عرض مشاركة واحدة
قديم 11-03-2005, 09:05 PM   #32
عضو متميز
 
الصورة الرمزية خيال
 
تم شكره :  شكر 2 فى 2 موضوع
خيال is an unknown quantity at this point

 

بسم الله الرحمن الرحيم

اخي الكريم ( أبو ميار )..عبدالله الصالح ..
بعض الكلمات تجبرنا على ان نقف ونتأمل ونجمع وريقات الورد لنثرها فوقها .. ورغم محاولاتنا في الصمود أمامها إلا أننا لانملك في النهاية إلا أن نضعف أمامها ونستل سيفنا من غمده .. عفوا .. بل أقصد أقلامنا من محابرها لنسطر في روعتها بضع كليمات لاتسمن ولاتغني من إعجاب ...!

ميار .. سنة من الاحلام والامال والبراءة والفرح والسعادة ..
بل هي عمر من الاماني التي نسجها الخيال وحققها الواقع ..
إنها تستحق ماهو أكثر .. بل وأكثر وأكثر وأكثر ..

رائعتك هذه هي بحق رائعة .. بل أكثر من رائعة هي ..إنها تجعل الحجر الصلد سيل ماء رقراق .. تجعله يضج بجمال الوجود حتى ينفجر به الحنين ليصبح أبا رغم كل شيء ..


قد أقف عند بعض الابيات التي جعلتني أقف أمامها كما تقف أي فتاة مشدوهة امام ( فاترينة ) محل أعجبتها فيه لوحة زيتية أو فستان ثلجي ..!



مرت سنة ياعين كفي عـن الدمـع.....صار العمر صبحٍ ولا شفـت حـده

رغم ان لي تحفظا على استخدام مفردة الدمع هنا ونهي العين عنها إلا ان استخدامك الجريء لها جعل منها مركزا للتوقف كثيرا أمام معنى هذا البيت ... والذي قد يندرج تحت مفهوم المثل القائل ( المعنى في بطن الشاعر ) ولاندري أهو بطن الشاعر من أخفى السر أم قلبه وجدانه ..!




احبها باللمـس والشـوف والسمـع...... واحـب ضحكتهـا ولعـبٍ تـوده
استخدام الحواس في الوصف بات مرتكزا يرتكز عليه أغلب شعراء عصرنا حيث كثيرا مانقابل مقاطع شعرية يوظف فيها الشاعر الحواس الخمس في وصفه الشعري محاولة منه للوصول إلى الدقة في عرض الحالة الشعورية التي تعتري قلمه وفكره ونبضه في تلك اللحظات .. ولكن قلة قليلة هي من يشهد لها بالنجاح في هذا التوظيف حين انه يحتاج لدرجة عالية من الحذر وجرأة كبيرة في الاستخدام لأن الخوف من ان يكون توظيف مثل هذه الادوات الحسية الفكرية اللغوية في غير محله فيفقد النص الشعري جماله ونضارة حرفه ..
ولكن توظيفك للحواس هنا جاء في محله تماما واختيارك للثلاث التي اخترتها تنم عن قدرة نادرة على التوظيف في شعرنا الشعبي ..وقد يكون احساسك هو الدافع الاكبر لنجاحك في هذا التوظيف .. فميار كما يبدو ساهمت كثيرا في ان تظهر لنا ابداعات وقدرات دفين الجرح .. كما اسهمت بشكل مباشر في انتاج مقطوعات شعرية على قدر كبير من الروعة ...
ولايفوتني هنا أن أقول ان الشطر الثاني من البيت ( واحب ضحكتها ولعبٍ توده ).. قد يكون مكملا لما جاء في الشطر الاول ولكني على ثقة انه كان من الممكن ان يبدع لنا دفين الجرح أكثر في هذا الشطر وان يخلق لنا جملة أكثر دلالة وارتباط بالشطر الاول .. ولكن على كل الاحوال لم يكن بسقطة تفقد البيت معناه .. بل ان المعنى في الشطر الاول طغى على بعض من فتور ألحق في الشطر الثاني ( مجرد رأي )...!



بحروفها قسّّمت قلبي وانـا طمـع....عسـى ولدهـا يحتضنـي واشـده

لو كانت الشرفات التي تطل عليها مقصورات كبار الضيوف يسمح لنا من خلالها ان نخلع القبعات ونحني اكراما واعزازا لبيت شعري ... لكنت فعلت .. فروعة القصيدة كلها اختزلت في هذا البيت الذي كان مسك ( ماقبل ) الختام .. لنقول لميار .. كل عام وانتِ الحب .. يامن خلقتِ الحب وخُلقتِ للحب ..

أدامها المولى شمعة لاتنطفيء في حياتك ومنحها وأمها ووالدها سعادة الدارين ومتعك ووالدتها برؤيتها من ابناء الصلاح والتقى وشملها المولى برعايته وتوفيقه لها في كل مجالات حياتها .. و( عقبال ) ماتشوف أحفادها يارب وتنتج لنا فيها وفيهم أروع المنظومات الشعرية ..

تحياتي واعذرني ان كنت أطلت في الحديث ولكن كما قلت لك بعض المقطوعات الشعرية تفرض علينا ان نكتب ولو كان بيننا وبين الكتابة خصام طويل ..!


تحياتي لك أخي الكريم وتحياتي لأم ميار .. وقبلاتي لصغيرة سدير ( ميار )..


أختكم خيال

التوقيع



عزاؤنا فيك يا زايد !!
* أنك تركت الدنيا وانتقلت الي جوار رب كريم ، غفر لك الله ورحمك
* أنك تركت الدنيا في الشهر الكريم ! شهر الصيام والمغفرة
* أنك تركت قلوبا تدعوا لك ، وشعبا يحن اليك ، وأيادي رفعت بالدعاء لك
* أنك تركت ارثا ليس مالا فيفنى ! وليس بناءا فيبلى ! وليس كلاما فينسى !بل تركت حبا في الله لك يبقى
رفعت الأقلام وجفت االصحف !
انا لله وانا اليه راجعون
خيال غير متصل   رد مع اقتباس