كما هي في رسالة خاصة :
استأذنك أبا إبراهيم بالتطفل هنا .
تَسُوطُ القلبَ أشواقٌ و وَجْدُ=
ويمطرني وبالَ الهمِّ فقْدُ
نأى الأحبابُ فاتَّقدت جراحٌ
=لوطأتها الجبال تكادُ تعدو
كأنَّ الهمَّ ينصِبُ لي شراكًا
=له دون الهنا يصطفُّ جنْدُ
بدأ الشاعر في تعرية مشاعره و لكنه استحضر الغموض وذلك أدعى لجمال المقدمة
ولا أدري ما إذا كان البيت الرابع يقبع تحت فكرة إظهار المشاعر أم هو في المرحلة القادمة.
وتشبيه الأشواق ووالوجد بالسياط براعة في دقة الوصف لأن السوط سرعان ما يترك الجلد بعد اللمس وكذا الشوق والوجد مع قوة الوقع .
أعتقد أن البعد هنا في البيت الثاني هو بعد أرواح لا بعد أجساد لذا كانت الجراح تتقد والإتقاد دليل على شدة الشيء .
مبدع أبا إبارهيم في بيتك الثالث : شبه الهم بصياد ثم زاد قوة التشبيه بالجند المصطف ويالله ما أبعد الفرح عنه ،وأعذب الشعر أكذبه !
إذا انبجست أحاسيسي سعادًا=
تفجَّرَ لوعةً : يا نفسُ بعْدُ
أُخفِّي حسرتي لأصوغَ أنسًا=
فلا إيْناسَ ... والحسراتُ تبدو
في البيتين السابقين :تقرير للأبيات الثلاثة الأول من الناحية الباطنة والظاهرة
فهو في البيت الثاني هنا لا يستطيع إخفاء حسرته وتظهر على تقاسيم وجه أو ربما عباراته قسراً .
عِدمتُ السعدَ مُذْ رحلت فتاةٌ=
لها في القلبِ متَّكأٌ ورِفْدُ
هذا البيت أستطيع أن أصفه ببطل القصيدة لأنه وصف مختصر للحب ولما يندرج تحت من أسبابه .
لَعُوبٌ إنْ تعدْ تسترُّ نفسي=
طروبٌ بينها والسعد عهْدُ
غنوجٌ في تبسُّمِها شروقٌ
=يجول الحسن شدقيها ويغدو
بها يسلو الفؤادُ عن الرزايا
=فلا همٌّ ولا وَصَبٌ وجَهْدُ
كأنَّ عيونها تختطُّ حسنًا=
لطلعتها طيورُ الأيكِ تشدو
وصف بديع لمحبوبته وكأنها حازت جمال العرب كله ( وين تلقاها ذي يا أبو إبارهيم؟)
ما لون بالأحمر أكبر دليل على أن الحب هنا عذري
تُغيِّبُها صروفُ الدهرِ عنِّي
=ويَمْزِقُ بهجةَ الخفَّاقِ بُعْدُ
سهام البينِ لي تزجي المنايا=
و يضْرمُ لاعجَ الَّلأْوَاءِ صدُّ
فهل من أوبةٍ تهدي سرورًا ؟=
ويطوي صفحةَ الأحزانِ سَعْدُ
هنا الشكاة إليها وكأنه يبعث رسائل توسل أن عودي فلم أعد أقوى على بعدك وفراقك .
علماً أني لست بناقد ولا يحق لمثلي نقد شعرك لكني أتذوق الشعر وأحب فلسفة معانيه .