خطوةٌ تتقدم وخطوةٌ تتأخر ، ويديها تتراقص فرحاً والقلبُ ينهرهما فلايستطيع .. !
وهيثم بطرفٍ خفي يتأمل قوامها وجمالها ..
قدمت له الشراب ليمد يده ..
ماهذا ...!!!
الأنوار إنطفأت .. صوت قصف دوي .. ودبابات تتوغل .. وأنوارٌ كاللهب تشعُ هُنا وهُناك
غزة الآن تقصف !!
النساء يبكين والرجال خرجوا لنصرة الأطفال العزل ..
أم سارة من شرفة البيت تصرخ .. " حتى في أفراحنا نُقصف "
وحصل هرج ومرج وانفض الحفل
وقام كل يركض مرعوبا يبحث عن طفله
ووقفت سارة كالصنم في وسط الصالة لاتصدق ما يحصل
كانت وآقفة في ظلام دامس
اللهم إلا من بريق إطلاق النار في الشوارع
وأعاد إليها ما يحصل شريط الذكريات الأليمة لأسر أبيها
حيث كانت هي وأمها وأبيها يحتفلون مع بعض الجيران
بمناسبة زواج إبنتهم ،،، وكان أبيها حينها يحملها على أكتافه
ويترنم بقصيدة الشاعر لطفي الياسيني
لن تهربوا من قصفنا...حتى ولو نمتم بقيعان المقابر
حتى ولو في داخل البيضة...داخل القشرة او خلف السواتر
قصفنا آت بإذن الله...اعددنا الكوادر
قد سرجنا الخيل... هذا الليل ساتر
بعد لم نقصف بتل ربيعكم... حجر العواهر
نحن آمنا بإن الله معنا...وحده بالنصر قادر
زغردي يا غزة الشرفاء...ان الفجر باكر
سوف يجلو عن روابيك العذارى...جند آشر
نحن اقسمنا اليمين هنا سنبقى...لن نغادر ..لن نغادر
رغم ما حاكوا مؤامرة...ببيت الذل حاذر
ان رب العرش معنا...وملائكة تبادر
تدفع الظلم وعلى الظالم...سوف تدور الدوائر
....................
وفجأة كما حصل الآن
أزيز رصاص ودوي مدافع
وإقتحام من قبل اليهود الغاصبين
لحفلهم
ثم الطامة الكبرى
إقتادوا أبيها بعيدا عن ناظريها
وهي تصرخ وتصرخ
بابا .. بابا .. بابا