قال الشاعر العربي الكبير هاشم الرفاعي ـ رحمه الله ـ في قصيدةٍ له :
[poem=font="Times New Roman,6,red,bold,italic" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
ملكنا هذه الدنيا قرونا=وأخضعها جدود خالدونا
وسطرنا صحائف من ضياءٍ=فما نسى الزمان ولا نسينا
حملناها سيوفا لامعاتٍ=غداة الروع تأبى أن تلينا
إذا خرجت من الأغماد يومًا=رأيت الهول والفتح المبينا
وكنا حين يرمينا أناسٌ=نؤدبهم أباة قادرينا
وكنا حين يأخذنا وليٌّ=بطغيان ندوس له الجبينا[/poem]
فقلت معارضًا هذه القصيدة الشامخة السامقة وإن يكن البون شاسعًا فأنى لي أن أكون كالرفاعي ؟ :
[poem=font="Simplified Arabic,7,darkblue,bold,italic" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
بنــي الإســـلام إنـا قــد بلينــا = بـأهـواءٍ فصـرنا الأصغرينا
تخذنـا ماأتـــاه الغــرب نهــجاً = سموم حضارةٍ منــها سُقينا
كــــتـاب الله أٌنســـيـنــا هــداهُ = وسـنة أحـمدَ الهادي الأمينا
نزعنا ثوبـنا ولبـــاس تقــوى = وراق لنا نسيج الأرذلـــــينا
تنكَّبنا طريق هــــــدىً سويٍّ= نسيركما تشا صهيونُ فــينا
نسـارع لـلرذيـــــلة نمتطيــها = ورايـــات الــمهانة تـــعتلينا
تركنا الأمر بالمعروف نخشى = يُلقـــبنــا الـــعـدى متطرفينا
فـلا البـــدعيُّ أنكرنا عليــــه = ولا الضلال عمَّــا قـــد نُهينا
يسير الفُـسَّـق الفـجَّـار لهــوًا = لأعـراض الذراري مهتكـينا
عــمرنا كــل سهلٍ كــل ريـعٍ = نطاول عابــثين الفـــارهـينا
هــدمـنــا الدين نبني زائـلاتٍ = كــأنا قــد كتبــنا الــخـالدينا
شــعـــوب المسلمين تباد قسرًا = فنــجنح للــجرائـــد شاجبينا
تكالبت الشرور وباد عزٌّ = به سدنا الخلائق أجمعينـــا
وكنـــــا مضرب الأمثال بأساً = فصرنا قصعة المستطعمينا
وكنا نمــــــــلك الدنيا جميعًا = فصرنا ملك قومٍ آخرينـــــــا
وكنا الرأس في كل المعالــي = وكان لنا الملوك موقرينــــا
قلوبهمُ ملأناها برعـــــــــــبٍ = ضباة سيوفنا منهم روينـــا
فسل ملك المجوسيين كسرى = وقيصر جاعل التثليث ديــنا
أ لَمَّا يأتكم تأريخ عزٍّ = أضاء بعزم غرٍّ فاتحينا ؟
وفي اليرموك سلْ تُنْبِي بسيفٍ= سليلٍ سلَّ ربُّ العالميـــــنا
مضى يجتثُّ أفئدةً تلــــــظَّى = بكل أذيةٍ للمؤمنيـــــــــــنا
ستخبرك البلاد وساكنوها=بأنَّ العزَّ والأمجاد فينا
بسطنا ملكنا فيها بــــــــعدلٍ = وكنا للكتاب محكِّمــــــــينا
لعمر الله مجدٌ أي مــــــــــجدٍ = نرجِّع إن ذكرنا ه الحنينــــا
ونرفع رأسنا في كل جمـــــعٍ = ونخفضه لربي ساجدينــــا
فلما أن تركنا الدين هُنَّــــــــــا = وخفضنا وطأطأنا الجبينـا
أبا حفصٍ مفاخر قد وأدنـــــا = فأشربنا المذلة مكرهيــنا
أ شذاذٌ من الأفَّاك ظلمــــًا = تحكَّم في بلاد المسلمـــينا ؟
إذا ساموا بني الإسلام ضيمًا = قرعنا السن أو زدنا الأنينا
لقد أُثخنت أمتنا جراحــــــــــاً =فما تدرين ممَّا تشتكينـــــــــــا
بني الإسلام ويحكموا أعــيدوا = مفاخركم ومجد الأولينــا
فإن إبتم إلي الإسلام طـــــــرًّا= تكونوا بالمعزة أجدرينــــا
وإن لم تنصروه ولم تجيبـــــوا = سينصره بقوم آخريــــنا
فيارب البرية جد بنصـــــــــرٍ = تقيل به عثار العاثريــــنا
وتـــرقأ دمــع أعيننا فـــــــــإنا = سئمنا عيشة المستضعفينا
إلهي لا تزغنا واشتملنـــــــــا = بهديك لا نكن في الهالكينا
[/poem]