عرض مشاركة واحدة
قديم 26-11-2010, 02:53 AM   #18
عضو مميز
 
الصورة الرمزية بارق الشمال
 
تم شكره :  شكر 782 فى 447 موضوع
بارق الشمال has much to be proud ofبارق الشمال has much to be proud ofبارق الشمال has much to be proud ofبارق الشمال has much to be proud ofبارق الشمال has much to be proud ofبارق الشمال has much to be proud ofبارق الشمال has much to be proud ofبارق الشمال has much to be proud ofبارق الشمال has much to be proud ofبارق الشمال has much to be proud ofبارق الشمال has much to be proud of

 

رد: [| تَـأمُـلاَتْ قُـرْأنـيّـةْ |]

[frame="7 80"]

بسم الله الرحمن الرحيم

( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً ) الكهف28


توجيه إلهي كريم , وآية عظيمة بما فيها من الأسرار والتأملات يخص بها الرب جل وعلا نبيه محمد عليه الصلاة والسلام .

يروى أنها نزلت في أشراف قريش , حين طلبوا إلى الرسول عليه الصلاة والسلام أن يطرد فقراء المؤمنين من أمثال بلال وصهيب وعمار وخباب وابن مسعود رضي الله عنهم جميعاً , إذا كان يطمع في إيمان رؤوس قريش أو أن يجعل لهم مجلساً غير مجلس هؤلاء النفر لأن عليهم جباباً تفوح منها رائحة العرق فتؤذي السادة من كبار قريش وسادتها , لذا جاء التوجيه السماوي لمحمد صلى الله عليه وسلم بأن لا يتحول في نظره واهتمامه عن أولئك الذين يلتجئون إلى الله في جل أوقاتهم ويبذلون كل ما يستطيعونه لأجل إرضاءه والفوز بجناته , وأن لا يتجه إلى غيرهم ابتغاءً فيما عندهم من عرض الدنيا الزائف والذي مآله إلى الفناء .

وإن المتأمل لهذه الآية الكريمة والتي نزلت لهذا السبب الذي قضاه الله وقدره يجد من الأسرار الغائرة بين حروفها وفي معانيها الشيء الكثير وأذكر منها :-

أولاً :-
أن هذا الدين العظيم هو دين تربية وتعليم وتوجيه , دين يريد من أتباعه أن يسلكوا سبل النجاة , وأن يتبعوا طريق الحق , فالشارع الحكيم في هذه الآية الكريمة يبين لنا أن القيمة الحقيقية التي يجب أن تحملها نفوس المؤمنين هي قيمة الإيمان والعقيدة وتلكم العقيدة هي التي يرتاح لها العقل السليم , ويقرها الطبع المستقيم .

ثانياً :-
في الآية أمر بالصبر , والصبر خلق إيماني فريد , وبه تظهر معادن الرجال , وفيه الخير الكثير, وهو باب من أبواب العون على قضاء مصالح الدنيا والدين .

ثالثاً :-
إن نفس المؤمن هي القاعدة الأساسية التي تنطلق منها مجموعة العبارات الربانية التي دعا لها الرب جل وعلا ودعا لها نبيه عليه الصلاة والسلام كمراقبة الله تعالى والخوف من الله تعالى وتحقيق معنى التقوى في القلوب والإخلاص وغيرها .

رابعاً :-
في الآية تفضيل للمقبلين على الله تعالى غداتهم والعشي , وهذا تنبيه لنا جميعاً بوجوب الالتجاء إلى الله تعالى , والعودة إليه والصدق في تلك العودة بدعاء صادق , ودمعة حارة , وأكف متوسلة , ورجاء لا ينقطع لله جل وعلا قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) التحريم8 .

خامسا :-
في الآية أيضاً توجيه آخر على وجوب لزوم الإخلاص في قوله تعالى :( يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ... الآية ) والإخلاص هو أن تبتغي بقولك أو عملك وجه الله تعالى فحسب راجياً بذلك القول أو الفعل خير ما عنده سبحانه وهو أحد شرطي العبادة , وهو منشأ قبول الأعمال , وأي عمل لا ينطلق من ابتغاء وجه الله تعالى به فهو مردود على صاحبه .

سادساً :-
في الآية تحذير من الاهتمام بزينة الحياة الدنيا , والدنيا التي أتخذها أصحابها مركباً لنيل ما يريدون من الأطماع , ومن تأمل فيها جيداً علم بأنها لا تستحق منا الاهتمام ما عدا ما يسوقنا إلى جنات رب العباد سبحانه وتعالى .

سابعاً :-
في الآية ما يدل على أن أولى الناس بالعناية والاهتمام والدعوة هم المسلمون , فلا يقدم كافر على مسلم , ولا يعلو على مسلمٍ كافر , بل ليس للكافرين على المؤمنين من سبيل وذلك المعنى يتجلى في كون أبي لهب عم الرسول صلى الله عليه وسلم وهو من أشراف قريش ولكن صد وأعرض فمكانه في النار , وبلال عبد أسود حبشي لا نسب يحميه ولا مال يفنيه ولا ولد يرثه ولكن أسلم وصدق في التجائه إلى ربه وفي متابعته لمحمد صلى الله عليه وسلم فسمع ضرب نعليه في الجنة , ومثله صهيب وعمار وسلمان .

ثامناً :-
في الآية أيضاً توجيه رباني بعدم طاعة من أغفل الله قلبه عن ذكره واتبع هواه وهم والله بيننا كثر , فالدعاة لأبواب جهنم يتكلمون بألسنتنا ويعيشون بين ظهرانينا كما جاء في ذلك عن محمد صلى الله عليه وسلم في حديث حذيفة , ولازال الكثير منا لهم تبعاً , وترونهم لا يألون جهداً في إفساد أمة محمد صلى الله عليه وسلم , ولا يزالون يكررون دعواتهم الشيطانية الهدامة , لذا فيجب كشفهم للناس وتحذيرهم منهم وعدم إتباعهم أو الميل مع دعواتهم , بل علينا ان نتبرأ منهم ومن تصرفاتهم وأن ننكر كل تصرف لهم فيه شر وخداع للأمة .

تاسعاً :-
في الآية أيضاً سر بليغ ألا وهو التنبيه على واجب الدعوة إلى الله تعالى فمع أن صحابة محمد صلى الله عليه وسلم قد آمنوا بما جاء به إلا أن هذا لا يعني أن يغفلوا أمر الدعوة إلى الله تعالى , بل لا زالوا في حاجة إلى تعليم محمد صلى الله عليه وسلم لهم واهتمامه بهم وتربيته لهم .

عاشراً :-
في هذه التأملات جميعها دعوة لنا بتدبر كتاب الله تعالى , وكشف أسراره , والغوص في أعماقه , وأن لا تكون قراءتنا له من باب فضول الأعمال , بل لا بد أن نخصص له وقتا محدداً من يومنا نحفظ فيه من الآيات ونقرأ كلام أهل العلم عنه , وأن نحصل على النور والشفاء والأجر المترتبة على قراءته . قال تعالى : ( إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ) الإسراء 9


[/frame]
التوقيع
,
,

( قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ ) سورة الأنعام الآية : 104
اللهم اجعلنا ممن عَلِمنا فعَمِلنا وبَلَّغنا :

هذه الأحكام شرعية أضعها لكم لأهميتها وإبراءً للذمة فأنصحك أخي / أختي في الله قراءتها وتطبيقها طاعةً لأوامر الله عز و جلَّ .



جزى الله الأخ فارس القصيم خير الجزاء على نقل الفتاوى ..
,

,
يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك,
بارق الشمال غير متصل   رد مع اقتباس