منتديات سدير

منتديات سدير (http://www.sudeer.com/vb/index.php)
-   ¨° الإسلامي °¨ (http://www.sudeer.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   [| تَـأمُـلاَتْ قُـرْأنـيّـةْ |] (http://www.sudeer.com/vb/showthread.php?t=116783)

عبدالله الفـارس 03-11-2010 06:28 AM

[| تَـأمُـلاَتْ قُـرْأنـيّـةْ |]
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إن القرآن كلام الله الذي أنزله ليعمل به ويكون منهاج حياة للناس، ولا شك أن قراءة القرآن قربة وطاعة من أحب الطاعات إلى الله ..

لكن مما لا شك فيه أيضا أن القراءة بغير فهم ولا تدبر ليست هي المقصودة، بل المقصود الأكبر أن يقوم القارئ بتحديق ناظر قلبه إلى معاني القرآن وجمع الفكر على تدبره وتعقله، وإجالة الخاطر في أسراره وحِكَمه ..

و من هذا المنطلق سنكون هنا في تأملات قرآنية للتأمل في آي القرآن و محكم التنزيل فقد دعانا الله عز و جل لذلك في قوله : (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ) [ص:29]

يقول ابن القيم – رحمه الله -: "الناسُ ثلاثةٌ: رجلٌ قلبُه ميتٌ، فذلك الذي لا قلبَ له، فهذا ليست الآية ذكرى في حقه.

الثاني: رجلٌ له قلب حيٌّ مستعدٌّ، لكنه غير مستمعٍ للآيات المتلُوةِ، التي يخبر بها الله عن الآيات المشهودة، إما لعدم وُرُودها، أو لوصولها إليه وقلبه مشغول عنها بغيرها، فهو غائب القلب ليس حاضرًا، فهذا أيضًا لا تحصُلُ له الذكرى، مع استعداده ووجود قلبه.

والثالث: رجلٌ حيُّ القلب مستعدٌّ، تُليت عليه الآيات، فأصغى بسمعه، وألقى السمع، وأحضر قلبه، ولم يشغلْه بغير فهم ما يسمعُهُ، فهو شاهدُ القلب، مُلقي السَّمع، فهذا القِسمُ هو الذي ينتفع بالآيات المتلوَّة والمشهودة.

فالأول: بمنزلة الأعمى الذي لا يُبصر.

والثاني: بمنزلة البصير الطَّامح ببصره إلى غير جهة المنظور إليه، فكلاهما لا يراه.

والثالث: بمنزلة البصير الذي قد حدَّق إلى جهة المنظور، وأتبعه بصره، وقابله على توسُّطٍ من البُعد والقربِ، فهذا هو الذي يراه.

فسبحان من جعل كلامه شفاءً لما في الصدور.



للإحاطة منقول بتصرف , بإنتظار فوائدكم و تأملاتكم

نسأل الله أن ينفع بهذا الموضوع و أن لا يحرم الجميع أجره و ثوابه

عبدالله الفـارس 03-11-2010 06:31 AM

رد: [| تَـأمـلاتْ قُـرأنـيّـةْ |]
 
أولى التأملات في سورة الفاتحة

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سَمِعْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول : " قَالَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ : قَسَمْت الصَّلَاة بَيْنِي وَبَيْن عَبْدِي نِصْفَيْنِ وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ فَإِذَا قَالَ : " الْحَمْد لِلَّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ " قَالَ اللَّه حَمِدَنِي عَبْدِي وَإِذَا قَالَ " الرَّحْمَن الرَّحِيم " قَالَ اللَّه أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي فَإِذَا قَالَ : " مَالِك يَوْم الدِّين " قَالَ اللَّه مَجَّدَنِي عَبْدِي وَقَالَ مَرَّة فَوَّضَ إِلَيَّ عَبْدِي فَإِذَا قَالَ " إِيَّاكَ نَعْبُد وَإِيَّاكَ نَسْتَعِين " قَالَ هَذَا بَيْنِي وَبَيْن عَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ فَإِذَا قَالَ : " اِهْدِنَا الصِّرَاط الْمُسْتَقِيم صِرَاط الَّذِينَ أَنْعَمْت عَلَيْهِمْ غَيْر الْمَغْضُوب عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ " قَالَ اللَّه هَذَا لِعَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ "

عذبة الصفات 03-11-2010 10:01 AM

رد: [| تَـأمـلاتْ قُـرأنـيّـةْ |]
 
http://img337.imageshack.us/img337/2613/rdd66kl3.gif

عيون عسليه 03-11-2010 12:06 PM

رد: [| تَـأمـلاتْ قُـرأنـيّـةْ |]
 
وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الذي ليس في جوفه ) ، أي قلبه ( شيء من القرآن كالبيت الخرب ) بفتح الخاء وكسر الراء نسخة ، أي الخراب لأن عمارة القلوب بالإيمان وقراءة القرآن وزينة الباطن بالاعتقادات الحقة والتفكر في نعماء الله - تعالى - وقال الطيبي : أطلق الجوف وأريد به القلب إطلاقا لاسم المحل على الحال ، وقد استعمل على حقيقته في قوله - تعالى - ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه واحتيج لذكره ليتم التشبيه له بالبيت الخراب بجامع أن القرآن إذا كان في الجوف يكون عامرا مزينا بحسب قلة ما فيه وكثرته ، وإذا خلي عما لا بد له منه من التصديق والاعتقاد الحق والتفكر في آلاء الله ومحبته وصفاته يكون كالبيت الخرب الخالي عما يعمره من الأثاث والتجمل اهـ وكأنه عدل عن ظاهر المقابلة المتبادر إلى الفهم ، وإذا خلي عن القرآن لعدم ظهور إطلاق الخراب عليه ، وغفل ابن حجر عن ملحظه وحمل الحديث على حفظ القرآن نفيا وإثباتا واعترض عليه بما لا يناسبه ( رواه الترمذي والدارمي وقال الترمذي : هذا حديث صحيح ) .
[grade="00008B FF6347 008000 4B0082"] عيون عسليه
[/grade]

بارق الشمال 03-11-2010 03:50 PM

رد: [| تَـأمُـلاَتْ قُـرْأنـيّـةْ |]
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خير الجزاء استاذنا الفاضل عبدالله الفارس

وجعل أجره وثوابه في ميزان حسناتك .

,



تأملات في أية الكرسي للشيخ صالح المغامسي ..

