هناك شيء ما يضايقني كثيراً
هل هو خوفي على ضياع تلك اللوحة التي رسمتها بعناية شديدة ولمدة ثلاث ليال
أم
لهدر وقتي الثمين على رسم اللوحة وبالنهاية ضاعت مني بكل سهولة
أم
طعم الإنكسار وخيبة الأمل لفقداني تلك اللوحة مما ترك الطعم المر على لساني كلما تجرعت لحظات الذكريات
أم
إن ذاتي رفض الإستسلام وأصرعلى البحث مهما كان الثمن حتى يستكين ذلك الشعور المؤلم بداخلي
ولكن
ليس كل هذا الصراع بداخلي لأجل لوحة...بل لإني فقدت صورة أبي وهو مبتسم يحتضن طفل يخفي وجهه عن من يقوم بتصويره ....كانت الصورة الوحيدة التي ترسخت بذهني ورسمتها في لحظات نادرة وبتفاصيل دقيقة
ولكن
فقدتها
وفقدت طعم المحاولة مرة أخرى
لإن كل لحظة لها روح ...وإذا غابت الروح لن ترجع الحياة لذاتي ولن تقوم برسم تلك اللحظة مرة أخرى
كم هي صعبة روحك إيها الفتى ... ومازلت تخفي وجهك عن من يقرأ كلماتك ..