عرض مشاركة واحدة
قديم 10-12-2010, 01:40 AM   #7
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: قـصـص لـلأطـفـال

نورة وأخوانها





كانت “نورة” أصغر الأبناء في الأسرة، وكان أشقاؤها يداعبونها في قسوة، ويتعاملون معها بعنف. وضاقت بذلك


ونقلت إلى أمها شكواها عن أشقائها، واكتفت الأم بأن عاتبتهم في رفق، فلم يكفوا عن عبثهم. وحدثت نورة أباها في الامر، فنهر إخوتها ولامهم على سوء تصرفهم، ومع ذلك لم يرتدعوا
ولم ترغب الصغيرة في مواصلة الشكوى، خاصة وهمم يرددون على مسامعها كلمات جارحة مثل أنت طفلة
وكانت في البداية تحس بغضب شديد، فتدمع عيناها، ويزيدهم ذلك رغبة في مزيد من العبث، والعناد
لذلك دربت نفسها على أن تبتعد عنهم
فما إن تحس أنهم على وشك ممارسة هوايتهم في إغاظتها حتى تسارع إلى غرفتها، لتغلق على
نفسها الباب، ولا تغادر المكان
إلا بعد انصرافهم، أو عودة الأم أو الأب من الخارج
تكرر عبث الإخوة مع شقيقتهم، مما جعلها تذهب كثيراً إلى غرفتها وتغلق على نفسها الباب
في ضيق وحزن. وطال وقت مكوثها وحيدة
لا تفتح لهم إذا هم طرقوا الباب، بل كانت في أحيان عدة لا ترد عليهم عندما ينادونها، ويحاولون
أن يعتذروا إليها، ويعدون بألا يضايقوها. كانت تعرف
جيداً أنهم سيسكتون عنها قليلاً، ثم يعودون لعاداتهم السخيفة، وساعتها تضطر للرجوع إلى غرفتها حيث تبقى
فيها وحيدة حزينة، لا أحد يدري ما تفعله
وكان الإخوة محبين للاستطلاع، يحاولون أن يعرفوا ما تفعله نورة، وهي وحدها جالسة، لكنهم أخفقوا، فما قالت لهم
ولا استطاعوا هم من جانبهم
أن يروا ما تصنعه. إذ كان يسود الغرفة - بعد ما تغلقها - سكون عميق، وإن تصاعدت في البداية همهمة لا يتبينونها،
تصوروا
أنه صوت بكائها، أو شكواها منهم
واستمر لشهور طويلة،
تصور فيها الإخوة أنها تقاطعهم، أو تحاول أن تبتعد عنهم،
ولا تريد أن تشاركهم في لعبهم

ولا ترغب في أن تتبادل معهم الحديث

بدأ الإخوة يشكون “نورة” إلى الأم، التي أبدت دهشتها،
فقد انقلب الأمر، وحاولت هي من جانبها
أن تعرف منها سر
جلوس نورة الطويل في غرفتها

وعزلتها،
وغمغمت بكلمات يفهم منها أنها أراحت أشقاءها واستراحت، ويكفي أنها ما عادت

تزعجهم بالشكوى..
وسكتوا عن ملاحقتها
وتناست الأم الأمر،
إلى أن جاءتها نورة يوماً تقول:

أمي، سوف أدخل مسابقة حفظ القرآن الكريم



سألتها أمها: ماذا؟! هل تحفظين بعض سوره

قالت نورة في ثقة: بل، كل سوره وآياته

تطلعت الأم إليها في دهشة شديدة،
فما كانت تعرف عنها إلا أنها
طالبة ممتازة،
متفوقة في دراستها العادية

وتحفظ القليل مما تيسر من آي الذكر الحكيم

قالت نورة
لقد كنت يا أمي أكاد أنفجر غيظاً وحنقاً من أشقائي وعبثهم
وعندما كنت أغلق
على نفسي الباب كنت أبكي طويلاً

وذات مرة امتدت يدي إلى كتاب الله أتلو منه.
فهدأت نفسي ورأيتني أقبل عليه وأحفظ آياته

حتى استطعت أن أحفظه كله عن ظهر قلب

وتقدمت نورة إلى المسابقة
وفازت بها..

كان ذلك هو (الفوز العظيم)


لقد استطاعت الصغيرة أن تحول لحظات الضيق إلى أجمل ساعات العمر
ونجحت في أن تنفض عن نفسها الحزن
للتعيش مع آيات الله أفضل الأوقات وأحلاها


أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس