنده فترة يفكر بالطريقة التي توصله لمعرفة تلك الفتاة التي أسرته من النظرة الأولى وملكت فؤاده . . . وصار المهادي يصارع الأفكار وهو ضيف عند هذا الرجل الكريم . . . فلا يستطيع التكلم مع أحد . . . ولا هو بصائر حتى يعرفها , فقد رمته بسهم وابتعدت . . . فكان لا بد وأن يستعين بأحد من نفس هذه القبيلة , فأهل مكة أدرى بشعارها هكذا يقول المثل . . . ولكن كيف يهتدي إلى الشخص الثقة الذي إن أفضى إليه بسره حفظه وأعانه . . . خصوصاً وهو غريب عن هذه القبيلة ولا يعرف رجالها , والسجايا الحميدة بالرجال لا يستطيع أن يكتشفها الإنسان بالنظر , فكما يقولون الرجال مخابر وليست مناظر . . . فكر المهادي طويلاً واهتدى إلى رأي . . . هو بالأصح حيلة جهنمية يستكشف بها الرجال حتى يهتدي إلى أوثقهم فيحكي له . . . قرر أن يجرب صبرهم فالصبور بلا شك يملك صفات أخرى غير الصبر فادعى أنه مصاب بمرض التشنج أو الصرع حيث يأتيه الصرع ويرتمي على من يجلس قربه . . . ولأنهم لا يعرفونه صّدقوا روايته وصار المهادي يتنقل من واحد إلى واحد ويرتمي عليه وكأنه مصروع , ويتكئ عليه بكوعيه حتى يؤلمه ليختبر صبره . . . فكان بعضهم يبتعد عنه ولا يجلس بجواره والبعض الآخر يصبر قليلاً ثم يغير مجلسه , وهكذا حتى جلس ذات مره بجوار شاب توسم به الخير وتحرى معالم الرجولة بوجهه فاصطنع الصرع وارتمى عليه واتكأ علية بكوعيه بشدة . . . وهذا الشاب صابر وساكن لا تصدر منه شكاة , وكلما حاول البعض إزاحته عنه نهرهم قائلاً . . . هذا ضيف والضيف مدلل فاتركوه أما المهادي فقد عرف أنه وجد ضالته . . . وحينما أفاق المهادي من صرعه المصطنع , قام الشاب متجهاً إلى بيته فتبعه المهادي واستوقفه بمكان خال من الناس واستحلفه بالله ثم أفضى إليه بسره . . . وشكا له ما جرى بالتفصيل وأعلمه من هو ووصف له الفتاة الوصف الدقيق الذي جعل الشاب يعرفها . . . ولما انتهى من حديثه قال له الشاب أتعرف تلك الفتاة لو رأيتها مرة ثانيه ؟ . . فأكد له المهادي معرفته لها وحفظه لتقاسيم وجهها فقال له الشاب : هانت أي سهلت . . . واصطحبه معه إلى بيته ووقفا بوسط البيت . . . وصاح الشاب . . . فلانة احضري بالحال فدخلت وإذا هي ضالة المهادي . . . فوقع من طوله لشدة تأثره . . . أما الفتاة فقد عادت لخدرها مسرعة بعد أن رأت أن هناك رجلاً غريباً كما هي عادة بنات البدو . . . أما صاحب المهادي فهدأ من روعه وأسقاه ماء . . . وسأله . . . أهي ضالتك ؟؟ قال المهادي : نعم . . . قال الشاب هي أختي وقد زوجتك إياها . . . فكاد المهادي أن يجن لوقع الخبر عليه لأنه لم يتوقع أن يحصل عليها بتلك السهولة . . . ترك الشاب المهادي في بيته وذهب لوالده وأخبره بالقصة كاملة وكان من الرجال المعروفين بحكمتهم وإبائهم ورجولتهم . . . فلما فرغ الابن من سرد الحكاية . . . قال الأب لولده أسرع واعقد له عليها لا يفتك به الهيام . . . وبالفعل عقد له عليها . . . وبالليلة التالية كان زواجهما , والمهادي يكاد لا يصدق أن تتم العملية بهذه السهولة واليسر والسرعة وقد كانت شبه مستحيلة قبل أيام المهم أنه دخل عليها وخلا البيت إلا من العروسين وأخذ يتقرب منها ويخبرها من هو ويعلمها بمكانته بقبيلته وأنه زعيمها ويعرفها بنفسه ويحاول أن يهدئ من روعها ليستميل قلبها . . . وأفضى لها