عرض مشاركة واحدة
قديم 18-05-2011, 01:34 PM   #6
عضو رائع
 
الصورة الرمزية سمو الأمير
 
تم شكره :  شكر 6066 فى 606 موضوع
سمو الأمير نسبة التقييم للعضوسمو الأمير نسبة التقييم للعضوسمو الأمير نسبة التقييم للعضوسمو الأمير نسبة التقييم للعضوسمو الأمير نسبة التقييم للعضوسمو الأمير نسبة التقييم للعضوسمو الأمير نسبة التقييم للعضوسمو الأمير نسبة التقييم للعضوسمو الأمير نسبة التقييم للعضوسمو الأمير نسبة التقييم للعضوسمو الأمير نسبة التقييم للعضو

 

رد: ~ من داخل القصر ~

استضافت أحدى القنوات الإخبارية محلل سياسي مشهور ، كانت استضافته جميلة عكست جانبه الآخر
المهم في ذلك ، أنه تم طرح سؤال عليه ..
ماذا تتمنى في حياتك المستقبلية ؟
فكانت إجابته غريبة بحجم فكره السياسي ومناظراته الحربية وحواراته العكسية بالإتجاهات المعاكسة ، قال بأنه يتمنى ويحلم أن يعيش هو وعائلته بغابة غناء مُطلة على شاطئ ، ويسكن في كوخٍ صغير بجانبه حظيرة بها ثلاث دجاجات وديك ، وقاربٌ صغير يصطاد به قوت يومه من السمك ..!
الكل يعشق هذا المنظر وهذا الفكر الفطري في ظل صخب الحياة ، وضغوط العمل ، فالحياة المدنية رغم سهولتها إلا أنه مُرهقة ومملة !
فأنا اتحدث عن نفسي مثلاً..
وددت لو أني أملك مزرعة لوحدي بعيدة عن مكان أقامتي ، أقضي بها مايقارب ستة أشهر بعيداً عن روتين العمل وضغطه ، وعن الحياة المدنية المزعجة ..
فحدث نفسك أنت يوماً أنك بتلك المزرعة الصغيرة الخضراء ذات البيت الطيني القديم ، تصبح قُبيل الفجر لأذان الديك الباكر ، وتتوضأ من بركة النخيل الباردة
وتصلي السحر حيثُ لابشر ولا أثر ، وبعدها تصدح بأذان الفجر بين النخيل ، وتوقض من كان نائم تحت أغصان الشجر وبين أحضان الحجر بأطيب ذكر وأجمل صوت بحهُ النوم ..
وبعد أن يهرب الظلام متسللاً قمم الجبال والشمس تطرده ببنادق النور , تتنفس بكلتا رئتيك رحيق الزهر بعد أن تُسيل أحواضها بماءٍ تحدر من سواقي الشجر ..
فهل يُعقل أن تقارن بين فنجال القهوة ورطب تلك النخلة ، وأبريق الحليب الدافئ بجانب تلك النار الموقدة تحت تلك الشجرة والطيور تتخطف شجرتك بصوتها الحادي بذاك الهواء النقي العليل والأرض المكسية بلباسها الأخضر وقد زخرفت بألوان الورود .. هل تقارن بمكتب عملك أو بمجلس منزلك الممل الصامت ..!!
حياة مختلفة تماماً عن أي حياة أخرى ، كيف لا وقد وعد الله سبحانه عباده بجنات عدن وصف ثمارها وأنهارها ...

~ من داخل القصر ~

ذكرت قصيدة لأحد كبار السن وأظنه بن ربيعان ولستُ متأكد ، لكن كان مريضاً بالمستشفى لمدة طووويلة ، ضاقت به الأرض على ذاك الفراش الأبيض ، فتغنى بقصيدة جميلة اشبه ماتكون برثاء ، تمنيت والله بعد أن أذرفت الدمع الحار أن ألبي طلبه ، ولكن الله أكرم مني ومن غيري له ..
يقول فيها :

ياما حلى وان حاشك الليل وامسيت
..... والصبح قمت ليانت بارض بياحي
وصبيت من ما الشرب ثم توضيت
........ وذكرت منهو دايم الدوم صاحي
وشطرت نارك للمعاميل شبيت
.......... والارض له يومين عليه رواحي

وحمست ما حاشن يدينك ودقيت
..... بنجر طلوع الشمس صوته صياحي
تطرب لصوت مونسك بالتصاويت
......... ياما حلى صوته بهاك النواحي
وسويت فنجال على شربه اشفيت
..... يغدي العماس ويودع الراس صاحي

التوقيع
سمو الأمير غير متصل   رد مع اقتباس