الحمد الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا , و أشهد أن لا إله إلا الله وحدة لا شريك له خلق فسوى وقدر فهدى وأخرج المرعى فجعله غثاءً أحوى وأشهد أن سيدنا ونبينا محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم وعلى سائر من اقتفى أثره واتبع منهجه بإحسان إلى يوم الدين .
(( آية الكرسي )) وهي أعظم آية في كتاب الله ثبت عنه عليه السلام أنه سأل أُبي ابن كعب الصحابي المعروف قال " يا أبي أي آية في كتاب الله أعظم فقال أُبي الله لا إله ألا هو الحي القيوم " فضرب الرسول على صدر أُبي بن كعب وقال " ليهنك العلم يا أبا المنذر "
يتحرر من الحديث أن آية الكرسي أعظم آية في كتاب الله وهذا لا خلاف فيه بين العلماء , يتحرر من الآية نفسها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال كما رواه ابن حبان بسند صحيح "أن من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت" هذا ما جاء في فضلها أما في معناها فإنا نقول على هيئة نقاط حتى لا نطيل :
صدرها الله بلفظ الجلالة " الله " وهو علم على الرب سبحانه وتعالى ولم يطلق على غيره , ثم نعت الله سبحانه وتعالى نفسه باسمين من أعظم أسمائه وهي قوله جل وعلا " الحي القيوم " والحي القيوم قال أهل العلم كل أسماء الله الحسنى مردها إلى معنى هذين الاسمين و يقال أن معنى الحي أن حياة الله جلا وعلا حياة لم يسبقها عدم ولا يلحقها زوال حياة الله حياة تامة كاملة , ومعنى القيوم أنه جلا وعلا مستغن عن كل أحد وكل أحد مفتقر إليه , فلا قوام لأحد إلا بالله , والله جلا وعلا غني كل الغنى عن جميع خلقة " اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ " .
ثم قال سبحانه " لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ " بما أن الله جلا وعلا قائم على كل أحد فإن من كمال قيموميته على كل أحد أنه لا تأخذه سنه ولا يأخذه نوم قال صلى الله علية وسلم "أن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام بيده القسط يخفضه ويرفعه يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل حجابه النور أو النار لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه منتهى إليه بصره من خلقة" فكل من يخطر ببالك فالله غير ذلك " لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ " .
" لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ " اللام هنا لام الملكية المطلقة وقد قلنا أن هناك ملك حقيقي وملك صوري هذه اللام لام الملكية أي جميع من في السموات ومن الأرض عبيد مقهورون للرب تبارك وتعالى .
" مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ " هذا استفهام إنكاري أي لا أحد يشفع عنده إلا بإذنه يعلم مابين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشي من علمه إلا بما شاء .
العلوم أربعة : علم ماضي وعلم حاضر وعلم مستقبل وعلم لم يكن كيف يتصور كونه . وهذه الأربعة كلهن يعلمهن الله تعالى قال تعالى في هذه الآية " يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ " يشمل كل شيء يشمل كل علم , أما العلم الرابع قلنا يعلم ما لم يكن لو كان كيف يكون فيدل عليه قول الله تعالى " لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً " الله يتكلم عن المنافقين أن هؤلاء المنافقين لو خرجوا مع المسلمين ما زادوهم إلا خبالا مع أن المنافقين لم يخرجوا لكن الله أخبر لو كان منهم خروج كيف سيكون الوضع وقال الله عن أهل النار في سورة الأنعام " وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ " ومعلوم أن أهل النار لن يخرجوا من النار ولن يعود إلى الدنيا , لكن الله يخبر حتى لو عادوا على أي حال سيتصرفون وهذا معنى قولنا أن الله يعلم ما لم يكن لو كان كيف يكون .
" يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء " كل من لديه علم فالذي علمه هو الله ولا يمكن لأحد أن يأتي بعلم لم يشاء الله له أن يعلمه
" وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً " فإذاً أول طرائق طلب العلم ما هو ؟ أن تطلبها ممن ؟ من الله لا يأتي العلم بمداد ولا بصحيفة ولا بالتتلمذ ولا بأي شيء أكثر مما يأتي بالاستعانة بالرب عز وجل فمن أخلص لله النية واستعان بربه على الوجه الأتم علمه الله جل وعلا وساق إليه العلم ماء زُلالا ومن والعياذ بالله ساءت نيته أو اعتمد على قلم ومحبرة وصحيفة ومداداٍ وزيدٍ وعمرٍ وشريط وشيخ اعتماداً كلياً واغفل جانب الاعتماد على الله لم ينل من العلم إلا بقدر ما يريده الله جلا وعلا فمن قرة عينه بالله قرة به كل عين ومن لم تقر عينه بالله تقطعت نفسه على الدنيا حسرات أعاذنا الله و إياكم من ذلك .
" يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ " اختلف في معنى الكرسي فقيل أنه العرش وهذا بعيد وهو قول الحسن البصري , وقيل أنه موضع القدمين للرب عز وجل وهذا فيه حديث صححه بعض العلماء , وقيل أن الكرسي معناه العلم معنى الكرسي أي العلم وسع كرسيه السموات والأرض يصبح معنى الآية وسع علمه السموات والأرض وهذا المشهور عن ابن عباس واختاره الإمام ابن جرير الطبري رحمة الله في تفسيره , وبعض العلماء يقولون أن الكرسي شيء ولا يقتحم لجج معرفة معنى الكرسي , الشيخ الإمام الشنقيطي في أضواء البيان تجاوز الآية والعلامة ابن السعدي لم يعرج عليها تعريجاً يبين فيه معنى الكرسي , وابن جرير كما قلت اختار طريق ابن عباس انه العلم , وبعض العلماء كابن كثير وغير مال إلى تصحيح الحديث وقال أن الكرسي موضع القدمين للرب عز وجل وقال بعض العلماء منسوب إلى أبو هريرة أنه موضع أمام الرب عز وجل وقيل غير ذلك وهذا مجمل ما تبناه أهل السنة سلك الله بنا وبكم سبيلهم .
" وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ " الذي نريد أن نبينه أن الكرسي شيء عظيم وعظمة المخلوق تدل على عظمة الخالق وهذا هو الأمر المهم عظمة المخلوق تدل على عظمة الخالق .

تأمل في نبــــات الأرض ........... و انظر إلى آثار ما صنع المليك
عيون من لجين شاخصات على ........... ورق هــــو الذهب السبيك
على كثب الزبرجد شاهدات ........... بأن الله ليـس له شريــك

" وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ " أي لا يعجزه ولا يثقل عليه حفظهما .
" وهوالْعَلِيُّ الْعَظِيمُ " العلي العظيم اسمان من أسماء الله الحسنى , الله جلا وعلا علي في ذاته وعلي في مكانه وعلي بقهره لسائر خلقه وله العلو من الوجوه جميعها بالجر توكيد الوجود .

هذه آية الكرسي
على وجه الإجمال وهي من أعظم آيات كتاب الله كما صح الخبر وبينا عن الرسول صلى الله علية وسلم , لا أظن مسلم يخلوا من انه يحفظها , تحفظ للأبناء للأمهات الكبار التي لا يقرأن ولا يكتبن ينبهن على أنها تقرأ كل دبر صلاه حتى ندخل في قوله صلى الله علية وسلم:
" من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاه لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت "
جاء في الصحيح عن أحاديث أبي هريرة عند البخاري وغيره " أنها حفظاً وحرزاً من الشيطان" يقرأها المؤمن صباحاً ومساءً غدواً ورواحاً فهي من أعظم آيات كتاب الله المبين

عبدالله الفـارس 04-11-2010 12:13 AM

رد: [| تَـأمُـلاَتْ قُـرْأنـيّـةْ |]
 
قال الله تعالى –على لسان نبييه إبراهيم ويعقوب –عليهما السلام- :
(يا بَنِيّ إنّ الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون)

أي: أحسنوا في حال الحياة ، والزمو هذا ليرزقكم الله الوفاة عليه ، فإن المرء يموت غالباً على ما كان عليه ، ويبعث على مامات عليه ، وقد أجرى الله الكريم عادته بأن من قصد الخير وُفق له ويُسر عليه .. ومن نوى صالحاً ثبت عليه ..

