شجرة العوشزة
وهي من الأشجار الصحراوية التي تتحمل الجفاف والصقيع وحرارة الصيف وغالبا ما تنمو نمواً انفرادي وتتسم بأنها شجرة دائمة الخضرة ومحدودة
الارتفاع وغالبا لا يتعدى ارتفاعها أكثر من المترين أو الثلاث أمتار وهي شجرة شوكية معمرة واسعة الانتشار في مناطق المملكة
والعوسج بحسب ما جاء في لسان العرب هو النبات المعروف عند العامة باسم العوشز وقد سئل ابن عباس رضي الله عنه عن
رجل فقال : هو فصل لا حر ولا برد وعوسجة لا ظل ولا ثمر .
هذا يعني أن ليس للعوشز ظل والمثل الشعبي يقول (فلان ذرا عوشزة)، وهذا يفسر تشبيه الشعراء الشعبيين للشخص
الذي لا نفع فيه بهذه الشجرة، ومن ذلك قول الشاعر الشريف جري الجنوبي:
فإن كان ما تعطي والايام عدلة ... فالايام لا بد عدلهن يميل
والعوشزة ما وقّع الحرّ فوقها ...ولا به لسمحين الوجيه مقيل
وقد شاهدت امرأة طار يقال له ( أم سالم) قد وقع على احد اغصان شجرة العوشزة فقالت هذا البيت الشعري :
هنيك يا أم سالم على العوشز تغنين .... ولا رجل يطقك ولا رحتي تروين
وينمو في اغصانها شائكة الملمس حبيبات حمراء صغيرة تسمى ( المصّع) ودائما ما تكون طعاماً شهياً
للحبارى و المصّع يكون لونه اول ما ينمو أخضر ثم يتحول الى اللون الأحمر بعد النضج تزهر في الربيع
وتأكل الماشية من أوراقها وثمارها ويطلق على كبار شجر العوشز بالـ ( الغرقد) وتحتمي بالعوشز صغار
الطيور عن جوارحها وهي من الأشجار التي يفضلها طائر الصرد الرمادي الكبير حيث يبني عشه فيها حتى
لا يستطيع أعداؤه الوصول اليه والى افراخه .
وهناك اعتقاد لدى البعض ان العوشز مساكن للجن ولذا تجد البعض لا يحب الاقتراب منها ومن الحكايات الشعبية حول
هذه الشجرة , يحكى ان هناك شخصاً كان يطوي الارض على أقدامه وعندما خيم عليه الظلام سمع بالقرب منه صوتاً يعزف على الرباب قائلاً :
كان الحميدي ياهل الهجن كدمات ... سلطان مات وموتته موجعتني
خلوني أنهت دام فيّه تنهّات... أما سلمت وطبت والا قتلتني
فإتجه ذلك الشخص المتعب الى مصدر الصوت فرأى امامه مجموعة من العوشز فظن في بادئ الامر أنهن
مجموعة بيوت متناظرة فأطلق النحنحة فأختفى الصوت فجأة ولم يجد الا مجموعة من العوشز
والحميدي الذي جاء في بيت الشعر هو الحميدي بن فيصل بن وطبان الدويش
وسلطان هو سلطان بن الحميدي الدويش
وفي العوسج قال كشاجم :
اجتنب الناس طريق الندى .... كأنما أنبت العوسجا