[poem=font="Simplified Arabic,4,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/1.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
سباعيات متمردة - تركي عبد الغني
أَدَاراً خُنْتِ .. أَمْ خانَتْكِ دَارُ = وَلَمْ يُؤْخَذْ لِعيْنَيْكِ اعْتِبارُ
فَلا دَمعي تَرِقُّ لَهُ عُيُونٌ = وَلا عَيْناي تُحْمَى أَو تُجارُ
فَيا عُقْبى اللَّيالي لَستُ أَدْري = إذا مَا اللَّيْلُ يَعْقِبُهُ النَّهارُ
وَيا ليْتَ الْبَشائِر في حياتي = تُدانُ، وَلَيْتَ أَحْزاني تُعارُ
فَما أَذكى بِصَدْري الْنَّارَ إِلاَّ = حبيبٌ سَارَ حَيْثُ الْنَّاس سَاروا
فَأَكبَرُهُم صَغيرٌ في عيوني = وأثْقَلُهُم على الدُّنْيا غُبارُ
فَلَن أَسألهُمُ لوْ أَحْرَقُوني = فَأَبْرَدُ مَوضعٍ في الْجِسْمِ نارُ
* * * * * *
أُقاتِلُ ليس حُبَّاً في قِتالٍ = ولَكِنْ من جِراحاتِ اللَّيالي
أَظَلُّ أُسابِقُ السَّاعاتِ لَكنْ = تَمُرُّ مُرورَ أعوامٍ طِوالِ
وَصُبْحاً إن رَجوتُ أّبَى قُدوماً = فَمالِ الصُّبح لا يأتي وَمالي
إذا نامَتْ عُيوني صَارَ فِكري = يُصارِعُني بِما فوقَ احْتِمالي
أَظَلُّ حَبيسَ جُدراني وَصَمْتي = تُنازِعُهُ الْحَقيقةُ في خَيالي
أراني كالدُّخانِ بِوجهِ ريحٍ = تَشَتَّتَ في اتِّجاهاتِ الْمَجالِ
فهذا حالُهُ في الْجَوِّ يُنْسى = وَهذا في زِحامِ الْعُمْرِ حَالي
* * * * * *
عَرفْتُ حَياتِيا وَعَرَفْتُ أنِّي = أرُدُّ الدَّيْنَ لو كانت تُدِنِّي
وَما ثِقَتي بِتَصديقِ اعتِقَادي = لأُرْجِئَ حَيْرَتي وَأَرُدَّ ظَنِّي
ولَكنَّ الْحياةَ لَها فُنونٌ = وَمَذْهَبُها التَّعَسُّفُ والتَّجَني
إذا أَرخَت عَنانَ الْحادِثاتِ = مَشَيْنَ إليكَ مَشْيَ الْمُطْمَئِنِّ
وَإن هيَ ضاحَكَتكَ بِبَعضِ يومٍ = وجاءَتْ في سُوَيْعاتٍ تُغَنّي
تَعَرَّى وَجْهُهَا الْمَعهودُ شَرَّاً = ونالَتْ مِنْكَ ما نالت وَمِنِّي
فَمِنَّا مَنْ يَعُضُّ على شِفاهٍ = وَمِنَّا ما لَهُ غَيْرُ التَّمَنِّي
* * * * * *
إذا صادفتُ من أهوى تَعالى = عَلَيَّ بِكِبرِ من رَكِبَ الْجِبالا
فَأَرْجوهُ .. فَيَتْرُكُني ويمضي = كَأَنِّي قد تَمَنَّيتُ الْمُحالا
ألا يا قَلبُ مالَكَ لَمْ تُعِفْني = هَوىً مَنَّيتُ نَفسي فاسْتَحالا
ودَهْرُكَ ذا يُبَعِّدُ كُلَّ وُدٍّ = وَتَأتيني مَصائِبُهُ عُجالى
أُحِسُّ بِأَنَّ في نَحري حِراباً = تُنَسِّلُ من تَنَشُّقِهِ حِبالا
إذا ألفَيتُ منْ عَبِثوا بِطُهْري = حَبَستُ الدَّمْعَ في عَيني انْتِحالا
وَأَمَّا إِن رَأَت عَيناهُ عَيني = تَرَقْرَقَ في الْمَآقي ثُمَّ سالا
* * * * * *
فقدْ أَعْلَنْتُهُ وَلَجَمْتُ خَوفي = وَشِئتُ مَشيئَتي لا شاءَ عُرْفي
سأَمْضي أَحْمِلُ الإِحْساسَ ديناً = ولو أَلقى بِذاتِ الدِّينِ حَتْفي
وَلَن أُلقي مَناديلي هُروباً = ولَنْ أَغْضُضْ عنِ التَّجهيلِ طَرْفي
فَلولا قَهْرُهُم ما صيغَ قَولي = وَلَولا حَبْسُهُم مَا اسْتُلَّ سَيْفي
إِذا ما البنتُ أَوقَعَها زَمانٌ = تلا عَقِبَ السَّكاكينِ التَّشَفِّي
يَمُرُّ الدَّهرُ بالأَفْراحِ نَحوي = فَتَمْضي مُغْمَضاتِ الطَّرْفِ خَلْفي
كأَنَّ الْحَظَّ في كَفِّي دُخانٌ = قَبضْتُ عَليهِ ثُمَّ فَتَحتُ كَفِّي
* * * * * *
*******
*****[/poem]