[تركي الوكيل]

تحية طيبة لك أستاذي / عبدالله
بادئ ذي بدء , والحق يقال , والله يشهد أني أحبك حبا جما , وكلما قرأت لك ازداد شوقي إليك , وزادت محبتي لك..

أستاذي / لن أهمش موضوعك المهم ولكن الأهم في نظري أننا أمة لم تعد تهتم باللغة أصلا , فرضت بكل الدخائل السلبية عليها , حتى ألجمتها لجاما غطى جمالياتها ومواضع الحسن فيها , فصرنا لا نقرأ ولا نكتب للأسف الشديد .
إن من يعيش مع اللغة العربية سيعيش في برج مرتفع عن العالم أجمع وإليكم أسوق هذه القصة وإن كانت استطرادا ..
يروي الدكتور عبدالرحمن العشماوي فيقول : كان لي أحد أقربائي قد تزوج بامرأة تدرس اللغة العربية , تخرجت هذه الزوجة ( وكحال غيرها فهي عاطلة ) أنجبت طفلا وقررت أن تعلمه اللغة بحذافيرها في وقت قضائها هذا الفترة في المنزل, كبر الطفل حتى بلغ العاشرة من عمره, وانضم إليه أخوين اثنين يبلغان من العمر تسعا , ولكنهما لم يحظيا بم حظي به أخوهما , في يوم من الأيام يقول الأب بينا نحن جلوس في المنزل والأطفل يلعبون قمت يتشغيل الراديو على إذاعة القرآن وقد كان القارئ قد ابتدأ بسورة الفجر , لحظت ابني الأكبر يتوقف عن اللعب وينشد مع القراءة بعكس أخويه , انتهت السورة فسألت لماذا يا محمد لا تلعب مع إخوتك ؟ فقال يا أبي كيف تريد أن ألعب والله يقول : (( كلا إذا دكت الأرض دكا دكا )) هذه آيات عظيمة يا أبي .. يقول الأب : فلم نتمالك أنا وأمه إلا أن انهمرنا في البكاء وأخويه لا يشعر أحد منهما بحالنا .
في اعتقادي إذا وصل هذا الطفل إلى هذا المستوى الكبير فإنه لن يكون في عجز أن يتكلم ويكتب حتى يفني الأقلام والصحف , وهذا ما يراه البعض في أنفسهم ونراه , يقل الدكتور سلمان العودة : قرأت حتى أدمنت القراءة , فصارت النتيجة أنني كتبت حتى أدمنت الكتابة ..
لا إنشاء إلا بقراءة وفهم للغة والإشكال في هذين الأمرين أننا نفتقد الأسلوب الأمثل لإدخالهما إلى نفوس الطلاب خاصة..
أشكر لك حرقة الغير مشتغربة أبدا ..
أحرف انتظر ردك عليها , ونقدك ومخالفتك ..

دمتم بخير ..
ولكم من ( تركي الوكيل ) صاف الود