منتديات سدير - شرح أذكار الصباح والمساء وفضلها ( 1 ) 0

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

1 - آية الكرسي

‏﴿ اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا ‏فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ ‏يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ ‏حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ﴾ 0‏سورة البقره 255 0

فضلها : من قالها حين يصبح أُجير من الجن حتى يمسي ، ومن قالها حين يمسي أُجير منهم حتى يصبح 0 رواه حاكم 0

هذه الآيه أعظم آيه في كتاب الله ، فقد سأل النبي صلى الله عليه وسلم أبي بن كعب رضي الله عنه : ( أي آيه أعظم في كتاب الله ؟ ) ( قال : آية الكرسي ، فضرب على صدره ، وقال : ليهنك العلم أبا المنذر) 0 رواه مسلم { أي ليكن العلم هنيئاً لك ****** 0

الشرح : هذه الآيه الكريمه إنما كانت بهذه المنزله لعظم ما دلت عليه من توحيد لله وتمجيد وحسن الثناء عليه ، وذكر نعوت جلاله وكماله ، فتضمنت من أسماء الله خمسه أسماء ، وتضمنت من الصفات ما يزيد على العشرين صفه للرب تبارك وتعالى 0
قال أبن القيم : وليس في القرآن آيه واحده تضمنت ما تضمنته آية الكرسي 0 مجموع الفتاوى 14 / 129 0

وقد اشتملت هذه الآيه العظيمه على عشر جمل مستقله : ـ

الله لا إله إلا هو : بدئت الآيه بذكر تفرد الله بالألوهيه ، فهو سبحانه لا معبود بحق إلا هو ، والوهية غيره وعبادة غيره باطله قال تعالى : { ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلي الكبير ****** 0 سورة الحج 62 0

الحي القيوم : جمع هذين الأسمين في غاية المناسبه وذلك إنهما محتويان على جميع صفات الكمال ، فكمال الأوصاف في الحي ، وكمال الأفعال في القيوم 0

فالحي : هو كامل الحياة ، وذلك يتضمن الصفات الذاتيه لله كالسمع والبصر والعلم والعزه والقدره والكبرياء والعظمه وغيرها من صفات الذات المقدسه 0

القيوم : القائم على نفسه فلا يحتاج إلى أحد من خلقه ، والقائم على غيره فكل أحد محتاج إليه 0

لا تأخذه سنة ولا نوم : أي لا يعتريه نعاس ولا نوم ، لأن السنة والنعاس إنما يعرضان للمخلوق الذي يعتريه الضعف والعجز ، ولا يعرضان لذي العظمه والكبرياء والجلال 0

له ما في السماوات وما في الأرض : إخبار بأن الجميع عبيده ، وفي ملكه وتحت قهره وسلطانه ، ويتفرع على كون الملك لله ألا نتصرف في ملكه إلا بما يرضاه ، ومنها : تسليت الإنسان عند المصائب ، ورضاه بقضاء الله وقدره ، لأنه متى علم أن الملك لله وحده رضي بقضائه ، وسلم 0
قال سفيان : ما يكره العبد خير له مما يحب لأن ما يكرهه يهيجه للدعاء وما يحبه يلهيه 0

من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه : هذا من عظمته وجلاله وكبريائه عز وجل أنه لا يتجاسر أجد على أن يشفع لا أحد عنده إلا بإذنه في الشفاعه قال تعالى : { وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئاً إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى ****** 0 سورة النجم 26 0

يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم : إخبار عن علمه الواسع المحيط بجميع الكائنات ماضيها وحاضرها ومستقبلها 0

ولا يحيطون بشيءٍ من علمه إلا بما شاء : لها معنيان : ـ

* لا يحيطون بشيءٍ من علمه ، أي : لا يعلمون عن الله سبحانه من أسمائه وصفاته وأفعاله إلا بما شاء أن يعلمهم إياه فيعلمونه 0
* ولا يحيطون بشيءٍ من معلومه - أي مما يعلمه في السماوات والأرض - إلا بما شاء أن يعلمهم إياه فيعلمونه 0

وسع كرسيه السماوات والأرض : هذا بيان لعظمة الله بذكر عظمة مخلوقاته ، فإذا كان الكرسي وهو مخلوق من مخلوقاته وسع السماوات والأرض فكيف بالخالق الجليل ؟! وقد شمل وأحاط الكرسي السماوات والأرض 0
والكرسي : هو موضع قدمي الرب سبحانه وهو بين يدي العرش كالمقدمه له ، والعرش فوق المخلوقات وهو أعلى المخلوقات 0
قال صلى الله عليه وسلم http://www.b-suhaim.com/vb/images/smilies/frown.gif ما السماوات السبع والأرضون بالنسبه للكرسي إلا كحلقة أُلقيت في فلاه من الأرض ، وإن فضل العرش على الكرسي كفضل الفلاه على تلك الحلقه ) 0 رواه ابن حبان 0

ولا يؤوده حفظهما : أي لا يثقله حفظ السماوات والأرض لكمال عظمته واقتداره ، فالسماوات والأرض تحتاج إلى حفظ ، ولولا حفظ الله لفسدتا لقوله تعالى : { إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحدٍ من بعده إنه كان حليماً غفورا ****** 0فاطر 41 0

وهو العلي : له العلو المطلق :ـ
* علو القدر : معناه أن الله ذو قدر عظيم ، لا يماثله أحد من خلقه ، ولا يعتريه معه نقص 0
* علو القهر : معناه أن الله قهر جميع المخلوقات ، فلا يخرج أحد منهم عن سلطانه 0
* علو الذات : معناه أن الله بذاته فوق عرشه 0

العظيم : الجامع لجميع صفات العظمه والكبرياء ، الذي تحبه القلوب وتعظمه الأرواح ، من تعظيمك لله تعظيمك لأمره ونهيه وللصلاه ولأوامره 0
وفي قوله تعالى { وهو العلي العظيم ****** التحذير من الطغيان على الغير ، ولهذا قال تعالى : { فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً إن الله كان علياً كبيراً ****** 0سورة النساء 34 0
فإذا كنت متعالياً في نفسك فأذكر علو الله عز وجل ، وإذا كنت عظيماً في نفسك فأذكر عظمة الله ، وإذا كنت كبيراً في نفسك فأذكر كبرياء الله 0 تفسير القرآن العظيم لابن كثير 1 / 309 ، تيسير الكريم الرحمن لابن السعدي 1 / 313 ، تفسير البقره لابن عثيمين 3 / 255 ، فقه الأذكار للبدر 3 / 57 0
م/ن