[عبدالعزيز العمران]

تراثنا الشعبي يعاني !!

لي رؤية خاصة تجاه التراث الشعبي تتلخص في أن التراث الشعبي هو جسد روحه هي ذلك الجزء المتمثل في ما له صفة الاستمرار على مر الأجيال أي كان موجوداً في السابق وفي الوقت الحالي ومستمر للمستقبل بنفس القوة والزخم ، ومن ذلك مختلف أنواع الفنون المغناة التي يحتاجها الإنسان منذ ولادته وحتى مماته وعلى مر الأزمنة والعصور .

ولدينا ولله الحمد في هذا الجانب المهم العديد من المأثورات الشعبية(الأغاني الشعبية) منها السامري والهجيني والحربي والمسحوب والحوطي والخويكعان وغيره من أنواع الفنون المختلفة.

وغني عن القول أن هذه الألوان الشعبية كانت ولازالت وستظل أحد الحاجات الملحة لإنسان هذه الأرض حتى وأن تعرضت للإقصاء من قبل بعض فئات المجتمع مما قلل تناولها ممارسةً وسماعاً.

ورغم ذلك فلا زال هناك أمل في انتعاش روح تراثنا من جديد حيث نسمع الآن عن منشدين بدءوا ينتشرون هنا وهناك وإن كان هامش تحركهم محدوداً ، علاوة أنهم لا يحظون بالتعليم والتدريب المناسب قبل وأثناء ممارسة الغناء ( أو الإنشاد !) .

فهم في الغالب يتعلمون بالسماع فقط حيث لا كليات ولا حتى معاهد متخصصة تعتني بهم وتدربهم ولذلك فكثيراً ما تكثر أخطائهم إما في اختيار قصيدة لا تناسب الغناء رغم جمال معانيها أو غناء (طرق) الطويل على( القصير) أو العكس .

فمثلاً إذا استطاع ولو فئة قليلة منهم إدراك أن شيلة (طرق) هذه الأبيات لناصر الفراعنه :

فالقلب زولٍ رفع رجله على رجمه
ساعة تعلّى قدم رجلي على رجمي

ياكاهن الشرق كلن عارفن حجمه
ياكاهن الشرق لا حجمك ولا حجمي

كفرت بالكوكب المزعوم والنجمة
وأمنت باللي عليهم رافعن نجمي

يمكن تدوينها على هيئة عروض الهجيني الرقمية وهو بحر البسيط بالفصيح على هذه الصورة :

يا2 كا2 هنش3 شر2 ق كل3 لن2 عا2 رفن3 حج2 مه2
يا2 كا2 هنش3 شر2 ق لا3 حج2 مك2 ولا3 حج2 مي2

أي : 4 3 2 3 4 3

عندها يمكننا أن نطمئن على أن تراثنا سيبقى في أيد أمينة ،

ولكن مما يؤسف له أن من حاول مجرد المحاولة الجلوس في أحد الأركان وشرح ما تعنيه تلك الرموز فإن مصيره هو الإقصاء وربما الدعاء عليه .

وهذا طرح مشفقٍ على تراث أهله ووطنه آمل أن تتقبلوه بصدر رحب .

فاصلة ،،

في هذا القسم قلبي معكم

وأحس بمعاناتكم وهمكم

وأثق بان الله سيكون معكم