بسره أنه رآها وأسرته . . . كل هذا والعروس تسمع ولا تجيب . . . والمهادي يتكلم ويتقرب وتزداد نفوراً منه . . . وكان المهادي فطناً شديد الذكاء , فقد لمس أن زوجته تضع حاجزاً بينها وبينه . . . وتأكد من صدق حدسه حينما لمح دموعها تنهمر من عينيها وهي لا تتكلم . . . عرف أن ورائها قصة . . . فتقرب منها واستحلفها بالله ألاَّ تخفي عنه شيئاً . . . ووعدها ألاَّ يمسوها بسوء . . . وأقنعها بأن تحكي له . . . فقالت . . . أنا فتاة يتيمة كفلني عمي وربيت مع ابن عمي وابن عمي معي . . . كنا صغيرين نلهو مع بعضنا وكبرنا وكبرت محبتنا معنا وقبل حضورك كنت مخطوبة لابن عمي الذي لا أستطيع البعد عنه لحظة ولا يستطيع البعد عني برهة . . . ولما حضرت انتهى كل شيء وزوجني إياك . . . طار صواب المهادي . . . فقال لها من هو ابن عمك قالت له هو ((مفرج السبيعي)) الذي عقد لي عليك وأفهمك أنني أخته وآثرك على نفسه لأنك التجأت له ولأنك ضيفنا كاد المهادي أن يفقد عقله لحسن صنيع ذلك الشاب الذي اتكأ عليه وسكت لفترة طويلة وهو يستعرض ما حصل ولا يكاد يصدق أن تبلغ المروءة في شاب كما بلغت بمفرج . . . وبعد فترة صمت وقال لها : أنت من هذه اللحظة حرام علي كما تحرم أمي عليّ . . . ولكن أرجوك أن تخفي الأمر حتى أخبرك فيما بعد فصنيعهم لي لا ينسى لذا لا أريد الآن أن تقولي شيئاً هدأ روع الفتاة ونامت ونام هو في مكان آخر . . . وبقي زوجاً لها أمام الناس لعدة أيام وبعدها استسمح أصهاره بالرحيل إلى قبيلته لتدبير شؤونه ومن ثم يعود ليأخذ زوجته . . . ورحل ولما وصل قبيلته أرسل رسولاً من قبيلته يخبر مفرج بطلاق زوجة المهادي وأنه لما عرف قصتهما آثر طلاقها وأن مروءته قد غسلت تأثير الغرام عليه وأنه سيبقى أسيراً للمعروف طالما هو حي وتم زواج مفرج من ابنة عمه وعاشا برغد فترة طويلة من الزمن . . . ولكن الزمان لا يترك أحداً . . . فقد شح الدهر على مفرج وأصاب أراضي قبيلته القحط والجفاف فهلك الحلال وتبدلت الأحوال , ومسه الجوع . . . فلم يجد سبيلاً من اللجوء إلى صديقه المهادي خصوصاً وأنه ميسور الحال . . . وبالفعل ذهب هو وزوجته ابنة عمه وأولاده الثلاثة ونزل عليه ليلاً . . . وكان المهادي يتمنى هذه اللحظة وينتظرها بفارغ الصبر لكي يرد الجميل فلما نظر حالته عرف فقره . . . وكان للمهادي زوجتان فأمر صاحبة البيت الكبير من زوجاته أن تخرج من البيت وتترك كل ما فيه لمفرج وزوجته وأولاده ولا تأخذ من البيت شيئاً أبداً . . . وبالفعل خرجت من البيت فقط بما عليها من ملابس وتركت كل شيء لزوجة مفرج وقبل خروجها أفهمت زوجة مفرج أن لها ولداً يلعب مع رفاقه وإذا غلبه النوم جاء قرب والدته ونام ورجتها أن تنتظره حتى يحضر وتخبره بخروج أمه من البيت ليذهب لها وبالفعل انتظرت زوجة مفرج ولد المهادي ولكن انتظارها طال بعض الشيء خصوصاً وأنها متعبة مجهدة من طول السفر وعناء الجوع وقد وجدت المكان المريح فغفت بالنوم بعد أن طال انتظارها وحضر ولد المهادي كالعادة ورفع غطاء أمه ونام معها وتلحف معها بلحافها كعادته ظناً منه أنها والدته . . . في هذه الأثناء كان مفرج يتسامر مع صديقه القديم المهادي ولما غلب عليه النعاس استأذنه لينام فسمح له . . . وسار معه حتى دله على بيته الذي أصبح ملكاً له دخل مفرج بيته وإذا بالفراش شخصان رفع الغطاء فإذا زوجته نائمة وبجانبها شاب يافع فلم يتمالك نفسه فضرب الفتى الضربة التي شهق بعدها وفارق الحياة . . . نهضت الزوجة مذعورة فإذا الشاب مصروع . . . فقالت لزوجها قتلت ولد المهادي . . . فقال وما الذي جاء به إليك . . . فأعلمته بالقصة فرجع إلى رشده . . . وأسقط في يديه فماذا يفعل ؟ كان لا بد أن يخبر المهادي . . . فهرول مسرعاً إلى حيث المهادي جالس وأخبره بالحكاية . . . وهو يكاد يموت حزناً . . . هذا والمهادي هادئ ممسك لأعصابه . . . ولما انتهى من كلامه قال له المهادي هو قضاء الله وقدره ولا مفر من ذلك كل ما أرجوه منك أن لا تخير أحداً وتوصي زوجتك بأن تكتم الخير حتى عن أم الولد . . . وحمل المهادي ولده ورماه في مكان اللعب حيث كان يلعب مع أقرانه . . . وفي الصباح انتشر خبر مصرع ابن الأمير فقد كان المهادي أمير قومه والكل لا يجرؤ أن يخبر الأمير خوفاً من اتهامه له بالقتل . . . ولما وصل الخبر للأمير اصطنع الغضب وشاط وتوعد وطالب القبيلة كلها بالبحث عن القاتل دون جدوى وبالمساء جمع القوم حوله وقال عليكم أن تدفعوا كلكم دية ولدي . . . من كل واحد بعير , وبالفعل جمع الدية حوالي سبعمائة بعير أدخلها المهادي ضمن حلاله وأعطى أم الولد منها مائة بعير وقال لمفرج البقية هي لك ولكن اتركها مع حلالي حتى ينسى الناس القصة . . . وبالفعل بعد مرور مدة عزل الإبل ووهبها لمفرج فنقلته النقلة الكبيرة في حياته من فقير لا يملك قوت يومه إلى أكبر أغنياء القبيلة . . . ومضت السنون والصديقان مع بعضهما لا يفترقان فإذا دخلت مجلس المهادي حسبت أن مفرج هو صاحب المجلس والمهادي ضيفه والعكس صحيح . . . مرت السنون على هذه الحال الكل منهم يؤثر صديقه على نفسه . . . ولكن لا بد أن يحصل ما يغير صفاء الحال , وكما يقال دوام الحال من المحال كان للمهادي بنت بارعة الجمال أولع بها ولد مفرج وقد كان هناك سبب يحول بينهما فأخذ يحاولها ويتعرض لها بالغدو والرواح ويحرضها على مواقعته بالحرام . . . والفتاة نقية , فأخبرت والدتها التي أخبرت بدورها المهادي فأمرها المهادي بالسكوت إكراماً لوالد الشاب مفرج وأمرها أن تجتنبه قدر استطاعتها فنفذت وصية والدها , وها هو يطاردها أربع سنوات متتالية وفي السنة الرابعة عيل صبرها فقالت لوالدها إن لم تجد لي حلاًّ , فقد يفترسني في أحد الأيام والمهادي لا يستطيع أن يعمل شيئاً إكراماً لصديقه مفرج . . . والشاب يزداد رعونة . . . فكان لا بد من فراق جاره وصديقه لكي يمنع جريمة ابنه ولكن كيف يصارحه . . . وهو الداهية كما عرفنا بالسابق . . . فاقترح على مفرج أن يلعبا لعبة بالحصى ما يسمى الآن ((الدامة)) http://www.sudeer-up.com/upload//upl...a4b996cfb3.jpg وكان كلما نقل حجراً قال لمفرج ارحلوا وإلا رحلنا . . . حتى انتبه مفرج لمقولة جارة . . . فأسرها . . . ولما عاد لزوجته أخبرها بكلمة المهادي . . . ارحلوا وإلا رحلنا . . . فقالت له أن هناك أمراً خطيراً حصل لا بد لنا من الرحيل . . . فاذهب واستأذنه . . . فذهب واستأذنه ولم يمانع المهادي مع العلم أنه كان في كل سنه يطلب الرحيل ويرفض المهادي . . . إلا هذه المرة قبل بسرعة وكان يريدها . . . رحل مفرج وهو يبحث عن السر الخطير الذي من أجله قال المهادي كلمته وبعد أن ابتعد عن منازل قبيلة المهادي نزل ليستريح ويفكر بالسبب . . . ولكنه لم يهتدي لشيء . . . لذا سرق نفسه ليلاً وامتطى فرسه وقصد المهادي ولما دخل مضارب القبيلة ربط فرسه وتلثم واندس في مكان قريب من مجلس المهادي لعله يعرف سبباً لرغبته برحيله . . . وجلس يرقب المهادي . . . فلما انفض المجلس من حوله وجلس وحيداً . . . هذا كله ومفرج يراه وهو لا يرى مفرج ومفرج ينتظره حتى يدخل عند زوجته ليسترق السمع لعله يسمع شيئاً من حديثه مع زوجته . . . إلا أن المهادي لما جلس في مجلسه وحيداً تناول ربابته وأخذ يغني ويقول يقول المهادي والمهادي مهمل بي علتن كل العرب ما درى بها أنا وجعي من علتن باطنية بأقصى الضماير ما درى وين بابها تقد الحشا قد ولا تنثر الدما ولا يدري الهلباج عما لجا بها وإن أبديتها بانت لرماقة العدا وإن أخفيتها ضاق الحشا بالتهابها أربع سنين وجارنا مجرم بنا وهو مثل واطي جمرتين ما درى بها وطاها بفرش الرجل ليما تمكنت بقى حرها ما يبرد الماء التهابها ترى جارنا الماضي على كل طلبه لو كان ما يلقى شهودن غدابها ويا ما حضينا جارنا من كرامه بليلن ولو نبغي الغبا ما ذرى بها ويا ما عطينا جارنا من سبية لا قادها قوادهم ما انثنى بها ونرفى خمال الجار ولو داس زلة كما ترفي البيض العذارى ثيابها ترى عندنا شاة القصير بها أربع يحلف بها عقارها ما درى بها تنال يالمهادي ثمانن كوامل تراقى وتشدي بالعلا من أصابها لا قال منا خيّرن فرد كلمة بحضرات خوفن للرزايا وفى بها الأجواد وإن قاربتها ما تملها والأنذال وإن قاربتها عفت ما بها الأجواد وإن قالوا حديثن وفوابه والأنذال منطوق الحكايا كذابها الأجواد مثل العد من ورده ارتوى والأنذال لا تسقى ولا ينسقا بها الأجواد تجعل نيلها دون عرضها والأنذال تجعل نيلها في رقابها الأجواد مثل الزمل للشيل يرتكي والأنذال مثل الحشور كثير الرغابها الأجواد لو ضعفو وراهم عراشه والأنذال لو سمنو معايا صلابها الأجواد يطرد همهم طول عزمهم والأنذال يصبح همهم في رقابها الأجواد تشبه قارتن مطلحبة لا دارها البردان يلقى الذرابها الأجواد تشبه للجبال الذي بها شرب وظل والذي ينهقا بها الأجواد صندوقين مسك وعنبر لافتحن أبوابها جاك مابها الأجواد مثل البدر في ليلة الدجى والأنذال ظلما تايهن من سرابها الأجواد مثل الدر في شامخ الذرا والأنذال مثل الشري مرن شرابها الأجواد وأن حايلتهم ما تحايلو وأنذال أدنى حيلتن ثم جابها الأنذال لو غسلوا يديهم تنجست نجاسة قلوبن ما يسر الدوابها يا رب لا تجعل الأجواد نكبة من حيث لا ضعف الضعيف التجابها أنا أحب نفسي يرخص الزاد عندها يقطعك يا نفس جزاها هبابها يا عل نفسن ما للأجواد عندها وقارن عسى ما تهتني في شبابها عليك بعين الشيح لا جت وارد خل الخباري فإن ماها هبابها ترى ظبي رمان برمان راغب والأرزاق بالدنيا وهو ما درى بها سقا الحيا ما بين تيما وغربت يمين عميق الجزع ملفا هضابها سقا الولي من مزنتن عقربية تنشر أدقاق وبلها من سحابها اليا أمطرت هذي ورعد ذي ساق ذي سناذي وذي بالوبل غرق ربابها نسف الغثا سيبان ما ها اليا أصبحت يحيل الحول والما ناقعن في شعابها دار لنا ما هي بدران لغيرنا والأجناب لو حنا بعيدن تهابها يذلون من دهما دهوم نجرها نفجي بها غزات من لا درى بها ترى الدار كالعذرى إلى عاد ما بها حزن غيورن كل من جاز