بارق الشمال 07-11-2010 01:41 AM

رد: [| تَـأمُـلاَتْ قُـرْأنـيّـةْ |]
 
تأملات في آيات من سورة التوبة

للشيخ صالح المغامسي



قال الله جل وعلا : {وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيِقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)
هذه الآية نزلت أن قوما من أهل النفاق كانوا يتحادثون في مجالسهم الخاصة فيعيبون النبي صلى الله عليه وسلم فيقول بعضهم لبعض نخشى أن يصله كلامنا فيقولون إن النبي صلى الله عليه وسلم أذن أي يصدق كل شيء. فإذا بلغه أننا تكلمنا فيه نذهب إليه فنعتذر فيصدقنا يسمون النبي صلى الله عليه وسلم بالبلاهة يريدون أن ينتقصوه فالله هنا يدافع عن نبيه ويناصره ويتولاه يقولجل ذكره :{وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيِقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ)
والأذن : الجارحة المعروفة. والمقصود : أن النبي يسمع ويصدق كل ما يقال له حسب زعمهم ويقولون هو أذن فقال الله: {قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ)
والنبي صلى الله عليه وسلم أرفع مقاما وأكمل أخلاقا وأجل سيرة مما افتراه هؤلاء المنافقون عنه بل كان عليه الصلاة والسلام يتغافل عما لا يشتهي ولم يكن فيه إلا الرحمة والخير للناس عموما قال الله عنه :{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ)
فقال الله هنا : { قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ)
فجاء بالفعل يؤمن وعدى في الأول بحرف الجر الباء وعدى في الثاني بحرف الجر اللام . والمعنى الفرق في التعدية هنا: لأن قوله جل وعلا : { يُؤْمِنُ بِاللّهِ )فإيمانه بوجود ربه تبارك وتعالى أمر لا يخالطه فيه شك بوحدانية ربه وألوهيته وأن الله موجود لكن قوله تعالى :{ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ) النبي ليس مسؤول عن سرائرهم وإنما يسلم أمرهم لله فيؤمن بما ظهر منهم ويكل سرائر الناس إلى خالقهم . فقال في الأولى تبارك وتعالى { يُؤْمِنُ بِاللّهِ ) وقال في الثانية{ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ ) ثم قال جل وعلا : { وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ ) ولا شك أن النبي صلى الله عليه وسلم رحمة في بعثته , رحمة في هديه, رحمة في سيرته, رحمة في كل من يقتفي أثره ويتبع سنته.

عبدالله الفـارس 10-11-2010 02:49 AM

رد: [| تَـأمُـلاَتْ قُـرْأنـيّـةْ |]
 
قال تعالى : ( سواء عليهم ءأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ) (البقرة:6)

قال الشيخ بن عثيمين رحمه الله تعالى :
إن الإنسان إذا كان لا يشعر بالخوف عند الموعظة , ولا بالإقبال على الله تعالى فإن فيه شبهاً من الكفار الذين لا يتعظون بالمواعظ , ولا يؤمنون عند الدعوة إلى الله ..

عذبة الصفات 10-11-2010 04:38 AM

رد: [| تَـأمُـلاَتْ قُـرْأنـيّـةْ |]
 
تاملات قرآنيه في سوره يوسف..

يا سبحان الله

اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا واتوني بأهلكم أجمعين" (يوسف 93)

( إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم )

تمكن العالم المسلم المصري/ د. عبدالباسط محمد سيد الباحث بالمركز القومي للبحوث التابع لوزارة البحث العلمي والتكنولوجيا بجمهورية مصر العربية من الحصول على براءة اختراع دوليتين الأولى من براءة الاختراع الأوروبية والثانية براءة اختراع أمريكية
وذلك بعد أن قام بتصنيع قطرة عيون لمعالجة المياه البيضاء استلهاما من نصوص سورة يوسف عليه السلام من القرآن الكريم

بداية البحث:
من القرآن الكريم كانت البداية, ذلك أنني كنت في فجر أحدالأيام أقرأ في كتاب الله عز وجل في سورة يوسف عليه السلام فاستوقفتني تلك القصةالعجيبة وأخذت أتدبر الآيات الكريمات التي تحكي قصة تآمر أخوة يوسف عليه السلام, وما آل إليه أمر أبيه بعد أن فقده,
وذهاب بصره وإصابته بالمياه البيضاء, ثم كيف أن رحمة الله تداركته بقميص الشفاء الذي ألقاه البشيرعلى وجهه فارتد بصيرا.

وأخذت أسأل نفسي ترى ما الذي يمكن أن يكون في قميص يوسف عليه السلام حتى يحدث هذا الشفاء وعودة الإبصار على ما كان عليه,
ومع إيماني بأن القصة معجزة أجراها الله على يد نبي من أنبياء الله وهو سيدنا يوسف عليه السلام
إلا أني أدركت أن هناك بجانب المغزى الروحي الذي تفيده القصة مغزى آخر مادي يمكن أن يوصلنا إليه البحث
تدليلاً على صدق القرآن الكريم الذي نقل إلينا تلك القصة كما وقعت أحداثها في وقتها,
وأخذت أبحث حتى هداني الله إلى ذلك البحث
علاقة الحزن بظهور المياه البيضاء: هناك علاقة بين الحزن وبين الإصابة بالمياه البيضاء

حيث أن الحزن يسبب زيادة هرمون "الأدرينالين"
وهو يعتبر مضاد لهرمون "الأنسولين"
وبالتالي فإن الحزن الشديد أوالفرح الشديد يسبب زيادة مستمرة في هرمون الأدرينالين الذي يسبب بدوره زيادة سكر الدم,
وهو أحد مسببات العتامة ,
هذا بالإضافة إلى تزامن الحزن مع البكاء.
ولقد وجدنا أول بصيص أمل في سورة يوسف عليه السلام, فقد جاء عن سيدنا يعقوب عليه السلام في سورة يوسف قول الله تعالى: "وتولى عنهم وقال يا أسفي على يوسف وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم" (يوسف 84)

وكان ما فعله سيدنا يوسف عليه السلام بوحي من ربه أن طلب من أخوته أن يذهبوا لأبيهم بقميص الشفاء:
قال تعالى : "اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا واتوني بأهلكم أجمعين" (يوسف 93)

قال تعالى: " :ولما فصلت العير قال أبوهم إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون, قالوا تالله إنك لفي ضلالك القديم, فلما أن جاء البشير ألقاه على وجهه فارتد بصيرا قال ألم أقل لكم إني أعلم من الله ما لا تعلمون" (يوسف 96 )

من هنا كانت البداية والاهتداء فماذا يمكن أن يكون في قميص سيدنا يوسف عليه السلام من شفاء؟؟

وبعدالتفكير لم نجد سوى ((( العرق )))

وكان البحث في مكونات عرق الإنسان حيث أخذنا العدسات المستخرجة من العيون بالعملية الجراحية التقليدية
وتم نقعها في العرق فوجدنا أنه تحدث حالة من الشفافية التدريجية لهذه العدسات المعتمة ثم كان

السؤال الثاني: هل كل مكونات العرق فعاله في هذه الحالة???,

أم إحدى هذه المكونات,وبالفصل أمكن التوصل إلى إحدى المكونات الأساسية وهي مركب من مركبات البولينا الجوالدين"
والتي أمكن تحضيرها كيميائيا وقد سجلت النتائج التي أجريت على 250متطوعا زوال هذا البياض ورجوع الأبصار في أكثر من 90% من الحالات

وثبت أيضاً بالتجريب
أن وضع هذه القطرة مرتين يوميا لمدة أسبوعين
يزيل هذا البياض ويحسن من الإبصار كما يلاحظ الناظر إلى الشخص الذي يعاني من بياض في القرنية وجود هذا البياض في المنطقة السوداء أو العسلية أو الخضراء
وعند وضع القطرة تعود الأمور إلى ما كانت عليه قبل أسبوعين.

