عرض مشاركة واحدة
قديم 27-05-2011, 07:01 PM   #86
عضو مميز جداً
 
الصورة الرمزية عبدالعزيز العمران
 
تم شكره :  شكر 16200 فى 3359 موضوع
عبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضو

 

رد: الحب وأهله في سدير (قصص) ... [ يُمنع المنقول ] .




تأنيب الضمير



المهندس وليام جون والراعية الحسناء صيتة
في شعيب الروضة .. من الجاني ؟ ومن الضحية؟



الجزء الأول


في أمريكا وفي أحد أيام صيف عام 1999م وقفت أمام (كاونتر) أحد موظفي مطار أورلاندو
( ولاية فلوريد ) لإنهاء إجراءات سفري مع عائلتي المكونة من زوجتي وابنتي نوره وريم إلى مدينة
ديترويت ( ولاية ميتشجان) .. وكان هناك شخص أشقر بملامح غربية صرفة عمره في منتصف
الخمسينات على قدر كبير من الوسامة لم يؤثر عليها مرالسنين يقف أمام (كاونتر) مجاور الرحلات
ويلتفت بين حين وآخر تجاه زوجتي وبناتي .. لم أكترث للأمر .. فربما لفت نظره حجاب زوجتي أو
ملامح بناتي .. ومهما يكن فالبشر بطبيعتهم يميلون إلى الفضول وان بنسبة أقل هناك .. المهم بعد أن
أنهيت إجراءات السفر ... .. تقدم نحوي مبتسماً وقال :

أنا اسمي وليام جون : هل تسمح لي ببعض الأسئلة ؟
أنا : بالطبع .. تفضل
وليام جون : هل أنتم عرب ؟
أنا : نعم
وليام جون : من أين ؟
أنا : من السعودية
تغيرت ملامح وجهه وازدادت إشراقاً مما دفعني إلى الاستفسار منه .. متسائلاً ما الأمر؟
وليام جون : تمنيت أن تكونوا من تلك البلاد وتوقعت ذلك من خلال ملامحكم .
أنا : ولماذا تمنيت ذلك ؟
وهنا تنهد وليام بأسى ممزوج بشيء من الحنين (هكذا أحسست) وأخذ نفساً عميقا ثم قال :
كانت لي قصة غريبة هناك قبل ما يزيد على 27 عاماً ولا زالت حاضرة معي في كل
تفاصيل حياتي .
أنا : هل من الممكن أن أعرف بعض تفاصيلها؟
أطرق وليامجون قليلاً ثم رفع رأسه وقد ترقرقت في عينيه دمعة تعني الكثير والكثير وقال :
وهل لديك الوقت ؟
أنا : بكل تأكيد
وليام جون : أنظر هناك هذه زوجتي من مدينة آن آربر بولاية ميتشجان
(وكانت امرأة أربعينية جميلة جداً)
أنا : هي جميلة
وليام جون : أشكرك .. وقد عشت معها حياتي وهي تعرف بقصتي في بلادكم .
أنا : وما هي قصتك؟

***

يقول المهندس جون ويليام : كنت في بداية السبعينات الميلادية (التسعينات الهجرية) أعمل لدى إحدى
الشركات المتخصصة في إنشاء السدود .. وقد كلفت الشركة بإنشاء سد في أحد أودية منطقة سدير في
المملكة العربيةالسعودية .. وكان مقر عملنا بطبيعته في مكان منعزل نوعاً ما .. وهوعبارة عن
ساحتين متجاورتين : الأولى ساحة العمل وهي بالطبع الشريط الممتد بين ضفتي الوادي .. أما الثانية
فهي عبارة عن سكن يتكون من عدد من الغرف مسبقة الصنع وضعت في أعلى الضفة الجنوبية للوادي
بحيث يمكنك استشراف امتداد الوادي من الاتجاهين الشرقي والغربي .. وفي أحد أيام الجمعة وهو يوم
الإجازة الأسبوعية كنت أشعر بشيء من الملل والسأم .. جلست في وقت العصر أراقب الصحراء الممتدة
أمامي وهي في حالة من السكون والهدوء إلا من بعض الأصوات الرتيبة المعتادة مثل صوت الهواء
وهو يداعب أغصان الشجيرات الصغيرة أو رفرفة جناح طائر صغير يمرعلى عجل .. وبينما أنا على
هذه الحال لمحت من بعيد قطيعاً من الأغنام .. فقلت في نفسي لماذا لا أقترب منها مادام أني أملك.
الوقت والفراغ ؟ ..
وبالفعل تحركت مشيا ً على الأقدام غرباً في الاتجاه المؤدي للمكان الذي تنتشر فيه الأغنام .. و كانت
المسافة بعيدة والجو يميل إلى الحرارة ولكنه في حدود المعقول .. المهم أكملت مسيرتي وحين اقتربت
من قطيع الأغنام هجم علي الكلب المرافق للقطيع وخفت منه وبينما أنا أحاول الهرب وإذا بالراعي
ينطلق نحونا ويطرد الكلب بعيداً .. !
وكانت المفاجأة ! أن هذا الراعي ما هو إلا فتاة في ريعان الشباب ممشوقة القوام بيضاء البشرة وإن
مسحتها شمس الصحراء بلون برونزي أخاذ .. ولكن أجزاء جسدها التي لم تتعرض مباشرة لأشعة
الشمس كانت بيضاء تميل إلى الصفرة .. ترتدي برقعاً يظهر عينين واسعتين فاتنتين ساحرتين خياليتين
لاتصدق أبداً كيف يوجد مثلها ! أخذت من الصحراء العمق والصفاء ومن صاحبتهما الجمال بأسمى
معانيه .. وقفت مشدوهاً أتأملها وهي تنظر إلى الأرض حيناً وتسترق النظر إلي باستحياء حيناً آخر ..

