و كأني رأيت متعباً _ أحد أصحابي _
جالساً هنالك ، مسنداً خده كفه معملاً خيالاته مستشرفاً المستقبل
و الناس حوله يموجون في قاعة الفرح .
فآساني منظره
و أنا عارفٌ فيم هو مستغرق ! فشكوت ما رأيته
و صورت ما بعد ذلك ببُيَيْتات ..
[poem=font=",6,crimson,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
الليلُ حلَّ فعادَ همُّ الأعْزَب = ليَضِيقَ ذرعاً بالفضاءِ الأرحبِ
عرسٌ تقضّى للخَلِيْل بُعَيدَ مَا = تَخِمَ الحضور بمأكلٍ و بمشربِ
الكلُّ آبَ إلى الرِحَالِ بعُرْسِهِ = و مُتَيْعِبُ المسكين آبَ لسَبْسَبِ
ليشاكيَ النجمَ العليّ هُمومه = فإذا النجومُ بهاؤها كالمُسْغَبِ
النجمُ آسٍ و الخلائقُ حوله = إلا بني الإنسان يا لتَعَجُبي
لذّتْ عُيونٌ بالوصالِ و نومةٍ = بَعُدَت كِلاها أن تُطِيفَ بأعزبِ
قد أرغمَ الأنفَ المنيفَ بتربةٍ = ما عادَ يرجوا منْ كلامهِمُ أبّي
و تُراهُ يُفرغُ حزنَهُ برسُومهِ = بعُوْيدِ سِدْرٍ ناكِتاً بالأتْرُبِ
فلقدْ غدا مأسورَ همٍّ همُّهُ = إسراعُ فكِّ القيدِ للكمدِ السبي
رباهُ فامننْ فكَّ قيدّ إسارِهِ = و لهُ إلهَ الكونِ حققْ مطلبي
كلُّ الهمومِ عظيمُهَا فلَهَيِّنٌ =و الهمُّ حقاً في عُزُوبَةِ مُتْعِبِ[/poem]