وقد اشترطنا على الشركة التي ستقوم بتصنيع الدواء لطرحه في الأسواق أن تشير عند طرحه في الأسواق إلى أنه ((( دواء قرآني )))
حتى يعلم العالم كله صدق هذا الكتاب المجيد وفاعليته في إسعاد الناس في الدنيا وفي الآخرة.

ويعلق الأستاذ الدكتور عبدالباسط قائلا: أشعر من واقع التجربةالعملية بعظمة وشموخ القرآن
وأنه كما قال تعالى:
" وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين "


بندر السويح 10-11-2010 12:25 PM

رد: [| تَـأمُـلاَتْ قُـرْأنـيّـةْ |]
 
http://quran.maktoob.com/vb/up/1385074129208537579.gif

عبدالله الفـارس 21-11-2010 02:40 AM

رد: [| تَـأمُـلاَتْ قُـرْأنـيّـةْ |]
 
قال تعالى : ( سواء عليهم ءأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ) (البقرة:6)
قال الشيخ بن عثيمين رحمه الله تعالى :
إن الإنسان إذا كان لا يشعر بالخوف عند الموعظة , ولا بالإقبال على الله تعالى فإن فيه شبهاً من الكفار الذين لا يتعظون بالمواعظ , ولا يؤمنون عند الدعوة إلى الله ..

بارق الشمال 21-11-2010 09:05 AM

رد: [| تَـأمُـلاَتْ قُـرْأنـيّـةْ |]
 
[frame="7 80"]
المكِّي و المَدني

القرآن المكي له خصائص تختلف عن القرآن المدني:

المقصود بالمكي ما نزل قبل الهجرة
والمقصود بالمدني ما نزل بعد الهجرة هذا أرجح الأقوال.

القرآن المكي يهتم بقضايا ثلاث:

إثبات توحيد والربوبية والألوهية لله. وذكر صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم . والبعث والنشور وأهوال اليوم الآخر.
هذه قضايا القرآن المكي على وجه الإجمال ويندرج فيها قضايا كتذكير الله بنعمه على خلقه وهذا يندرج في إثبات التوحيد.

أما القرآن المدني:

فإن أكثره تشريع وأحكام وفقهيات كما في سورة البقرة وآل عمران، وحديث عن السير والغزوات التي كانت في أيامه صلوات الله وسلامه عليه في المدينة .
,
من دروس الشيخ :
صالح بن عواد المغامسي
(بِتَصَرُّف)
[/frame]

عبدالله الفـارس 22-11-2010 02:40 AM

رد: [| تَـأمُـلاَتْ قُـرْأنـيّـةْ |]
 
قال تعالى : الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون ) (البقرة:3)
النفقة من المال , والنفقة من العلم .
وقال معاذ في العلم : تعلمه لمن لا يعلمه صدقة .
وقال أبو الدرداء : ما تصدق رجل بصدقة أفضل من موعظة يعظ بها جماعة , فيتفرقون وقد نفعهم الله بها أو كما قال ..

عبدالله الفـارس 22-11-2010 02:40 AM

رد: [| تَـأمُـلاَتْ قُـرْأنـيّـةْ |]
 
قال تعالى : الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون ) (البقرة:3)
النفقة من المال , والنفقة من العلم .
وقال معاذ في العلم : تعلمه لمن لا يعلمه صدقة .
وقال أبو الدرداء : ما تصدق رجل بصدقة أفضل من موعظة يعظ بها جماعة , فيتفرقون وقد نفعهم الله بها أو كما قال ..

The End 23-11-2010 12:33 AM

رد: [| تَـأمُـلاَتْ قُـرْأنـيّـةْ |]
 
جزاكم الله خيرر


بارق الشمال 23-11-2010 09:44 PM

رد: [| تَـأمُـلاَتْ قُـرْأنـيّـةْ |]
 
[frame="7 80"]
قال الله عزَّ وجَلّ :

( الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ )[الأنعام : 82]


فقد جرت سُنَّة الله في خلقه أن هناك أمنين وهناك خوفين:


من خاف الله في الدنيا أَمِنَ يوم القيامة
ومن لم يَخَف الله في الدنيا خَاف يوم القيامة .


فلا يِجْمَع الله على عبدٍ خَوفَين ولا يُعطي عبدًا أمنين، إنما الأمن الموجود في الدنيا السَكينة والرِضا بالله لكن لا يعني ذلك عدم الخوف من الله جل وعلا قال سبحانه لما ذكر الساعة :
( وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا ) (18) سورة الشورى

.......................................
من دروس الشيخ :
عبدالله بن عواد المغامسي .
(بِتَصَرُّف )
.......................................

[/frame]

عبدالله الفـارس 25-11-2010 02:04 AM

رد: [| تَـأمُـلاَتْ قُـرْأنـيّـةْ |]
 
قال تعالى: (( ألا أن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون* الذين آمنوا وكانوا يتقون* لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة ... )) سورة يونس 62-64
تفسير السعدي:
يخبر تعالى عن أوليائه وأحبابه ويذكر أعمالهم وأوصافهم وثوابهم فقال:
(( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم)) : فيما يستقبلونه مما أمامهم من المخاوف والأهوال
(( ولا هم يحزنون)) على ما أسلفوا لأنهم لم يسلفوا إلا صالح الأعمال ’ وإذا كانوا لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ثبت لهم الأمن والسعادة والخير الكثير الذي لا يعلمه إلا الله تعالى.
ثم ذكر وصفهم ((الذين آمنوا)) بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره وصدقوا إيمانهم باستعمال التقوى , بامتثال الأوامر واجتناب النواهي , فكل من كان مؤمنا تقيا كان لله وليا.
(( لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة )) أما البشارة في الدنيا فهي الثناء الحسن والمودة في قلوب المؤمنين, والرؤيا الصالحة , وما يراه العبد من لطف الله به وتيسيره لأحسن الأعمال والأخلاق , وصرف عنه مساوئ الأخلاق,,,
أما في الآخرة فأولها عند قبض أرواحهم كما قال تعالى: ((إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون)) , وفي القبر ما يبشر به من رضا الله تعالى والنعيم المقيم.
وفي الآخرة تمام البشرى بدخول جنات التعيم والنجاة من العذاب الأليم.

