عرض مشاركة واحدة
قديم 12-06-2011, 11:24 PM   #4
عضو مميز جداً
 
الصورة الرمزية عبدالعزيز العمران
 
تم شكره :  شكر 16200 فى 3359 موضوع
عبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضو

 

رد: الحب وأهله في سدير (قصص) ... [ يُمنع المنقول ] .



نقطة التحول

رسالة حب مختلفة بين خالد والبندري !



الجزء الأول



خالد شاب جذاب وسيم يتميز بملامح لا تمل العين من النظر إليها لدرجة أنه يواجه حرجاً من سهام النظر

الموجهة إليه من قبل المحيطين به في الشارع والمدرسة وفي كل مكان يتواجد به .. أنهى دراسة الكفاءة

المتوسطة في الروضة والتحق بثانوية الحوطة ..واشترى له والده دراجة هوائية (سيكل) مقاس 24 .. لمحته أحد

الفتيات (البندري ) فتعلقت به وأحبته لجاذبيته الشديدة وما كانت تسمع عنه من حسن المنطق والخلق .. حاولت

لفت نظره بشتى السبل وبالمتاح من الوسائل .. وقد ساعدتها الظروف للمضي في هذا الاتجاه حيث تسكن في

منزل قريب من منزل خالد بمعنى أنها من بنات الجيران .. ولذا فقد كانت حين تلاقيه صدفة في الطريق تصوب

إليه نظرات ذات مغزى بعينيها الجميلتين من وراء (الشيلة ) ثم تكثر التوقف والالتفات نحوه .. وأحياناً تتحين

فرصة مروره من أمام منزلها وتتعمد فتح الباب قليلاً والوقوف بحيث يمكن للمار رؤيتها .. ومع ذلك لم تستطع

جذب انتباه خالد لأسباب كثيرة ربما من بينها نشأته في بيئة محافظة أو عدم وضوح الرؤية أمامه لقلة خبرته أو

الخوف أو الخجل.. خاصة وأنها تكبره بعامين .. ومع مرور الأيام زادت محبة البندري لخالد وشغفت به

وأصبح شغلها الشاغل .. فأخذت تفكر في أسلوب أخر أكثر مباشرة توصل عن طريقه حقيقة مشاعرها نحو هذا

الشاب الوسيم بعد فشل أساليب التلميح .. ولم تجد أفضل من كتابة رسالة ضمنتها مشاعرها تجاهه بوضوح وأنها

تحبه فوق حدود الخيال .. ثم ختمتها بأمنيتها أن يرد عليها بأسرع وقت ممكن أو يمزق الرسالة ويستر عليها وكأن

شيئاً لم يكن .. طوت الرسالة وظلت تتحين الفرصة لإيصالها لحبيبها خالد .. وفي صباح أحد الأيام تأخرت عن

الذهاب إلى المدرسة وانتظرت خالد حين يمر من أمام منزلها ماشياً عل قدميه في طريقه إلى سيارة زميله التي

تنتظره في (البراحة) حيث كانت السكك الضيقة لا تسمح بوصول السيارة لكثير من المنازل في الروضة .. مر

خالد وقامت البندري برمي الرسالة أمامه فانحنى بسرعة والتقطها وتلفت حوله خشية أن يكون بالقرب منه أحد

وكان حظه جيداً فالسكة خالية تماماً من المارة .. خفق قلبه بشدة وهو لا يعلم بالضبط محتوى هذه الرسالة ..

وضعها عل عجل في جيبه واستمر في طريقه إلى أن وصل (البراحة ) حيث تنتظره سيارة زميله .. سلم عليه

بشيء من الارتباك ووضع كتبه على مرتبة السيارة وأستأذن منه عدة دقائق من أجل الذهاب إلى دورة المياه !..

ثم اتجه على عجل ودخل في ممر جانبي مهجور وفتح الرسالة وأذهله ما قرأ وخفق قلبه بقوة وتغيرت ملامحه !

طوى الرسالة وأعادها إلى جيبه وعاد إلى السيارة وتحركت بهم إلى ثانوية الحوطة .. تتالت الدروس

الواحد تلو الآخر وخالد شارد سارح بفكره بعيداً عن المدرسة وأجوائها .. ولكن أين ؟ بالتأكيد في البندري ذلك

الاسم الذي زين آخر الرسالة فأخذ خالد إلى عالم جديد مثير كان يسمع ويقرأ عنه كثيراً ، وها هو الآن يقف على

حدوده بإشارة من (الزينة ) البندري .. عادت به الذاكرة إلى حركات البندري حين تلاقيه صدفة في الطريق أو

حين يمر أمام المنزل .. عاشها مرة أخرى بأثر رجعي بخياله المتجدد وأعاد من خلالها تشكيل صورة البندري

في ذهنه من بنت الجيران فقط إلى أنثى تهفو إليها نفسه وتشتاق ويخفق لها قلبه .. أمر مثير جداً حين عايش

خالد لأول مرة هذه المشاعر التي فاجأته بها فتاة بجمال وملاحة البندري وجاذبيتها خاصة وهي تخصه دون

غيره باهتمام لم يحلم به رغم وسامته وجاذبيته هو الآخر .. عاد إلى المنزل وقرأ الرسالة مرات

ومرات وفي كل مرة تحلو صورة البندري في نظره وينجذب إليها أكثر ..

كان المذياع بجانبه يبث برنامجه المفضل (ما يطلبه المستمعون) و أغنية المطربة المصرية عفاف راضي تملأ

أجواء غرفته الصغيرة :

هوى .. ياهوى
يانسمة صيف رايحه تعدي على روحي وحبيبي
خذلوا ياهوى
وياك رساله.. و.. رد .. يمكن يقرا ويجي حبيبي
وحشاني عينيه…. وخايفة عليه
خذلوا ياهوى
منديلي يحوش الشمس وتعب الشمس عن حبيبي

سمعها خالد هذه المرة بإحساس يختلف عن المرات السابقة وكان لها وقع في نفسه مختلف تماماً .. إنه الهوى !

استجمع فكره وكتب الرد على رسالة البندري بطريقة مقاربة لأسلوبها وضمنها : (أنه معجب بها منذ فترة

طويلة ولكنه لم يتمكن من مصارحتها بأحاسيسه تجاهها وأنه يتابعها بنظره في أي فرصة تسنح له عند مروره

أمام باب المنزل وكذا وهي ذاهبة أو عائدة من المدرسة ولكن الخوف يمنعه من الاقتراب منها .. وختم الرسالة

بعهد الاستمرار في الحب شريطة أن لا يعلم أي من البشر بما بينهما .. ) وأخذ الرسالة في جيبه واتجه بخطوات

قلقة إلى منزل البندري وكأن الدنيا كلها عيون تراقبه .. أخذ يتحرك جيئة وذهاباً حتى فتح الباب بهدوء ولمح

جانب من وجه البندري الجميل وتلفت بارتباك ورمى الرسالة بسرعة فائقة فاصطدمت الرسالة بجسد الحبيبة

البندري والتقطتها وأخفته في صدرها وأغلقت الباب وصعدت إلى السطح بلمح البصر وفتحت الرسالة بلهفة

المشتاق وقرأتها بتمعن وعيناها الجميلتين تتحرك بين سطور الرسالة وكأنما الدنيا بأسرها قد حضرت بين

أحرفها .. فرحت البندري كثيراً بما ورد فيها وضمتها إلى صدرها وسرحت بخيالها في عالم الأحلام الوردية

الجميلة وسط أجواء القرية الهادئة والشمس تودع جدران المنزل الطيني بأشعتها الصفراء والليل يزحف من

الجهة المقابلة بسكونه ونسماته الباردة.. استغرقت البندري وقتاً طويلاً وهي على هذه الحال ثم انتبهت على

صوت والدتها تناديها من أجل مساعدة شقيقتها الصغرى في استذكار دروسها .. نزلت البندري بهدوء على الدرج

وكأنها عروس تزف ليلة زواجها .. القلب يخفق والأحاسيس متداخلة ومرتبكة إلى حد ما ولكن الفرح واضح جلي

على ملامحها الآسرة ويكفي أن خالد قال في رسالته نعم لما طلبت منه !

