قِصَّةُ ابنِ المبَارَكِ رحمه الله
رُوِيَ أن عَبدَ الله بنَ المبارَكِ كان يَغزُو عَامًا ويَحُجُّ عاما
ففي عام من أَعوَامِ حَجّهِ في سَفَرِهِ إلى الحج وجد في مَغَارةٍ امرأة تَلتقِط هِرَّةً وَتَذبَحُها للأكل، فذكَّرها بالآية
(إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله)(سورة البقرة/173)،
فأجابته بباقي الآية (فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلآ إثم عليه إن الله غفور رحيم).
فلمَّا عَلِمَ بأنَّها مُضطرَّةٌ لِتُطعِمَ أولادها الجياع الذين عَضَّهُمُ الجوع بِنَابِه وشارفوا على الهَلاَكِ ولم يجدوا سوى الميتة
أعطاها ما كان معه من مال وطعام إلا ما يكفيه للرجوع إلى بلده ولم يحج تلك السنة،
فلما رجع الناس من الحج جاؤوا يهنئونه بالحج فقال لهم بأنه لم يَتَيَسَّر له هذه السنة
فقالوا له كيف هذا وقد اجتمعنا بك ورأيناك في عرفات وعند الكعبة وفي مِنى والمسعى...
فقال أهل العِلِم هذا ملكٌ أُرسِلَ بصُورَتِهِ فحَجَّ عنه.
الله أكبر