بارق الشمال 26-11-2010 02:53 AM

رد: [| تَـأمُـلاَتْ قُـرْأنـيّـةْ |]
 
[frame="7 80"]
بسم الله الرحمن الرحيم

( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً ) الكهف28


توجيه إلهي كريم , وآية عظيمة بما فيها من الأسرار والتأملات يخص بها الرب جل وعلا نبيه محمد عليه الصلاة والسلام .

يروى أنها نزلت في أشراف قريش , حين طلبوا إلى الرسول عليه الصلاة والسلام أن يطرد فقراء المؤمنين من أمثال بلال وصهيب وعمار وخباب وابن مسعود رضي الله عنهم جميعاً , إذا كان يطمع في إيمان رؤوس قريش أو أن يجعل لهم مجلساً غير مجلس هؤلاء النفر لأن عليهم جباباً تفوح منها رائحة العرق فتؤذي السادة من كبار قريش وسادتها , لذا جاء التوجيه السماوي لمحمد صلى الله عليه وسلم بأن لا يتحول في نظره واهتمامه عن أولئك الذين يلتجئون إلى الله في جل أوقاتهم ويبذلون كل ما يستطيعونه لأجل إرضاءه والفوز بجناته , وأن لا يتجه إلى غيرهم ابتغاءً فيما عندهم من عرض الدنيا الزائف والذي مآله إلى الفناء .

وإن المتأمل لهذه الآية الكريمة والتي نزلت لهذا السبب الذي قضاه الله وقدره يجد من الأسرار الغائرة بين حروفها وفي معانيها الشيء الكثير وأذكر منها :-

أولاً :-
أن هذا الدين العظيم هو دين تربية وتعليم وتوجيه , دين يريد من أتباعه أن يسلكوا سبل النجاة , وأن يتبعوا طريق الحق , فالشارع الحكيم في هذه الآية الكريمة يبين لنا أن القيمة الحقيقية التي يجب أن تحملها نفوس المؤمنين هي قيمة الإيمان والعقيدة وتلكم العقيدة هي التي يرتاح لها العقل السليم , ويقرها الطبع المستقيم .

ثانياً :-
في الآية أمر بالصبر , والصبر خلق إيماني فريد , وبه تظهر معادن الرجال , وفيه الخير الكثير, وهو باب من أبواب العون على قضاء مصالح الدنيا والدين .

ثالثاً :-
إن نفس المؤمن هي القاعدة الأساسية التي تنطلق منها مجموعة العبارات الربانية التي دعا لها الرب جل وعلا ودعا لها نبيه عليه الصلاة والسلام كمراقبة الله تعالى والخوف من الله تعالى وتحقيق معنى التقوى في القلوب والإخلاص وغيرها .

رابعاً :-
في الآية تفضيل للمقبلين على الله تعالى غداتهم والعشي , وهذا تنبيه لنا جميعاً بوجوب الالتجاء إلى الله تعالى , والعودة إليه والصدق في تلك العودة بدعاء صادق , ودمعة حارة , وأكف متوسلة , ورجاء لا ينقطع لله جل وعلا قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) التحريم8 .

خامسا :-
في الآية أيضاً توجيه آخر على وجوب لزوم الإخلاص في قوله تعالى :( يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ... الآية ) والإخلاص هو أن تبتغي بقولك أو عملك وجه الله تعالى فحسب راجياً بذلك القول أو الفعل خير ما عنده سبحانه وهو أحد شرطي العبادة , وهو منشأ قبول الأعمال , وأي عمل لا ينطلق من ابتغاء وجه الله تعالى به فهو مردود على صاحبه .

سادساً :-
في الآية تحذير من الاهتمام بزينة الحياة الدنيا , والدنيا التي أتخذها أصحابها مركباً لنيل ما يريدون من الأطماع , ومن تأمل فيها جيداً علم بأنها لا تستحق منا الاهتمام ما عدا ما يسوقنا إلى جنات رب العباد سبحانه وتعالى .

سابعاً :-
في الآية ما يدل على أن أولى الناس بالعناية والاهتمام والدعوة هم المسلمون , فلا يقدم كافر على مسلم , ولا يعلو على مسلمٍ كافر , بل ليس للكافرين على المؤمنين من سبيل وذلك المعنى يتجلى في كون أبي لهب عم الرسول صلى الله عليه وسلم وهو من أشراف قريش ولكن صد وأعرض فمكانه في النار , وبلال عبد أسود حبشي لا نسب يحميه ولا مال يفنيه ولا ولد يرثه ولكن أسلم وصدق في التجائه إلى ربه وفي متابعته لمحمد صلى الله عليه وسلم فسمع ضرب نعليه في الجنة , ومثله صهيب وعمار وسلمان .

ثامناً :-
في الآية أيضاً توجيه رباني بعدم طاعة من أغفل الله قلبه عن ذكره واتبع هواه وهم والله بيننا كثر , فالدعاة لأبواب جهنم يتكلمون بألسنتنا ويعيشون بين ظهرانينا كما جاء في ذلك عن محمد صلى الله عليه وسلم في حديث حذيفة , ولازال الكثير منا لهم تبعاً , وترونهم لا يألون جهداً في إفساد أمة محمد صلى الله عليه وسلم , ولا يزالون يكررون دعواتهم الشيطانية الهدامة , لذا فيجب كشفهم للناس وتحذيرهم منهم وعدم إتباعهم أو الميل مع دعواتهم , بل علينا ان نتبرأ منهم ومن تصرفاتهم وأن ننكر كل تصرف لهم فيه شر وخداع للأمة .

تاسعاً :-
في الآية أيضاً سر بليغ ألا وهو التنبيه على واجب الدعوة إلى الله تعالى فمع أن صحابة محمد صلى الله عليه وسلم قد آمنوا بما جاء به إلا أن هذا لا يعني أن يغفلوا أمر الدعوة إلى الله تعالى , بل لا زالوا في حاجة إلى تعليم محمد صلى الله عليه وسلم لهم واهتمامه بهم وتربيته لهم .

عاشراً :-
في هذه التأملات جميعها دعوة لنا بتدبر كتاب الله تعالى , وكشف أسراره , والغوص في أعماقه , وأن لا تكون قراءتنا له من باب فضول الأعمال , بل لا بد أن نخصص له وقتا محدداً من يومنا نحفظ فيه من الآيات ونقرأ كلام أهل العلم عنه , وأن نحصل على النور والشفاء والأجر المترتبة على قراءته . قال تعالى : ( إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ) الإسراء 9


[/frame]

عبدالله الفـارس 29-11-2010 05:00 AM

رد: [| تَـأمُـلاَتْ قُـرْأنـيّـةْ |]
 
قال تعالى في سورة الواقعة عن نار الدنيا :


( نحن جعلناها تذكرة ومتاعاً للمقوين )

فأخبر سبحانه أنها تذكرة تذكر بنار الآخرة، ومنفعة للنازلين بالقواء وهم المسافرون .


والسؤال لماذا خص الله المقوين بالذكر مع أن منفعتها عامة للمسافرين والمقيمين ؟

تنبيها ً لعباده والله أعلم بمراده من كلامه على أنهم كلهم مسافرون،
وأنهم في هذه الدار على جناح سفر ليسوا مقيمين ولا مستوطنين .