نابها فيا ما وطت سمحات الأيدي من الوطا نصد عنها ما غدا من هضابها تهامية الرجلين نجدية الحشا عذابي من الخلان وأنا عذابها أريتك إلى ما مسنا الجوع والضما واحترمن الجوزا علينا التهابها وحمى علينا الرمل و استاقد الحصا وحمى على روس المبادي هضابها وطلن عذرن من ورانا و شارفن عماليق مطوي العبايا ثيابها سقاني بكأس الحب دومنهنه عندل من البيض العذارى أطنابها وإلى سرت منا يا سعود بن راشد على حرتن نسل الجديعي ضرابها سرها وتلفي من سبيع قبيلة كرام اللحا في طوع الأيدي لبابها فلا بد ما نرمي سبيع بغارة على جرد الأيدي دروعها زهابها وأنا زبون الجاذيات مهمل إلى عزبوا ذود المصاليح جابها عليها من أولاد المهادي غلمه اليا طعنوا ما ثمنوا في أعقابها محا الله عجوزن من سبيع بن عامر ما علمت قرانها في شبابها لها ولدن ما حاش يومن غنيمة سوى كلمتين عجفة تمزا وجابها يعنونها عسمان الأيدي عن العضا محا الله دنيا ما خذينا القضا بها عيون العدا كم نوخن من قبيلة لا قام بذاخ إلا جاعر يهابها وأنا أظن دار شد عنها مفرج حقيق يا دار الخنا في خرابها وأنا أظن دار نزل فيها مفرج لا بد ينبت زعفرانن ترابها فتى ما يظم المال إلا وداعة و لو يملك الدنيا جميعن صخابها رحل جارنا ما جاه منا رزية وإن جتنا منه ما جاه منا عتابها وصلوا على سيد البرايا محمد ما لعلع الجمري بعالي هضابها كان المهادي يغني على ربابته هذه القصيدة ومفرج يسترق السمع حتى فهم بالضبط ما الذي جعله يقول لجاره إما ارحلوا وإلا رحلنا . . . ولما أتم المهادي قصيدته توجه إلى أهله وعاد مفرج وركب فرسه باتجاه أهله خارج حدود القبيلة تأكد مفرج أن السبب يكمن في أولاده ولكنهم ثلاثة فأي الثلاثة صاحب الخطيئة , وإلى أين وصلت . . . فلجأ إلى الحيلة وبدأهم واحداً تلو الواحد . . . يقول لهم لما كنا في جيرة المهادي كان لديه ابنه جميلة ولم تتعرضوا لها لو كنت مكانك وفي شبابك لما تركتها خصوصاً وهي بهذا الجمال وأنت بهذا الشباب . . . وأخذ يستدرجهم . . . أما اثنان منهم فلم يجد ورائهما شيئاً وخصوصاً وهما يعرفان ماذا عمل المهادي مع والدهما أما الصغير منهم فأجابه . . . والله يا والدي لو لم نرحل في ذلك اليوم لأتيتك بخبرها , عرف أنه هو . . . فقال مفرج . . . وهل كان ذلك برضاها فقال ولده لا بل غصباً عنها . . . فقال له وكيف كنت سوف تغتصبها فقال كنت أنتظرها حتى تخرج وحيدة . . . وأتربص لها , ثم أهجم عليها , يد فيها خنجري ويد فيها حبل أربطها بالحبل وأهددها بالخنجر ولن تتكلم حتى أنتهي منها وما إن انتهى الشاب من قصته حتى قام مفرج مسرعاً وسحب سيفه وقطع رأس ولده وفصله عن جثته التي تركها في مكانها . . . وعاد لأهله بالرأس ووضعه بخرج وأمر أحد أبنائه أن يحمله إلى المهادي ويسلم ويرمي الرأس بحجره ويعود دون كلام وبالفعل دخل الولد مجلس المهادي وسلم ورمى الرأس في حجره وعاد دون كلام ولحق أهله . . . تعجب المهادي أيضاً لحسن صنيع مفرج فهذه المرة الثانية التي يغلبه فيها . . . فلحق به وأقسم عليه أن يعود وأعاده إلى مكانه السابق وبقيا متجاورين ومتحابين إلى النهاية |
رد: قـصـص من الـمـاضـي
