عرض مشاركة واحدة
قديم 28-05-2011, 01:26 AM   #97
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: قـصـص من الـمـاضـي

قصة وقصيدة (الغويش اليتاما)

الشاعر/محمد بن مسلم اصله من أهل حوطة بني تميم عاش في الإحساء ومات فيها عام 1280هـ رحمه الله

تزوج في شبابه بامرأه عاقله رزينه ساعدته على مشاق الحياة وصبرت واحتسبت وهي تتقاسم معه شقاء العيش

عاشت معه أربعة عشر عام كأنها عنده أربعة عشر يوم من عمق المحبة لها وعمق انسجامه معها
وتوافق طبيعتهما انجبت له أبناء وبنات متتالين في أعمارهم حيث كانوا مثل الغوش
(الغوش في المفهوم الشعبي ) الأبناء الصغار السن الذين يكون عددهم عادة أقل من الستة في العدد.

زوجته توفاها الله سبحانه بعد مرض عضال في ثاني أيام العيد
وكان رحمه الله لم يذخر في سبيل علاجها شيء ولكن قدرة الله سبحانه فوق كل شيء

حزن لفراقها حزن شديد وكثر انينه وسالت دموعه مرات عديده

فنظم قصيدة عصماء في رثائها أخذت ترددها الرواة والمهتمين لقوتها ومصداقيتها
ولما ما فيها من المعاناة التي تحملها الشاعر ابن مسلم في فراق زوجته وشريكة حياة طول 14 عام

تطرق في القصيدة لسيرتها الحسنة وذكر ما حس به من الفراق والآلام
وكثر الدعاء لها بالرحمة والمغفرة من الله سبحانه وتعالى

ودعاء بان ينبت على قبرها بعد المطر الزهور من البختري والنفل والخزاما

وبيّن بأن جيرانها في البيوت حزنوا لفقدها وذكر معاناة أبنائها وهم يبكون
وخوفه عليهم من يتيهون في السكه والاماكن من الهيام عليها...
وان المشكله التي يعاني منها بعد وفاتها هو أصعب من لو كان يريد الزواج وهو شاب
فالآن أصبحت أعظم لأنه عارف أنه سوف يتعب حتى يلقى الزوجه التي تصبر على ابنائه الصغار

ومن سيقبل بهم بعد وفاة والدتهم ويقوم على تربيتهم وملاحظتهم

وهم صغار سن ويخشى أيضا أن يتزوج بواحدة تكون أمامه صالحة وفي غيابه طالحة
فلما يقولون له ربعه تزوج الحرمه بدالها حرمه مايطيع يقول أبي حرمه فيها خوف من الله
تلاحظ الصغار قبل ما تلاحظني

يخاف من وحده تزجر عياله بالهواش وهو يتجرع الغيض والمرّ

كل هذه الصفات ذكرها في قصيدته التي رثاء بها زوجته...

والتي طبعت في أول كتاب ظهر في نجد عام 1371هــ
(خيار مايلتقط من شعر النبط) لمؤلفه عبدالله بن خالد الحاتم
وقد ذكر في هذا الإصدار اثني عشر قصيدة لمحمد بن مسلم رحمه الله
وكذلك ذكرت في المحفوظات القديمة التي بعضها لم يطبع وهي معروفة لدى الكثير من الرواة الثقات...

وقد أخطاء من نسبها للشاعر/نمر بن عدوان لكون نمر عاش في البلقاء ديرة بني صخر فالشام وقد توفي عام 1300هــ
وقد رثاء زوجته وضحاء السبيلة التي قتلها هو بالخطأ وهي تربط الفرس ورثاها بحوالي ستة عشر قصيدة
ليس هو في حاجه أن يأخذ قصيدة ابن مسلم وقد طبع عن نمر الاستاذ/روكس العزيزي كتاب عن حياته واشعاره
ولم يذكر هذه القصيدة فيه وكذلك واحد آخر من العدوان لم يذكر أيضا"
ثم ان اللهجة تختلف والطبيعة هذا طبيعة بدوية وابن مسلم عايش بين الحظر في مدينة الاحساء
لأنه يقول في أحد البيوت والله يالولاء هالبزور اليتاما واخش من (السكه عليهم يضيعون)
يعني ان عيالها كثيرين ويخشى عليهم أما زوجة الشاعر / نمر بن عدوان لم تأت إلا بعقاب وسلطان
وذكرهم هو في أحد قصايده اللي قالها في رثاء وضحى السبيله...