ابن القيم ـ طريق الهجرتين .

عبدالله الفـارس 02-12-2010 03:45 AM

رد: [| تَـأمُـلاَتْ قُـرْأنـيّـةْ |]
 
التأمل في الأسماء الحسنى التي تختم بها الآيات الكريمة من مفاتيح فهم القرآن وتدبره ،


ومثاله : قوله تعالى ( إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) المائدة / 118،

فلم تختم الآية بقوله ( الغفور الرحيم )

، لأن المقام مقام غضب وانتقام ممن اتخذ إلهاً مع الله ،

فناسب ذكره العزة والحكمة وصار أولى من ذكر الرحمة " .

[ ابن السعدي ]

عبدالله الفـارس 03-12-2010 06:45 AM

رد: [| تَـأمُـلاَتْ قُـرْأنـيّـةْ |]
 
آية من سورة القصص

( وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ )

اشتملت هذه الآية الكريمة على فوائد منها

1- أمرين : أرضعيه - فألقيه

2- نهيين : لاتخافي - لا تحزني

3- بشارتين : رادوه إليك - جاعلوه من المرسلين

حنين الذكرى 03-12-2010 07:13 AM

رد: [| تَـأمُـلاَتْ قُـرْأنـيّـةْ |]
 



وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مـاشـاء الله تبـارك الله
لله درك أخي الفاضل : عبدالله الفـارس
طرح رائع ومميزوقيّـم بارك الله فيك
جزيت خير الجزاء أسأل الله بأسمه الأعظم أن يغفر لك ولوالديك ويكتب لك الأجر
بعدد من سجد له ويحط عنك الخطايا بعدد من شهد بألوهيته
ويوفقك إلى مايحب ويرضى ويجعلك من أحبائه وأوليائه ومن حفظة كتابه وينير قلبك بنور الإيمان..
وأسأله بوجهه الكريم الفردوس الأعلى لك ولوالدييك ومن تحب وجميع المسلمين

أسد نجد 03-12-2010 01:19 PM

رد: [| تَـأمُـلاَتْ قُـرْأنـيّـةْ |]
 
وعليكم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

طرح رائع جدا...

أشكرك عليه أخي الفاضل...

جعله الله في موازين أعمالك ...

وجزاك الله خيرا .....

قلم صريح 07-12-2010 12:23 PM

رد: [| تَـأمُـلاَتْ قُـرْأنـيّـةْ |]
 
اخوي عبدالله الفارس :
موضوع يعني العمود الفقري لحياة البشر ككل و ليس المسلمين فقط ,, مافي القرآن يُطبق في جميع المجتمعات و يؤخذ منه قوانين و ضعية دون العلم بأنها موجودة في القرآن الكريم
و لنا في البلاد الغربية الدليل القاطع بأنهم مسلمين بدون إسلام
الشاهد : أنهم , اي الكون كُله ماعدانا بوجه عام , إحتاجوا الى سنين ليصلوا الى تدبرهم في القرآن دون قرآته او العلم بما فيه ,, لأننا لم نكن الانموذج و طبقنا و تدبرنا القرآن كمنهج حياة ,, فقط في دور التحفيظ و فصول مخصصه لساعات معينه
فنحن لم نكن مشاركين بتطوير الأخر مع اننا نملك كتاب فيه تفاصيل التفاصيل ,, كيف نكون بشر , عاملين , منتجين مشاركين نافعين متمتعين بالنعم و بالحقوق و الواجبات .
بل نحن فوضى عارمة في كل مكان


The BeST 07-12-2010 07:26 PM

رد: [| تَـأمُـلاَتْ قُـرْأنـيّـةْ |]
 
تسأل عن معنى الصمد؟


الصمد فسر بمعنيين عند العلماء، أحدهما

أنه لا جوف له، المصمد الذي لا جوف له، ليس من جنس المخلوقين،
المخلوق له جوف يأكل ويشرب ويطعم، والله لا جوف له مصمد كما قال تعالى: (الصمد)

وفسر الصمد بمعنى آخر،

وهو أنه تصمدُ إليه الخلائق في حاجاتها،
ترجوه وتسأله وتضرع إليه حاجاتها سبحانه،

وهو الصمد لا جوف له، وهو الصمد ترفع إليه الحاجات جل وعلا:

(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ)

المقصودين صمد؛ لأنه يقصد في طلب الحاجات،
والله سبحانه هو الذي يقصد من جميع الخلائق لطلب الحاجة،

هو سبحانه صمد لا يطعم ولا يحتاج إلى طعام
ولا إلى شراب وليس من جنس المخلوقين يجوع أو يحتاج إلى كذا، بل هو الغني عن كل ما سواه، يُطعم ولا يَطعم سبحانه وتعالى

سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

قلم صريح 07-12-2010 08:28 PM

رد: [| تَـأمُـلاَتْ قُـرْأنـيّـةْ |]
 
أكد فضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة – المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم في حديثه عن كلمة (لا إله إلا الله) أن: "هذه الكلمة هي منهج متكامل للحياة، تهيمن على الحياة كلها، لكن كثيراً من الناس قد يقول (لا إله إلا الله)، لكن في قلبه تأليه أو تقديس لغير الله، أو تقديس للنفس التي بين جنبه".
وأضاف فضيلته أن: "الإيمان الموجود في القلب بوحدانية الله وأنه لا معبود إلا الله لابد أن يظهر على الجوارح، وأنه مطلوبٌ من (لا إله إلا الله) أن تنزل لواقع الحياة، وأن تكون واقع حياة وعمل مستمر لمن يقولها ويرددها".
وبين العودة في برنامجه الأسبوعي (الحياة كلمة) أن "كثيراً من الناس لديهم القدرة لأن ينطلقوا بـ(لا إله إلا الله) ويقدموها بالصورة الصحيحة مع الكافر والمنافق". مضيفاً أن: "(لا إله إلا الله) هي برنامج وسلوك وعقيدة، وليست كلمة سحرية أيضاً، وهي كلمة لها دلالة، فلماذا جاءت مبتدئة بالنفي؟! جاءت لتفريغ النفس من غير الله ثم إثبات العبودية له".

يفترض في أهل (لا إله إلا الله) أن تحدث فيهم تغييراً

وختم حديثه بأن كلمة (لا إله إلا الله) "تغيّر في نفس من يقولها وتحدث صدمة، وهكذا يفترض في أهل لا إله إلا الله أن تحدث فيهم تغييراً، ويفترض أن يكون عند صاحبها قدرة وروح قوية، وإجادة للتعامل مع المواقف .. ومراقبة لنفسه ! فهي تعمّق معنى مراقبة الله، حتى أنك تجد الكثير من الناس حتى الغافلين يرددون بألسنتهم دوماً هذه الكلمة".


خيال الابداع 10-12-2010 05:41 AM

رد: [| تَـأمُـلاَتْ قُـرْأنـيّـةْ |]
 
موضوووع راااائع ...

جزاكم الله خير ..

والله يجعله في ميزااان حسنااتكم

يعطيكم العافيه ...