وجه مشرق يسلب الناظر عقله وقد كسته ابتسامة ساحرة أحالت الصحراء إلى جنةغناء .. يا الله حين
ارتسمت بسمتها العذبة على تلك الشفاه المكتنزة التي يحيط بها خدان آية في الروعة والصفاء في أحد هما
غرست(غمازة) أضفت الكثير من الملاحة على ذلك الوجه الفائق الجمال والروعة !
أووه .. لقد كان الموقف مذهلاً بمعنى الكلمة مما جعلني لحظتها أتساءل : أيعقل أن يكون من بين مفردات
هذه الصحراء مثل هذا الجمال الآسر الطاغي الفتان ؟.. مرت دقائق اللقاء على عجل لم أستطع خلالها
الكلام لاختلاف اللغة وإن كنت أذكر أني قلت بهدوء : (سلام) .. فتمتمت وهي تبتسم بكلمات لا أعرفها
ولكن جرسها الموسيقي لازال يرن في أذني حتى الآن ..وقفنا للحظات نتبادل النظرات ولم أكن أعلم أن
هذه اللحظات ستكتب العنوان الأبرز لبقية حياتي .. عاودت صيتة ( هذا هو اسمها ) النظرإلى الأرض
بدافع من حياء فطري يسكن أعماقها ثم انعطفت بهدوء وساقت أغنامها أمامها واتجهت إلى جانب من أحد الأودية
الصغيرة وأنا واقف في مكاني أتأمل مشيتها وهي تبتعد شيئاً فشيئاً إلى أن أخفاها مرتفع صغيرة حال
بيني وبينها .. وحينها استدرت بتثاقل وعدت من حيث أتيت في بينما كانت الشمس قد مالت إلى الغروب
خلف الجبال المحيطة بالوادي .. ولكن شمساً أخرى أشرقت على حياتي بكل تفاصيلها .. هكذا أحسست
وقتها وكنت على حق .. أكملت مسيرتي وقد حل الظلام على جنبات الوادي وأمست الطرق موحشة إلى
حد ما .. مما اضطرني إلى المشي بخطوات أسرع حتى وصلت السكن .. ألقيت التحيةعلى زملائي
وتركتهم على عجل رغم ملامح الاستغراب والتساؤل المرسومة على وجوههم حول مشواري الغامض
بالنسبة لهم .. ثم حملت كرسياً وخرجت به إلى الفضاء المقابل بالقرب من السكن وجلست في حالة
استرخاء جسدي تام ولكن بفكر مشغول ، وعينين شاخصتين في الأفق البعيد حيث النجوم المتلألئة في
السماء الصافية أستعيد تفاصيل لحظات لقائي بالراعيةالحسناء.. وقداستغرق مني ذلك وقتاً طويلاً ولم انتبه
إلا على صراخ أحد زملائي الذي أحبه كثيراً وهو يناديني لتناول طعام العشاء .. تبعته وجلست بجانبه
على المائدة وكان عشاءً مختلفاً هذه المرة تناولته بصمت مطبق استغربه زملائي فكانت تساؤلاتهم حاضرة
ولكن لم أكن مستعداً بما فيه الكفاية للإجابة عليها .. وكذلك الحال عندما حاولت عبثاً النوم الذي كان
أشبه بالمستحيل فمرت ساعات الليل الواحدة تلو الأخرى دون أن تغفو عيني دقيقة واحدة كنت خلالها
أتحول من جنب إلى آخر ويتصبب من جسدي عرق ساخن أجهدني كثيراً فيما يحول طيف تلك الراعية
الجميلة بيني وبين الاستغراق في النوم رغم حاجة له إلى انبثق نور الصباح ونهض زملائي من نومهم
وهم في قمة نشاطهم المعهود بينما اتجهت معهم إلى ميدان العمل بجسد متعب وعينين حمراوين من أثر
السهر .. ورغم ذلك عملت في ذلك اليوم وأنجزت ما كان مطلوباً مني وان كنت في الوقت ذاته أراقب
الوادي الممتد أمامي .. وأنا في حالة بحث دائم في عمقه لعلي ألمح قطيع الأغنام وراعيته .. ولكن لم يظهر
في المدى الممكن لبصري أي أثر يوحي بوجودهم الأمر الذي دفعني لإنهاء العمل المكلف به في وقت
مبكر كي استقطع الجزء المتبقي من النهار في رحلة لعل وعسى .. .....


نكمل...
التوقيع

التعديل الأخير تم بواسطة العَربْ. ; 28-05-2011 الساعة 01:31 AM. سبب آخر: طلب
عبدالعزيز العمران غير متصل   رد مع اقتباس