يومٌ من الماضي تعطلت بي السيارة ليلاً في البر ، حيث وقتها لاجوال ولاجارمن ولا أي وسيلة تربطني بمخلوق سوى الخالق سبحانه
وكانت عتمة الليل شديدة السواد، لو أخرجت يدك لم تكد تراها ..
أحترت في أمري هل أسير واترك السيارة أم انتظر حتى يبرق لي بارق من بعيد فأقصده،، فمكاني بعيد وزادي قليل..
لكني استخرت البارئ وقررت المكوث إلى الفجر .. تخيلوا من المغرب إلى الفجر لهُ عمر طووويل ..
اشعلت ماتبقى لي من الحطب وأزهبتُ القهوة والشاي وجلست الساعة والساعتين والثلاث حتى تسرب مكاني الملل والوحشة ، فلاكاد تسمع صوتا أو همساً ....
القصة طويلة وليس هنا مجال لذكرها
لكني تذكرت "الرادو" المذياعُ الأنيس وقمت بإشعاله ،فانتشى المكان وردت الروح وعمت الفوضى والإزعاج وما أجمله من إزعاج ، تذكرت بعدها مذياع جدي "المزعج" كيف هو أنيس لصاحبه ، كيف لايفارق خده ، وينامان سوياً على مخدة واحدة .. !
فعذراً أيها المذياع فمن لايعرفك يجهل قدرك..