عطفا على موضوع الأخت الفاضلة حبل الوريد بعنوان ( البشعة ) أحببت إدراج هذة القصة .... البشعة حكم من محاكم القبائل العربية – قصة من التراث البشعة في اللغة مشتقة من بشع بتشديد الشين وفتحها، يقال: بشع يبشعا تبشيعا، وهذا بشع بفتح الباء وكسر الشين، وهذه بشعة، والأبشع والبشعاء ، أي القبيح والقبيحة، إذن بشع قبح. وإصطلاحا هي التعزير أو التجريم، أي تلبيس الشخص تهمة، ثم إزالتها عنه بالتبشيع، والبشعة على عادات العرب الموروثة، كما في القصة التالية من مداولات للبشعة، لجريمة وقعت، ولم تُعرف الأطراف المشاركة بالجريمة على الرغم من التبشيع، ففي عام 1924م، كانت عشائر عرب الصقر تضرب منازلها في فصل الشتاء وأوائل الربيع فيما يعرف بأسم وادي الفارعة، http://www.sudeer-up.com/upload//upl...06289f4ad4.jpg كان فلاح الحمد ، من أبرز رجالات الصقر، لا يتجاوز عمره 40 عاما، يرتحل مع العشائر من أقاربه، حيث الماء والكلأ، من سهول عكا وحيفا والناصرة الى مرج بن عامر صيفا الى بيسان في الخريف والربيع الى وادي الفارعة شمال البحر الميت في الشتاء. http://www.sudeer-up.com/upload//upl...68fd7fb79c.jpg لم يجاور أقاربه في ترحاله، فيحط على الأطراف، مصطحبا ثلة من عبيده الأقوياء، يحطون حيث يحط، وينامون حيث ينام، يأكل مما يأكلون، يتألم لألمهم، ويتألمون لألمه، فهم أخوانه، هكذا يسمونهم. http://www.sudeer-up.com/upload//upl...7e7b36c5dc.jpg في ليلة ظلماء، يجلس فلاح الحمد يتسامر مع إخوانه، وبعض جيرانه من أفخاذ عشيرته، على ضوء النار، يشعلون الحطب، يحتسون القهوة العربية، http://www.sudeer-up.com/upload//upl...e1d086f381.jpg ويتجاذبون أطراف الحديث، بندقيته تحت طرف فرشته، شبريته على وسطه، في ظلمة هذا الليل الحالك، وسكينته الموحشة، ووهرة الجبال الراسخة، والوديان السحيقة، ونجوم السماء المتلألئة، وقبل أن تطبق العين أجفانها، أطلت فوهة بندقية من فاهق رواق البيت، صُوبت على سيد البيت، وقبل أن يتحرك اللسان، إنطلقت الرصاصة، لتحط في قلب فلاح الحمد، وغاص في دمائه، ولفظ أنفاسه. إمتطى الصائح صهوة جواده، طفق ينادي العربان، بنداء الويل والمصيبة: ويل.. آخ ويل...ويل آخ ويل، ففزعوا على عواتق خيولهم، نساء تولول، ونساء تنوح، ورجال يقصون الأثر، وآخرون مشغولون بالجثة، أناس تضرب الكف بالكف، واحسرتاه... واخسارتاه. القاتل لفه الليل بظلامه، وأخفى أطراف الجريمة، وتكتم عليها، فمن قائل: القاتل رجل واحد، وقائل: القاتل رجلان، وقائل القاتل: ثلاثة، وقالوا: هواة ليل (ضربة ليل)، ووريت الجثة التراب، هناك في مقابر أبي عبيدة عامر بن الجراح، في غور الأردن، عاد الرجال لتقبل العزاء، أبناء عمومته لم يغمض لهم جفن، تخالهم مجانين، يعضون أطرافهم حسرة عليه، وندامة على إختفاء القاتل، الكل يبحث، ليل نهار، لكن دون أثر، دارت الشبهات حول زيد، وعبيد، والعشيرة الفلانية، والعشيرة العلانية، واستقروا على تلبيس التهمة الى عشيرة أخرى من عشائر الصقر، هي عشيرة الدخيل، التي لاذت بوجه عشيرة ثالثة من الصقر هي الملاك، وجاء أهل القتيل بأدلة واهية، وبدأ التحرش بتلك العشيرة، وكادت تشتعل نار الفتنة، لتأكل عشرات الرجال والنساء، وكل ما تملك العشيرتان من أموال، تداعت عشائر الصقر الأخرى لإخماد الفتنة، http://www.sudeer-up.com/upload//upl...2de60d59b4.jpg واللجوء الى التحكيم. فأي تحكيم هذا؟ فلا عهد لهم بالحكومات، ولم يعرضوا قضية على حكومة مذ جبلوا، فمحاكمهم منهم، وقضاتهم فيما بينهم، يلجأ اليها المتنازعون، فهذا ما توارثوه جيلا إثر جيل، أحكامها نافذة، قضاتها معتبرون، لا يعترض على حكمهم متهم. قضية فلاح الحمد تختلف مرافعاتها، عن القضايا المعتادة، فلا دليل على المتهم، ولا بينة لدى المدعي، هكذا زعم المدعي، وهم عشيرة القروط، وهكذا إستجاب المدعى عليه، وهم عشيرة الدخيل، فطالب القروط بتطبيق حكم معين، وقبل المدعى عليهم، طالبوا بتبشيع المتهمين وعددهم ثلاثة، وكما يقول العرب: آخر الداء الكي، فإن آخر الحكم البشعة، وهي الكي بحد ذاته، والكي بطرف يد المحماس، المحمية على النار الى درجة الإحمرار، يطلب القاضي من المتهم أن يمد لسانه فيلذعه على رأس اللسان، فإذا تركت النار أثرا للكي على اللسان يسند الجرم اليه، وإذا لم يترك الكي أي أثر على رأس اللسان يعلن القاضي برائته، نعم كان للقروط ما طلبوا، وحكمت المحكمة ببراءة المتهمين، هناك في مضارب الأمير عبدالله بن الشريف حسين بن علي، الذي حطت رحاله على أرض الشام، منذ بضع سنوات، والقاضي هو إبن زهير من عرب بني صخر طرف محايد، ذو باع طويل في قضايا الدم، وساد الوئام الأقارب، وغاب فلاح الحمد الى الأبد، والليل لف الجاني الى الأزل. الهوامش: وادي الفارعة: هو الوادي المنحدر من جبال نابلس الشمالية، وقد سمي الوادي بهذا الإسم نسبة على عين الماء الغزيرة في أعلاه، والتي سميت بهذا الإسم بعد أن شربت منها وارتوت الفارعة بنت همام أم الحجاج بن يوسف الثقفي. مقابر ابي عبيدة عامر بن الجراح: تقع في سهول الغور الأوسط على مسافة بضعة كيلومترات من سيل الزرقاء، حيث ضريح الصحابي الجليل أبو عبيدة عامر بن الجراح وصحبه الذين ماتوا بوباء الطاعون. كتبه علي بن فلاح الملاحي الصقري مؤرخ عشائر عرب الصقر الطائية إربد - الأردن |
رد: قـصـص من الـمـاضـي
ياسد ,, تعيشنا في تاريخ قصصه ممتعة
شكراً ** اما هذي "قصة المهادي" و جعت قلبي الله يجزاك خير |
رد: قـصـص من الـمـاضـي
اقتباس:
شرفني مرورك يالغالي أشكر لك تواجدك ... |
رد: قـصـص من الـمـاضـي
قصة خمسة عشر فنجال لحنيف صبيت http://www.sudeer-up.com/upload//upl...d032b62fbb.jpg دارت القصه في مدينة حرمه بسدير.. كان حنيف مقيما في حرمه وكان كثير الاسفار والترحال بأسباب الوضع المعيشي الصعب في ذلك الوقت... وفي يوم من الايام ذهب حنيف الى زيارة صديقه ناصر فوجد منه الترحيب وقدم له القهوه , وجلسا يتجاذبان اطراف الحديث حتى دخل عليهما بعض الضيوف وزاد الطلب على القهوه وحنيف..مازال يرتشف الفنجال تلو الاخر... http://www.sudeer-up.com/upload//upl...e60f77beee.jpg فأراد ناصر ان يمازح حنيف ...قائلا خمسة عشر فنجال لحنيف صبيت....لو أن بطنـه قربـة قـد ملاهـا فرد حنيف على الفور : لا تحسب إني من دلالك تقهويت .... ماتقنع الشراب من كثر ماها قال ناصر : يا حنيف أنا في حمستي ماتدانيت = الدله الصغراء نكثر مناه فرد حنيف : وراك ماسويتها يوم سويت.... مثل العميم اللي يعدل سواها أبن عقيل اللي يهلي لياجيت.... يضحك حجاجه وأن غلى مشتراها فقال ناصر : سبيتها يوم انت للضلع لزيت....وضيافتك ياحنيف هذا جزاها ودلال ربعك يوم بالزين ماريت.... هم ربعنا قبلك طوال خطاها حنيف: مانيتي ذمة هل الجود والصيت.... الملعبه بين علينا سناها ياموصي الحرمه على صكة البيت.... تقول ماهو فيه وأنتا وراها فقال ناصر : ياحنيف وبحرمتك وش سويت.... يوم المره اتعسرت في ضناها علم الردا يظهر ولو به تتقيت.... علم وكاد ويشهدون اقصراها فضج المجلس بالضحك على هذه المساجله الطريفه والجميله في نفس الوقت وبقي ناصر وحنيف صديقين حميمين .. حتى توفاهما الله رحمهما الله. |
رد: قـصـص من الـمـاضـي
هذي هي ياسد
تاريخ منسي و انت تحييه عندنا و الاخراج اكثر من رائع و متعوب عليه شكراً |
رد: قـصـص من الـمـاضـي
قصه معشي الذيب http://www.sudeer-up.com/upload//upl...9ec94278dd.jpg معشي الذيب /// هو مكازي بن دغيم بن عبدالله بن سعيد والسعيد من العليان والعليان احد فخوذ الدغيرات من عبده من شمر واخواله من البلاز من عنزه نشاء مكازي بن سعيد في بيت والده دغيم وتربى على الكرم والشجاعه وكان دغيم زعيم عشيرة الدغيرات رجلاً مشهور بالكرم والشجاعه حتى ضرب به المثل في كل مكان: http://www.sudeer-up.com/upload//upl...cb911a3606.jpg كان مكازي بن سعيد قاطناً على الشعبه المنطقه المعروفه شمال السعوديه وفي ليلة من احدى اليالي سمع عواء ذئب جائع( يقنب) يعوي عواء الاستنجاد لعجزه عن الحصول على فريسه حيث كانت الكلاب تصده عن الهجوم على قطيع الغنم.. فسأل مكازي خادمه لماذا لا يغير الذئب على الغنم؟ فقال خادمه انه كبير بالسن والكلاب تتصدى له. http://www.sudeer-up.com/upload//upl...6e08d61800.jpg فقال مكازي للخادم خذ له خروفاً واربطه له فقام وفعل ذلك وربط الخروف للذئب ثم انصرف الخادم مع مكازي تاركين الذئب مع وليمته في ضيافه نادره، وهجم الذئب على الخروف وأكله. فلما انبلج نور الصباح جاءت بنتا مكازي وسألتا الخادم أين الحبل؟ فقال امرني عمي مكازي ان اربط خروفاً للذئب فقالت اذهب بنا الى مكان الخروف الذي ربطته فذهبتا وشاهدتا ماحدث فأنتشرت القصه ولقب مكازي منذ ذلك اليوم باللقب الشهير( معشي الذيب) وبنتاه اللتان ذهبتا احدهما اسمها (جوزاء والاخر وضحى ) لأن الحبل الذي سألتا عنه هو الحبل الذي يجلبن فيه الحطب وكان مكازي لايريد ان يعلم احد.. ولكن البنات عندما سألنا عن الحبل ابلغهم الخادم وانتشرت القصه الى ان وصلت الى محمد العبدالله الرشيد أمير حائل وسأل مكازي عن القصه فاخبره انها حدثت فعلاً وانه لم يكن يتوقع ان تصل الحكايه الى مسامع الامير محمد بن رشيد فقال ابن رشيد : انك يامكازي اطيب حيث بلغ بك الكرم ان تقدم الخروف الى الذئاب وقد انتشرت القصه عند قبيلة شمر وغيرها من القبائل ولقب بعد ذلك بـ(معشي الذيب) وتمضي الايام ويتذكر ابنه شباط ابن مكازي الحادثه بعد ان شاهد ذئباً فيقول: ياذيب مانستاهله منك ياذيب افعالنا ياذيب نبي الجزابه ابوي عشا أبوك بالوقت ياذيب في ليلة غدرا مظل السحابه يوم العفون مطولين المشاعيب وكل يصيح ويستديرن كلابه وابناء مكازي خمسه وهم فرحان و شباط وصنيتان و عبدالله وشاهر توفي مكازي في اوئل القرن الرابع عشر الهجري تقريباً |
رد: قـصـص من الـمـاضـي
|
الساعة الآن 03:17 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. موقع و منتديات سدير 1432 هـ - 1435 هـ
جميع ما ينشر في المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأي القائمين عليه وإنما يعبر عن وجهة نظر كاتبه