منتديات سدير

منتديات سدير (http://www.sudeer.com/vb/index.php)
-   ¨° مِحبرةُ كتاباتك °¨ (http://www.sudeer.com/vb/forumdisplay.php?f=3)
-   -   بائعة السمك . (http://www.sudeer.com/vb/showthread.php?t=165909)

عبدالعزيز العمران 26-06-2021 08:46 PM

بائعة السمك .
 
-

السلام عليكم :

هذه المرة سنغادر سدير الحبيبة وأجوائها إلى العراق
ثم سنعود إلى عشقنا الكبير سدير في وقت لاحق
بمشيئة الله



-
وكيل الوزارة يترنح أمام جمال بائعة السمك المشوي
(المسكوف)


تنويه :
الفكرة الأساسية حقيقية ولكن التفاصيل كتبتها كما أتخيلها



شذى فتاة عراقية بغدادية فقيرة في العشرين من العمر ، تغادر منزل أسرتها المتواضع صباح كل يوم متجهة إلى ضفة النهر وتصطف مع عدد من البائعين للسمك النهري المشوي (المسكوف)..

تنور شذى يقع في المنتصف ولكنه يتميز عن غيره بجمال صاحبته الواقفة خلفه .. هذا الجمال اللافت الآسر الذي لم يستطع الفقر وتواضع الهندام إخفاؤه لفت نظر وكيل الوزارة بعد أن ترجل من سيارته وقصد تنور شذى

وطلب منها إعداد وجبة من السمك المشوي على الحطب .. ثم راح يتأملها وهي تتحرك حول التنور بنشاط ورشاقة .. ولم يستطع إخفاء دهشته ورد فعله التلقائي والأثر الذي تركته في نفسه بائعة السمك الفقيرة الجميلة

عاد في اليوم التالي وطلب كمية أكبر من السمك مما أسعد شذى ورسم على وجهها المليح ابتسامة عذبة ولمعت عيناها الجميلتان بنظرات ساحرة سكنت قلب وكيل الوزارة وأربكت نبضه

نسي الوكيل كل شيء حوله وتسيدت شذى المشهد أمامه وخالجه شعور بأن هذه الغادة هي له فقط لدرجة أنه غار بشدة من شاب وسيم يعمل في تنور مجاور طلبت منه شذى المساعدة لتجهيز طلبه

وعندما انتهت من إعداد السمك طلب الوكيل إيصاله للسيارة وهناك طلب منها مرافقته مقابل ما يعادل كسبها من عملها لمدة شهر ولكنها رفضت بحزم وعادت إلى تنورها فيما غادر الوكيل حزيناً كئيباً كسير الوجدان

لم ييأس الوكيل وعاد في اليوم الثالث إلى تنور شذى ولكنه لم يطلب منها سمكاً بل طلب منها تحديد موقع بيت أسرتها فأشارت إلى تجمع من البيوت المتواضعة وقالت له إسأل عنه هناك وستجده

ذهب الوكيل إلى حيث أشارت شذى وسأل ودلوه على سكن متهالك يجلس أمام بابه كهل رث الثياب في يده (استكانة) شاي وبعد السلام عرفه بنفسه وتقدم بثقة طالباً يد شذى ونظراً لكثرة خطابها لم يتفاجأ الكهل ورد بهدوء

بأنه لا مانع لديه بشرط موافقة شذى
وطلب منه الذهاب إليها بنفسه وأخذ موافقتها .. ولم يكذب خبراً وعاد مسرعاً إلى شذى وأخبرها بما دار بينه وبين والدها وطلب موافقتها على الزواج فابتسمت وقالت :

( ماكو مانع بس يوافق هذا)
وأشارت إلى جارها الشاب الذي رد مباشرة بقوله: (دونها الموت عيني شوف لك وحدة غيرها)
أحبط الوكيل وأصابه حزن شديد وصار يتردد على مقهى صغير قريب من بائعي السمك المشوي (المسكوف)

بحيث يمكن له رؤية شذى ولو على بعد .. واستمر على هذه الحال لفترة طويلة وذاع خبره عند العموم مما حدا بالوزير إلى استدعائه وحثه على الاهتمام بمظهره والكف عن الجلوس في ذلك المقهى المتواضع والاهتمام بعمله

لم يرد الوكيل بشيء وغادر في صمت يمشي بتثاقل ونظره مصوب إلى الأرض وصعد إلى سطح مبنى الوزارة وألقى بنفسه على الأرض ليلفظ أنفاسه الأخيرة قتيلاً في سبيل الغرام ؛وعند تفقد مكتبه وجدت قصيدة مكتوبة بخط يده:

يام العيون السود ماجوزن انا
خدك القيمر انا اتريق منه
لابسه الفستان وقالت لي انا
حلوه مشيتها دتمشي برهدنه
لو تحب خادم خادمها انا
ولاترك الدوله واعوف السلطنة

من ورا التنور تناوشني الرغيف
يا رغيف الحلوه يكفيني سنه
لون خمري لا سمار ولا بياض
مثل بدر تام واشرف ع الرياض
باللما تحي وتقتل باللحاظ
لاكنس الموقد واعوف الزنكنة

بغنج تحكي وترد بعنونه

وفي بداية الخمسينات ضجت الاذاعات العربية بهذه الكلمات بصوت الفنان الراحل ناظم الغزالي لتصل إلى وجدان المستمع العربي مخلدة لقصة حب جارف لم تكتمل فصولها بعد انتحار عاشق بائعة (المسكوف).



ماجوزن انا : معناها :
لا أكف عن الانين

القيمر : قشطة مصنوعة من حليب الجاموس



كل الشكر لكم أهلي وأحبابي .



-

فقيدة امها 28-06-2021 05:04 PM

رد: بائعة السمك .
 
ولنا مع قصص الحب والعشق حكاياجميلة .
فيماعدا النهايات بعضها مؤلمة كهذه القصة ..

وفيها مايجعلنا نبتسم وكأننا عشنا
في ذاك الزمن الجميل،
ولكن: يغلب عليها الكثير من الألم ،
ما لا يشعر به الا من عاش هذه القصة..


الرائع والكاتب صاحب الاحساس المرهف
أستاذنا الكبير عبد العزيز العمرآن..
ماشاء الله عليك ..لك كاريزما خاص بالقصص تتفرد به وتشغل مساحة كبيرة من الجمال
و ما يعجبني للغاية أن ذوقك واحساسك بما تكتب عالي جداً جداً كأننا نعيش في زمنهم ،
بورك فكرك وقلمك ، ودمت بيننا شمساً
لا تغيب أبدآ.

عبدالعزيز العمران 28-06-2021 09:59 PM

رد: بائعة السمك .
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فقيدة امها (المشاركة 1059019882)
ولنا مع قصص الحب والعشق حكاياجميلة .
فيماعدا النهايات بعضها مؤلمة كهذه القصة ..

وفيها مايجعلنا نبتسم وكأننا عشنا
في ذاك الزمن الجميل،
ولكن: يغلب عليها الكثير من الألم ،
ما لا يشعر به الا من عاش هذه القصة..


الرائع والكاتب صاحب الاحساس المرهف
أستاذنا الكبير عبد العزيز العمرآن..
ماشاء الله عليك ..لك كاريزما خاص بالقصص تتفرد به وتشغل مساحة كبيرة من الجمال
و ما يعجبني للغاية أن ذوقك واحساسك بما تكتب عالي جداً جداً كأننا نعيش في زمنهم ،
بورك فكرك وقلمك ، ودمت بيننا شمساً
لا تغيب أبدآ.





أهلاً وسهلاً بالأستاذة :

ولو لم يقرأ القصة إلا أنتِ أختي الكريمة الأستاذة فقيدة أمها لكان ذلك

كافياً ومحفزاً ومسعداً .. ويكفي أن ذائقتك المتميزة وإحساسك المرهف

وأسلوبك الجميل تشهد له كل زوايا المنتدى ..

شكراً لك من القلب هذا التفاعل الصادق مع معاناة ومشاعر أهل الحب

ولا أقول غير :

(الله يسلم عمرك ويرفع قدرك ويسعدك في الدنيا والأخرة)

ولكِ أعذب وأطيب وأزكى التحيات .


-


الساعة الآن 03:25 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. موقع و منتديات سدير 1432 هـ - 1435 هـ

جميع ما ينشر في المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأي القائمين عليه وإنما يعبر عن وجهة نظر كاتبه