خيال الابداع 10-12-2010 05:47 AM

رد: [| تَـأمُـلاَتْ قُـرْأنـيّـةْ |]
 
فصفات ومعالم الملك في هذه السورة لا تنقضي ، فالسر والجهر عند الله سواء

حتى خواطر القلوب وخلجاتها ، فمن خصائص الملك الحق أنه سبحانه هو الملك

الذي يستحق الخشية والإجلال ؛ لأنه المطلع على الغيب ، ومكنونات الصدور مع

الإحاطة بجميع المعلومات فليس ثمة ملك يخرج ما في القبور ويعلم ما في

الصدور إلا الله سبحانه ( وأسروا قولكم أو أجهروا به إنه عليم بذات الصدور ) [الملك : 13] .


نقــآء 11-12-2010 11:46 PM

رد: [| تَـأمُـلاَتْ قُـرْأنـيّـةْ |]
 
تــآمـلآت في ايـــة ..
قال الله تعالى : ( وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً ) [ الإسراء :36 ] .


قال الامام القرطبي : ولا تقف أي لا تتبع ما لا تعلم ولا يعنيك .
قال قتادة : لا تقل رأيت وأنت لم تر ، وسمعت وأنت لم تسمع ، وعلمت وأنت لم تعلم ، وقاله ابن عباس رضي الله عنهما . قال مجاهد : لا تذم احدا بما ليس لك به علم ، وقاله ابن عباس رضي الله عنهما أيضا . وقال محمد بن الحنفية : هي شهادة الزور . وقال القتبي : المعنى لا تتبع الحدس والظنون ، وكلها متقاربة .

وقوله تعالى : إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا : أي يسأل كل واحد منهم عما اكتسب ، فالفؤاد يسأل عما افتكر فيه واعتقده ، والسمع والبصر عما رأى من ذلك وسمع . وقيل المعنى أن الله سبحانه وتعالى يسأل الإنسان عما حواه . سمعه وبصره وفؤاده ونظيره قوله صلى الله عليه وسلم : كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته . فالإنسان راع على جوارحه ، فكأنه قال كل هذا كان الإنسان عنه مسؤولا .

و قال الحافظ ابن كثير : قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس يقول : لا تقل . وقال العوفي : لا ترم أحداً بما ليس لك به علم . وقال محمد بن الحنفية : يعني شهادة الزور . وقال قتادة : لا تقل رأيت ولم تر , وسمعت ولم تسمع , وعلمت ولم تعلم , فإن الله تعالى سائلك عن ذلك كله , ومضمون ما ذكروه أن الله تعالى نهى عن القول بلا علم بل بالظن الذي هو التوهم والخيال , كما قال تعالى: "اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم" وفي الحديث "إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث". وفي سنن أبي داود "بئس مطية الرجل زعموا" وفي الحديث الاخر "إن أفرى الفرى أن يري الرجل عينيه ما لم تريا". وفي الصحيح "من تحلم حلماً كلف يوم القيامة أن يعقد بين شعيرتين وليس بفاعل". وقوله : "كل أولئك" أي هذه الصفات من السمع والبصر والفؤاد " كان عنه مسؤولا " أي سيسأل العبد عنها يوم القيامة , وتسأل عنه عما عمل فيها .


جزآك الله خير اخوي ع الموضوع

طالبة المعالي 12-12-2010 01:20 AM

رد: [| تَـأمُـلاَتْ قُـرْأنـيّـةْ |]
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
شكر الله لكم أخينا الفاضل عبدالله الفارس وبارك جهدكم وجعلنا الله واٍياكم والجميع ممن قرأ القرآن ووتدبره وعمل به فنال ثمرته وأدرك بركته

شكراً لكم ولكل من تواجد

بارق الشمال 14-12-2010 12:43 PM

رد: [| تَـأمُـلاَتْ قُـرْأنـيّـةْ |]
 
[frame="7 80"]
( يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ )[لقمان : 17]

أنواع الصبر ثلاثة كما قال أهل العلم وهي: صبر على طاعة الله، وصبر عن معصية الله، وصبر على أقدار الله.

ومرجع هذا أن العبد في هذه الدنيا بين ثلاثة أحوال: بين أمر يجب عليه امتثاله، وبين نهي يجب عليه اجتنابه وتركه، وبين قضاء وقدر يجب عليه الصبر فيهما، وهو لا ينفك عن هذه الثلاث ما دام مكلفاً، وهو محتاج إلى الصبر في كل واحد منها. وهذه الثلاثة هي التي أوصى بها لقمان ابنه .

بالإضافة إلى أن الصبر في اللغة هو الحبس والمنع، فيكون معناه حبس النفس على طاعة الله، وحبس النفس ومنعها عن معصية الله، وحبس النفس إذا أصيبت بمصيبة عن التسخط وعن الجزع ومظاهره من شق الجيوب ولطم الخدود والدعاء بدعوى الجاهلية.


من كلا م السلف في الصبر :

1 - قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ( وجدنا خير عيشنا بالصبر ) وقال أيضاً: ( أفضل عيش أدركناه بالصبر، ولو أن الصبر كان من الرجال كان كريماً ).
2 - وقال علي رضي الله عنه: ( ألا إن الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، فإذا قطع الرأس بار الجسد ). ثم رفع صوته فقال: ( ألا إنه لا إيمان لمن لا صبر له ) وقال أيضاً: ( والصبر مطية لا تكبو ).
3 - وقال الحسن: ( الصبر كنز من كنوز الخير، لا يعطيه الله إلا لعبد كريم عنده ).
4 - وقال عمر بن عبد العزيز رحمه الله: ( ما أنعم الله على عبد نعمة فانتزعها منه فعوضه مكانها الصبر إلا كان ما عوضه خيراً مما انتزعه ).
5 - وقال سليمان بن القاسم رحمه الله: ( كل عمل يعرف ثوابه إلا الصبر ).
6 - وقال ميمون بن مهران رحمه الله: ( الصبر صبران: فالصبر على المصيبة حسن، وأفضل منه الصبر عن المعصية ) وقال أيضاً: ( ما نال أحد شيئاً من جسم الخير فما دونه إلا بالصبر ).


-------------------------------

المصدر : دار الوطن :: ( بتصرف )
[/frame]

بسمة سدير 24-12-2010 11:43 PM

رد: [| تَـأمُـلاَتْ قُـرْأنـيّـةْ |]
 
موْضوع قيّـــم !


بارك الله فيكم ، ونفع بكم .. وشكر جهودكم



..





قال تعالى على لسان خليله إبْراهيم عليْه السّلام :
( وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ )


فإذا كان الخليل عليه الصلاة والسلام طامعاً في غفران خطيئته ،

غير جازم بها على ربه .. !

فمن بعده من المؤمنين أحرى أن يكون أشد خوفاً من خطاياهم !

[ الإمام القصاب ]

بسمة سدير 24-12-2010 11:46 PM

رد: [| تَـأمُـلاَتْ قُـرْأنـيّـةْ |]
 
من أعْظم طرق الشّيْطان في إغْواء بني آدم :
كشْف العوْرات كما قال تعالى :
﴿ ليريهما سوْءاتهما( الأعْراف - 27 ) ،

وهكذا شياطين الإنْس اليوْم ، في قنوات ماكرة
وشبكات فاجرة ، لأنّه متى اسْتمْرأت الأسْرة ذلك ،
انحلت أخْلاقها ، وانْحلّ بعْد ذلك دينها ! .

