[عبدالرحمن الفهد]

بالأمس بكيت ولم أستطع تحمل دموعي بكيت وكأني لم أبكي منذ عصور هل تعلمين لماذا البكاء عندما قرأت موضوعك تذكرت أمي بكيت على كل لحظة قضيتها بعيدا عنها يبكيت على كل صباح لم أرى وجهها فيه ولم أقبل يديها الطاهرتيين بكيت على كل ليلة لم أنم فيها بجانب غرفتها وأسمع صوت نفسها في أذني قبل أن أنام بكيت على ذاك الباب الذي كان يفتح بيدها كل ليلة عندما أنام لتدخل وتغطيني ومن جبيني تقبلني وبكيت وبكيت إلى أن شاء الله أن ترفع المأذن أصوات الله وأكبر نعم يا ويلنا من الله فرطنا بأهالينا وتركناهم وحيديين للهموم هناك
عذرا أمي سامحيني
ليس بيدي حيلة حين تركتكي أرجوكي سامحيني يا ملاك يمشي على الأرض
عذرا يا غالية سامحيني فو الله لن أسامح نفسي رغم أني أعلم أنكي سامحتيني ودعوت لي (أذهب قلبي وربي معك ) لازالت في أذناي أمي تلك الكلمات التي قلتيها لي حينما ودعتك أخر مرة وقلت لك :لا تبكي أرجوكي
تذكرين ماذا قلت لي
إن كانت عيني لا تبكي
فلكي لاتراني يا أمي أبكي
وتحزن لكن قلبي هو من يبكي
أذهب يا بني فالله معك ولن ينساك أستودعتك ربي الذي لا تضيع ودائعه

أودعك
ولكن عدني ولدي أن تعود ولو بعد سنيين عدني أن تعود ولو حتى إن لم أكن موجودة يكفيني حسك يا بني إذهب فلن أقف بعد اليوم بوجه مستقبلك يا جار قلبي
نعم هذا مادار بيني وبينها في أخر وداع وأخر لقاء فمارأيك أنتي اختي أليس البكاء قليل
عندما يريد الإنسان السفر فحتما السفر له وجهة ونهاية ومطاف
أما الرحيل فهو إلى مالا نهاية وكل منا يختار الرحيل دائما لا السفر هل تدرين لماذا .........للهروب من واقعنا هناك ........؟ ولكن لو نركز قليلا بمن سوف نتركهم وحيديين فلن نختار لا السفر ولا الرحيل
عذرا اخيتي كتبت في متصفحك بدون شعور
ولكن كلما ذكرت الأم
فاضت عيناي بالبكاء وليس لي سوى البكاء في ليل غربتي الطويل