عرض مشاركة واحدة
قديم 06-03-2011, 09:06 PM   #38
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: ماذا يعني لك الوطن ؟؟

راق لي فأحببت المشاركة به

حنين الأوطان

يجمع النقاد أنه ما إن حضرت العرب وانتشرت قبائلهم في السهول والمروج الخضراء في المغرب والأندلس غرباً، ونهري "سيحون" و"جيحون" شرقاً، إلاّ وهجروا هم ومواليهم عمود الشعر، بل سخر بعضهم من الحنين إلى أطلال المكان ومستقر الأوطان، كقول "أبي نواس" وهو من شعراء الترف والحضارة في العصر العباسي:

دع الأطلال تسفيها الجنوب
وتبلي عهد جدتها الخطوب

وخل لراكب الوجناء أرضاً
تخب بها النجيبة والنجيب

ولا تأخذ عن الأعراب لهواً
ولا عيشاً فعيشهم جديب

وحين عبّر "أبو تمام" وهو أيضاً شاعر عباسي عن حنينه إلى وطنه قائلاً:

نقل فؤادك حيث شئت من الهوى
ما الحب إلا للحبيب الأولِ

كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى
وحنينه أبداً لأول منزلِ

وتلقى رسالة عاجلة من "ديك الجن" الشاعر "الحمصي" الشهير الذي رفض مذهب "أبي تمام"، وعده من غابر الزمان وسابق الأيام ليقول:

نقل فؤادك حيث شئت فلن ترى
كهوى جديد أو كوصل مقبل

ما إن أحن إلى خراب مقفر
درست معالمه كأن لم تؤهل

مقتي لمنزلي الذي استحدثته
أما الذي ولى فليس بمنزلي

ويستمر العصر العباسي - عصر التحضر والرفاهية - في صراع بين الحنين إلى الأماكن مع التنقل والترحال والخلود إلى حياة الدعة والاستقرار داخل المدن، ونبذ الوقوف على أطلال الماضي، إلى أن تذكر الوطن والشوق إلى البلدة عم حاضرة ذلك العصر وباديته، بل لعل العرب نقلوا خصلة الوفاء للأوطان لأبناء الشعوب المجاورة، فهذا "ابن الرومي" يحن إلى داره ووطنه الذي عاش في كنفه وسط بغداد، ليؤكد أن العرب وإن تميزوا بحنينهم إلى أوطانهم إلاّ أنهم لم ينفردوا عن غيرهم بهذه الخصلة وذلك في قوله:

ولي وطن آليت ألا أبيعه
وألا أرى غيري له الدهر مالكا

عهدت به شرح الشباب منعماً
بصحبة قومٍ أصبحوا في ضلالكا

وحبب أوطان الرجال إليهم
مآرب قضّاها الشباب هنالكا

إذا ذكروا أوطانهم ذكرتهم
عهود الصبا فيها فحنوا لذلكا

ويبوح "خير الدين الزركلي" (1310-1396ه) بما لم يبح به غيره من أهل زمانه مستلهماً، وهو الشاعر الكردي الفذ، ليشدوا في رائعته المساماة "نجوى" قوله:

العين بعد فراقها الوطنا
لا ساكناً الفت ولا سكنا

ريانةً بالدمع أقلقها
ألا تحس كرى ولا وسنا

ليت الذين أحبهم علموا
وهم هنالك ما لقيت هنا

ما كنت أحسب أني مفارقهم
حتى تفارق روحي البدنا

إن الغريب مغذبٌ أبداً
إن حل لم ينعم وإن ظعنا

ولعل هذه الدرر من الأبيات باتت تفرق بين الالتزام بعمود الشعر العربي والوقوف على الأطلال من جهة، والحنين إلى الوطن من جهة أخرى.


"خزاز" جبل في الشمال الغربي من نجد بمدينة "دخنة" غرب منطقة القصيم




"جبل الريان" في الشام أحبه "جرير" وأحب كل من سكنه لأن زوجته وأهلها كانوا ينزلونه




جبل "التوباد" شهد أجمل قصائد "مجنون ليلى"
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس