[تركي الوكيل]

سلام من السلام عليكم ورحمة من الرحمن وبركاته

مدخل : لطالما تعددت بعض المظاهر على سطح الأرض , ودامت أوقاتا طويلة , وبذلك لا نجد أنها تشد أذهاننا , ولا تلفت أنظارنا , ولا تسترعي اهتماماتنا , إذ أننا ألفنا أن نراه دائما , وهذا بالفعل هو ما حصل لي في مدرستي العامرة , فإليكم الصلب :

أعيش في فصل لربما يعلو عليه التناسق بعض الشيء , توجد به لوحة إعلانات لم يعلق بها سوى ورقة كتبت بخط اليد معنونة بـ ( طريقة سداد برنامج القياس عبر الصرافة ) في الحقيقة أن هذا الأمر لم يستجلبني كثيرا ولكني مع كثرة مروري من عندها , أصبحت أحفظ بعض جملها وبعض طرقها , وبعد مرور أكثر من أسبوعين على استئناف الدراسة , وفي أحد الحصص , إذ بأحد المعلمين يقف جانب هذه الورقة , متأملا قليلا تأملا يلفت الأنظار , وبإذا به لا شعوريا ينساق بهذا البيت :
الخطُ يبقى زمانا بعدَ صاحبهِ ... وصاحبُ الخطِ تحتَ الأرضِ مدفونُ

بدأت تساؤلاتي تعلو هنا ما الذي أوقفك ؟! وما سبب قولك لهذا البيت ؟! وما .. وما ..

اكتفى برده بجملة واحده ,, (( هذا خط عبدالعزيز السويدان أبو عمر الله يرحمه )) ثم أدار جسمه وجلس ..
في الحقيقة أنني لم أتشرف بأن أكون أحد طلابه , ولكن هذا الموقف أثر فيني تأثيرا لربما أن البعض يتكاثره مني إذ أنني لا تربطني بذلك الرجل المرحوم بإذن الله أي علاقة سوى مصافحة في الأسبوع الواحد في يوم الجمعة أحيانا , ولكن هذا الموقف قد أثار أحاسيسي النثرية فلم أسطع أن أتوقف عن كتابة هذا الموضوع ذهنيا حتى أكملته , وها أنا أفرغه لكم في هذه الصفحة ..
يقول الشاعر :
وما من كاتبٍ إلا سيفنى ... ويبقي الدهرُ ما كتبتْ يداهُ

يا من ملأ جدران المدارس ودورات المياه والأماكن العامة , بتوقيع أو بذاءة أو تعليق , ليكن أمامك دائما خوف الله عز وجل وأنه سيحصي ما عملت من عمل , إن خيرا فخير , وإن شرا فشر , لتكن لك بصمة شرف إذا تقدم بك السن , ولا يكن لك وصمة عار حتى إذا ما رشدت ندمت أشد الندم على ما فعلت يداك ..

أحرف أخوية أسوقها إليك فلتقبلها إن شئت ..

وهي أحرف أسوقها لكم علها ترقى لذائقتكم ..

دمتم بخير ..
ولكم من ( تركي الوكيل ) صاف الود