[أسد نجد]

المحسنات البديعية


المطابقة

ويقال لها ايضا :التطبيق ,والطباق,والتضاد.
والمطابقة في اصل الوضع اللغوي ان يضع البعير رجله موضع يده فإذا فعل ذلك قيل طابق البعير .
وليس بين التسمية اللغوية والتسمية الاصطلاحية ادنى مناسبة ذلك لان الطابقة او الطباق في اصطلاح رجال البديع هي : الجمع بين الضدين او بين الشيء وضده في كلام او بيت شعر كالجمع بين اسمين متضادين من مثل النهار والليل ,والبياض والسواد ...الخ
والمطابقة ضربان ضرب ياتي بالفاظ الحقيقة وضرب ياتي بالفاظ المجاز

1- فالضرب الذي يأتي بألفاظ الحقيقة هو ما يسمى بالمطابقة او الطباق ومن امثلته :
قول الشعر :
لئن ساءني ان نلتني بمساءة ...لقد سرني أني خطرت ببالك

2- والضرب الذي يأتي بألفاظ المجاز منه قول الشاعر
حلو الشمائل وهو مر باسل ...يحمي الدمار صبيحة الارهاق
فقوله (حلو ومر) يجري مجرى الاستعارة اذ ليس في الانسان ولا في شمائله ما يذاق بحاسة الذوق

أنواع المطابقة :

1-مطابقة الايجاب :هي ما صرح فيها بإظهار الضدين او هي ما لم يختلف فيه الضدان ايجابا وسلبا
ومنها قول الشاعر
مكر مفر مقبل مدبر معا ... كجلمود صخر حطه السيل من علِ
2-مطابقة السلب :وهي ما لم يصرح فيها بإظهار الضدين او هي ما اختلف فيها الضدان ايجابا وسلبا
ومن مطابقة السلب قول امرئ القيس
جزعت ولم اجزع من البين مجزعا ...وعزّيت قلبي بالكواعب مولعا
فالمطابقة هي في الجمع بين (جزعت ولم اجزع) وهي حاصله بإيجاب الجزع ونفيه

3- إيهام التضاد:وهي ان يوهم لفظ الضد انه ضد مع انه ليس بضد كقول الشاعر
يبدي وشاحا ابيضا من سيبه ...والجو قد لبس الوشاح الاغبرا
فإن (الأغبر) ليس بضد (الأبيض ) وانما يوهم بلفظه انه ضد .
وقول اخر
وأخذت اطراف الكلام فلم تدع ... شتما يضر ولا مديحا ينفع
فضد المديح هو الهجاء وليس الشتم وان كان قريبا من معناه ولهذ فاستهماله ضدا للمديح هو من قبيل ايهام التضاد .

بلاغة الطابقة :
بلاغة المطابقة لا يكفي فيها الاتيان بمجرد لفظين متضادين او متقابلين معنى لان مثل هذه لا طائل من ورائها لأن مطابقة الضد بالضد امر سهل وانما جمال المطابقة هو ان ترشح بنوع من انواع البديع يشاركها في البهجة والرونق مثل قول الشاعر :
مكر مفر مقبل مدبر معا ...كجلمود صخر حطه السيل من علٍ
فالمطابقة في الاقبال والادبار ولكنه لما قال (معا) زادها تكميلا فإن المراد بها قرب الحركة وسرعتها في حالتي الاقبال والادبار وحالة الكر والفر فلو ترك المطابقة مجردة من هذا التكميل ما حصل لها هذه البهجة ولا هذا الوقع الحسن في النفس.

يتبع ...