[ صالح المغامْسي ]

بسمة سدير 25-12-2010 12:15 AM

رد: [| تَـأمُـلاَتْ قُـرْأنـيّـةْ |]
 
كثير من أبناء الإسلام يرى أنه لا يصلح لخدمة الدين إلا العلماء والدعاة الذين لهم باع طويل في العلم والدعوة ،

فإذا قارن حاله بحالهم وجد مسافة بعيدة فلا يلبث أن يضعف عزمه ، وتفتر همته ،
فيعيش سلبيًّا لا يقدم لدينه !

لا ،
بل كل فرد مهما كانت حاله يصلح لنصرة دينه إذا سلك الطريق الصحيح في ذلك .

قال تعالى:
[ وجاء رجل من أقصى المدينة يسْعى قال ياقوم اتّبعوا المُرسلين ]

فاعتبرْ به ..

عبدالله الفـارس 28-12-2010 06:43 AM

رد: [| تَـأمُـلاَتْ قُـرْأنـيّـةْ |]
 
قال الله تعالى: (يَا أيُّها الّذين ءَامَنُواْ تُوبُوا إلى اللهِ تَوْبةً نّصُوحًا..)
قال سعيد بن جبير: هي التوبة المقبولة ، ولا تقبل مالم يكن فيها ثلاث شروط : خوف ألا تقبل ، ورجاء أن تقبل ، وإدمان الطاعات.

عبدالله الفـارس 31-12-2010 08:34 AM

رد: [| تَـأمُـلاَتْ قُـرْأنـيّـةْ |]
 
فائدة : من الآية (اتبعوا المرسلين، اتبعوا من لا يسألكم أجراً وهم مهتدون)


قال لهم (يا قوم) ليعطف قلوبهم وذكر لهم ثلاثة أمور تدعوهم إلى اتباع هؤلاء الدعاة:
1/كونهم مرسلين من الله وهذا أهم ما يستوجب اتباعهم فكونهم مرسلين من ربهم يدعو إلى اتباعهم لأنهم لا يدعون لأنفسهم ولا إلى معتقدات شخصية ولا إلى آراء خاصة ولا إلى أفكار بشرية وإنما يدعونهم إلى ما أراده ربهم وخالقهم.

2/وأنهم لا يسألون أجراً على التبليغ ولا يبتغون مصلحة خاصة كما هو شأن كثير من أصحاب الدعوات والأرضية مما يدل على أنهم مخلصون في دعوتهم.

3/أنهم مهتدون وهذا يقتضي الاتباع وهو بغية كل متبع مخلص. جاء في الكشّاف " (من لا يسألكم أجراً وهم مهتدون) كلمة جامعة في الترغيب يفهم أي لا تخسرون معهم شيئاً من دنياكم وتربحون صحة دينكم فينتظم لكم خير الدنيا وخير الآخرة".



وقد كرر الاتباع بقوله (اتبعوا المرسلين، اتبعوا من لا يسألكم أجراً وهم مهتدون) لأكثر من غرض فالتكرار يفيد التوكيد ويفيد أمراً آخر وهو أن المرسلين ينبغي أن يتبعوا أصلاً فإذا ثبت أت شخصاً ما مرسل من ربه كان ذلك داعياً إلى أن يتبع قطعاً وهذه دلالة قوله (اتبعوا المرسلين). أما اتّباع غير المرسلين فيكون لمن فيه صفتان:

1/أن يكون مهتدياً

2/أن لا يسأل أجراً ولا يطلب منفعة ذاتية

وهذ توجيه لعموم المكلفين ولو قال (اتبعوا المرسلين من لا يسألكم أجراً وهم مهتدون) لكان ذلك خاصاً باتباع الرسل ولا يشير إلى اتباع غيرهم من المصلحين والداعين إلى دعوتهم. فتكرار (اتبعوا) أفاد الإتباع للرسل في حالة وجودهم والاتباع الثاني لمن يحمل هاتين الصفتين.
جاء في روح المعاني "تكرير للتأكيد وللتوسل به إلى وصفهم بما يتضمن نفي المانع عن اتباعهم بعد الإشارة إلى تحقق المقتضي".
واختار (من) على (الذين) لكونها أعمّ فإنها تشمل كل داع إلى الله واحداً كان أو أكثر ..

مضيعه شباصتا 31-12-2010 08:40 AM

رد: [| تَـأمُـلاَتْ قُـرْأنـيّـةْ |]
 



متصفح قيم ورائع ، بارك الله في جهودكم وأثابكم





..

الجنة لم يجدها الفتية من أهل الكهف ,
في قصور آبائهم ولا في دور قرابتهم .
وجدوها في كهف مظلم مع كلب
لأنهم قالوا ( ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من امرنا رشداً )
فأورثهم الله جل وعلا الرضا عنه في قلوبهم ,
فلما دخلوا الكهف وهو راضون عن الله
اتسع الكهف في أعينهم وارتاحت اجسادهم وأطمأن حالهم
وأورثهم الله ذكراً في كتابه إلى قيام الساعة .


الشيخ صالح المغامسي ..

رحيق الياسمين 01-01-2011 05:38 AM

رد: [| تَـأمُـلاَتْ قُـرْأنـيّـةْ |]
 
موضوع يتسحق التميز وبقوة
جزاكي الله كل خير
أال الله ان يجعله في مو ازين حسناتك
تقبلي مروري

ابوفواز 02-01-2011 04:19 PM

رد: [| تَـأمُـلاَتْ قُـرْأنـيّـةْ |]
 
مشكور على الجهد وجزأكم الله خيراً

مضيعه شباصتا 02-01-2011 10:04 PM

رد: [| تَـأمُـلاَتْ قُـرْأنـيّـةْ |]
 

متى تكون المرأة زوجاً ومتى لا تكون ؟

عند استقراء الآيات القرآنية التي جاء فيها اللفظين ، نلحظ أن لفظ "زوج" يُطلق على المرأة إذا كانت الزوجية تامة بينها وبين زوجها ، وكان التوافق والإقتران والإنسجام تاماً بينهما ، بدون اختلاف ديني أو نفسي


وبهذا الإعتبار جعل القرآن نساء النبي صلى الله عليه وسلم "أزواجاً" له ، في قوله تعالى : "النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ" .
فإذا تحقّق الإنسجام والتشابه والتوافق بين الزوجين فإن القرآن يسمّي الأنثى "زوجاً" وليس "امرأة " للتوافق بينهما .



قال القرآن : امرأة نوح ، وامرأة لوط ، ولم يقل : زوج نوح أو زوج لوط ، وهذا في قوله تعالى : "ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا" .
إنهما كافرتان ، مع أن كل واحدة منهما امرأة نبي ، ولكن كفرها لم يحقّق الإنسجام والتوافق بينها وبين بعلها النبي . ولهذا ليست "زوجاً" له ، وإنما هي "امرأة" تحته .




تفسير ابن السعدي


الساعة الآن 03:39 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. موقع و منتديات سدير 1432 هـ - 1435 هـ

جميع ما ينشر في المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأي القائمين عليه وإنما يعبر عن وجهة نظر كاتبه