أنهت البندري مساعدة شقيقتها في المذاكرة وشجعتها على الخروج من الغرفة إلى ( المصباح ) حيث تتواجد أم

البندري .. وأخذت مجلساً في أحد زوايا الغرفة بجانب حقيبتها المدرسية وأخرجت ورقة وقلماً وشرعت في

كتابة رد على رسالة خالد ضمنتها كلمات وعبارات أكثر جرأة مما ورد في الرسالة الأولى .

استمرت المراسلة بينهم قرابة الأربعة أشهر تبادلا خلالها ثمان رسائل حوت الكثير من عبارات اللوعة والاشتياق

والقلوب التي مزقتها سهام الحب القاتلة و عاشوا خلال هذه الفترة أجواءً رومانسية حالمة سهلت كثيراً من

تفاهمهم على متى وكيف يتم إيصال الرسائل بينهم في انسيابية ودون معوقات ..

وفي أحد الأيام وعلى اتفاق مسبق من خلال أحد الرسائل اتفق خالد والبندري على خطة بدائية بسيطة تتيح لهم

محاولة مشاهدة أحدهم للآخر لفترة طويلة نسبياً ولو عن بعد وحدد اليوم والوقت في الرسالة بحيث يأتي خالد

بدراجته وهي (منسمة) أحد عجلاتها ويوقفها بالقرب من باب منزل البندري ... ثم يقوم بإصلاحها ويسترق

النظر إلى حيث تقف البندري في فتحة الباب (الموارب ) .. حانت ساعة اللقاء المنتظر وكانت كل الأمور على ما

يرام حيث خرج خالد بدراجته وأوقفها بالقرب من الباب الذي تقف فيه البندري بقوامها المعتدل وأنوثتها الطاغية

ووجهها الجميل .. فيما خالد على الجانب الآخر بوسامته الملفتة يسترق النظر إليها بين فترة وأخرى .. مرت

دقائق اللقاء سريعة جداً وفي غاية المتعة والإثارة حيث كانت العيون حائرة و الإثارة حاضرة فهنا جمال وهناك

وسامة وبينهما قلوب في الهوى غارقة .. وأبت البندري إلا إن تتوج هذا المشهد الجديد والمثير بهدية لخالد كانت

عبارة عن منديل ناعم رش عليه قليل من العطر وطبعت عليه قبلة حمراء وأرفقته برسالة أعدتها ليلة الموعد

المنتظر لم يبق كلمة في قاموس الحب إلا ودونتها فيها بأسلوب جميل كجمال صاحبته .. أعد خالد العدة لإنهاء

العطل ( المفتعل !) في دراجته وبالتالي حان الوقت لتقوم البندري برمي الرسالة والمنديل بالقرب من خالد

ليتسنى له التقاطها .. ولكن كان هناك بالقرب من هذا المشهد سليملن البالغ من العمر 22عاماً خريج معهد

المعلمين ويعمل معلماً في المدرسة الابتدائية وهو جار لأسرتي خالد والبندري ويرتبط بصلة قرابة مع البندري

(ولد خالها) وكان يتابع ما يدور أولاً بأول ..ويتحين الفرصة للانقضاض عليهم في الوقت المناسب حيث

يضبطهم متلبسين بالحدث المشهود لأهداف يسعى لتحقيقها .. وبأي وسيلة .. .


نكمل غداً الجزء الثاني والأخير ..
التوقيع
عبدالعزيز العمران غير متصل   رد مع اقتباس