لم أجد هماً خيراً منه
في هذه الدنيا يعيش الخلقُ بقلوبٍ مختلفة،وهمومٍ متفاوتة،وكل إنسانٍ منا يُشبه الوعاء بما يحتويه والفرقُ بين الإنسان والوعاء هو أنه لا يوجد إنسانٌ خالٍ من الهم والتفكير والتخطيط لما يُفكرُ فيه سواء أكان ما يفكر فيه صحيحاً أو خاطئاً ،مناسباً أو غير مناسبٍ.
بعضنا غارقٌ في سبات أحلامه العاطفية،وآهاته الحزينة،وقد حمَّلَ نفسه هم التفكير في ذلك المحبوب الذي لا يواصله،ولا يبادله الخُلة بنفس المستوى الذي يأمله من حبيب شغل عليه ليله ونهاره،وغدوه ورواحه. هذا الغارق المسكين يقضي معظم وقته قلق الفؤاد،مضطرب التفكير،مشوش الذهن بسبب علائق كسراب الوهم تبدأ ولا تنتهي،وتتكاثر ولا تتناقص دون أن يحصل المراد والمقصود الذي من أجله أغرق وجناته بالدمع وأغرق ذاته بالتفكير والحزن ولم يعلم هذا المسكين أن الحُبَّ له حدوده وله ضوابطه فقد جاء في أثرٍ فيه مقال(أحبب حبيبك هوناً ما عسى أن يكون بغيضك يوماً ما،وأبغض بغيضك هوناً ما عسى أن يكون حبيبك يوماً ما). وهناك من هو غارقٌ مع هموم تجاراته ومرابحه وخساراته قد أجهد ذهنه واستنفد عمره في الدينار والدرهم الذي قد ارتبط به فرحه وحزنه وولاؤه وبراؤه وقد نسي المسكين أن الدنيا مهما كان إغراؤها لاتستحقُّ أن يُفنى العمر من أجلها ذلك أنَّ القناعة هي خيرُ ما يدخره العبد لنفسه وليس معنى ذلك أبداً ألا يسعى للرزق ولتحسين أوضاعه المادية لأن هذا من العبادة ولكن فرقٌ كبيرٌ بين من يجعل الدنيا أكبر همه وبين من يتوازن بين المطالب الدنيوية دون تفريط فيما تتطلبه الآخرة. المسلم لا يعيش حياته لأجل هذه الدنيا فقط بل إنه يحقق المعادلة التي غفل عنها غيره ممن يعتنق الملل والنحل المنحرفة ، فالمسلم يعمل لدنياه كأنه يعيش أبداً ويعمل لآخرته كأنه يموت غداً. المسلم مختلفٌ تماماً عن غيره فهو يعلم جيداً بأنَّ من كانت الدنيا أكبر همه فرق الله عليه شمله وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كُتبَ له،ويعلم كذلك أن من كانت الآخرة أكبر همه جمع الله عليه شمله وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي صاغرة.. من كان همه حسن العلاقة مع الله تبارك وتعالى فلاشك أنه سيكون في طريق الفالحين لأنه لا يوجد همٌّ أعظم من الهم بالله تبارك وتعالى والسعي إلى إرضائه لأنه هو الذي بيده مقاليد الأمور وهو الذي يمنح الرزق وبالقرب منه يحصلُ الأنس والسعادة والطمأنينة.. كم من الناس لا يملك من المال إلا ما يبلغه ويسدُّ رمقه ورمق من يعول ولكنه يعيش سعادةً عجيبةً لا نظير لها وما ذلك إلا لأنه قد جعل همه الأخروي يتغلبُ على كل هم وهو ولا شك ما يبعث على الجدية وعلى العمل المتواصل وعلى الإنتاجية التي يتعدى حدود نفعها من ذات الشخص إلى المجتمع عموماً وهو ما يحفز على القول بأنني لم ولن أجد هماً خيراً وأشرفَ منه.. منقول |
رد: لم أجد هماً خيراً منه
جزيت خيرا اوخيتى
|
رد: لم أجد هماً خيراً منه
آمين ؛؛ واٍياك أختي الكريمة وشكرا لك بارك الله فيك
|
رد: لم أجد هماً خيراً منه
شكراً أختي هند السبيعي على الموضوع الأكثر من رائع تقبلي مروري لكِ مني تحية ,,, |
رد: لم أجد هماً خيراً منه
أستاذتي .... جزاك الله خيرا ......كم كان بودي قراءة الموضوع ولكن صغر الخط لايساعدني .... معذرة |
رد: لم أجد هماً خيراً منه
موضوع جدا رائع جزاك الله خير
|
رد: لم أجد هماً خيراً منه
ولست أرى السعادة جمع مال ... ولكن التقي هو السعيد
وتقوى الله خير الزاد ذخرا" ... وعند الله لـلأتقى مزيــد وما لابـد أن يأتي قريــب ... ولكن الذي يمضي بعيد يعطيك العافية أختي هندالسبيعي,/, موضوع رائع ! لأعدمناك |
رد: لم أجد هماً خيراً منه
سلمت يمينك اختي هند على موضوعك القيم---
جزاك الله خير--- |
رد: لم أجد هماً خيراً منه
..][][.. جزاكـــي الله خــــير
..][][.. |
رد: لم أجد هماً خيراً منه
اقتباس:
العفو أخي الكريم أبو محمد جلاجل ؛؛ وأهلا بحضورك وشكرا لك بورك فيك [/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN] |
رد: لم أجد هماً خيراً منه
اقتباس:
|
رد: لم أجد هماً خيراً منه
اقتباس:
|
رد: لم أجد هماً خيراً منه
اقتباس:
ألبسنا الله واٍياكم لباس التقوى ؛؛ وجملنا بالاٍيمان وشرح صدرونا بذكره وملأ قلوبنا بالطاعات ؛؛ شكرا لك أخي الكريم الأثير وبارك الله فيك وأهلا بك وحياك .. |
رد: لم أجد هماً خيراً منه
اقتباس:
|
رد: لم أجد هماً خيراً منه
اقتباس:
|
الساعة الآن 07:43 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. موقع و منتديات سدير 1432 هـ - 1435 هـ
جميع ما ينشر في المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأي القائمين عليه وإنما يعبر عن وجهة نظر كاتبه