أما محمد بن مسلم فقد قال في رثاء زوجته :

البارحه يوم الخلايق نياما
بيحت من كثر البكأ كل مكنون

قمت اتوجد وانثر الما على ما
من موق عيني دمعها كان مخزون

لي ونتن من سمعها مايناما
كني صويب بين الاضلاع مطعون

والا كما ونت كسير السلاما(1)
خلوه ربعه للمعادين مديون

في ساعت قل الرجا والمحاما
فيما يطالع يومهم عنه يجفون

والا فونت راعي الحماما
غاد ذكرها والقوانيص يرمون

تسمع لها بين الجرايد حطاما
من نوحها تدعي الحمايم ينوحون

والا خلوج سايفه للهياما
على حوار ضايع وضحا الكون

والا حوار نشقوا له اشماما
وهي تطالع يوم جروه بعيون

يردون مثله والظوامي احياما
ترزموا معها وقاموا يحنون

والا رضيع جزعوه الفطاما
أمه غدت قبل اربعينيه يتمون

عليك ياللي شرب كاس الحماما
صرف بتقدير من الله مازون

جاه القضا من بعد شهر الصياما
صافي الجبين ابثاني العيد مدفون

حطوا عليه من الخرق ثوب خاما
وقاموا عليه من الترايب يهلون

راحوا بها حروة صلاة اليماما
عند الدفن دعا لها الله ويدعون

برضاه ولجنة وحسن الختاما
واموع عيني فوق خدي يهلون

حطوه في قبر عساها الهياما
في مهمه من عزب الأموات مسكون

ياحفرة يسقى نزاه الغماما
مزن(ن) من الرحمة عليها يصبون

جعل البختري والنفل والخزاما
ينبت على قبر دفن فيه مصيون

مرحوم ياللي مامشأ بالملاما
جيران بيته راح ما منه يشكون

واوسع عذري وان هجرت المناما
ورافقت من عقب العقل كل مجنون

من طيب خيم إلى ذكرته بلاما
ومحاسن ماعنهن الناس يدرون

أخذت أنا وياه سبعة أعواما
مع مثلهن في كيفهة مالها لون

والله كنه ياعرب صرف عاما
ياعونة الله صرف الايام هالون

وأكبر همومي من غويش(ن) يتاما (2)
وان شفتهم قدام وجهي يبكون

وان قلت لا تبكون قالوا علاما
نبكي ويبكي مثلنا كل محزون

قلت السبب تبكون قالوا يتاما
قلت اليتم اياي وأنتم تسجون(3)

مع العيال وكل جرح يلاما
إلا جروح بخاطري مايطيبون

جرحي فنيع مثل كسر السلاما
إلى عثم(4)عنه طبايب يعجزون

قمت اتشكا عند ربع عداما
وجوني على فرقا خليلي يعزون

قالوا تجوًز وأنس لامه بلاما
بعض العذارا عن بعضهن يسدون

قلت أنها لي وافقت بالولاما
ولو بقا ثلثينهم مايسدون

وأخاف أنا من غاديات الذماما
اللي على ضيم الدهر مايتاقون

أو خبلت ماعقلها بالتماما
تضحك وهي تلدغ على الكبد بالهون

توذي عيالي بالنهر(5) والكلاما
وأنا تجرعني من المر بصحون

والله يلولا هالغويش اليتاما
واخشاء من السكه عليهم يضيعون

لا قول كل البيض عقبه حراما
واصبر كما يصبر على الحبس مسجون

عليه مني كل يوم سلاما
عدة زها الوارد حجيج يلبون

وصلوا على سيد جميع الاناما
على النبي يللي حضرتوا تصلون

وأشتهرت هذه القصيدة بعد وفاة ابن مسلم شهرة واسعه

وأصبحت تغنا في السامري لجودتها وصدق تعبيرها وتأثيرها في قلوب الناس
وفي السنوات الأخيرة حصل أن حرفتها بعض الرويات الخاطئه من قائلها الأصلي
وهو كما ذكرت الشاعر/محمد بن مسلم من اهل الاحساء رحمه الله

1/ السلاما:عظام اليد

2/غويش:الأولاد الصغار

3/تسجون:تنسون

4/عثم:إذا تعفن

5/النهر:أي دايم تنهرهم وتهوش عليهم

منقول
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس