عرض مشاركة واحدة
قديم 13-06-2011, 02:52 PM   #7
عضو مميز جداً
 
الصورة الرمزية عبدالعزيز العمران
 
تم شكره :  شكر 16200 فى 3359 موضوع
عبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضو

 

رد: الحب وأهله في سدير (قصص) ... [ يُمنع المنقول ] .




نقطة التحول


رسالة حب مختلفة بين خالد والبندري !




الجزء الثاني والأخير


أعد خالد العدة لإنهاء العطل ( المفتعل !) في دراجته وبالتالي حان الوقت لتقوم البندري برمي الرسالة والمنديل

بالقرب من خالد ليتسنى له التقاطها .. ولكن كان هناك بالقرب من هذا المشهد سليمان البالغ من العمر 22عاماً

خريج معهد المعلمين ويعمل معلماً في المدرسة الابتدائية وهو جار لأسرتي خالد والبندري ويرتبط بصلة قرابة

مع البندري (ولد خالها) وكان يتابع ما يدور أولاً بأول .. ويتحين الفرصة للانقضاض عليهم في الوقت المناسب

حيث يضبطهم متلبسين بالحدث المشهود لأهداف يسعى لتحقيقها .. وبأي وسيلة ..

وبالفعل كان حظه كبير جدا فقد صادف اقترابه منهما على حين غرة قيام البندري برمي الرسالة والمنديل

فالتقطها على عجل وكأنها هدية من السماء فيما أصاب خالد الارتباك والذهول وامتقع وجهه وانعقد لسانه وعلى

الطرف الآخر أسقط في يد البندري وهربت إلى داخل المنزل وقدماها لا تكاد تحملها وألقت بنفسها في غرفتها

بعد أن تعثرت في فراشها الملقى عرضاً في الغرفة وكأنها لأول مرة تدخلها واستغرقت في نوبة بكاء عميق

بعمق المشكلة التي تسببت فيها لخالد ولها ولأسرتيهما ..

في الخارج وقف سليمان يلوح بالرسالة في وجه خالد ويقول ( إما .... وإما .... وعلم خويتك البندري وانا في

انتظار ردكم تجي أنت وتبلغني به .. أو الرسالة وخبركم عند أخوان البندري ) .. كان الأمر مفجعاً ومخيفاً

وفوق احتمال قلبي خالد والبندري الغضين .. وليس أمامهم حلول كثيرة فإما الاستجابة لطلبات سليمان أو مواجهة

المشكلة بكل أبعادها وتبعاتها مع أخوة البندري الثلاثة ومع أسرتيهما ومجتمع الروضة القروي الذي يتعامل

بحساسية مفرطة مع هذه المسائل.. بل حتى من يمارس مثل هذه الأخطاء أو ما يشابهها يتحول إلى الطرف

الآخر الناقم على طرفي المشكلة خالد والبندري وكأنه الطهر بذاته .. ولذلك لم ينم كلاهما ليلته وظل الأرق

والقلق مرافقاً لهما .. ولم تفلح نسمات الهواء في سطح المنزل (الطاية) في جلب النعاس لعيونٍ ظلت طوال الليل

شاخصة في الأفق تراقب حركة النجوم في سماء الروضة الصافية .. ولم يجد والد خالد بداً من رفع الصوت من

السطح المجاور والطلب من خالد ( التقصير على الرادو أو صكه ) خاصة وأنه لا يفصل بينهم سوى جدار طيني

قصير .. نادى المؤذن لصلاة الفجر فقام خالد بتثاقل يهيئ نفسه لأداء الصلاة والهم يكاد يطرحه أرضاً .. لم تعد

المسألة حب وهيام وتجاذب مشاعر بل تعدى الأمر إلى أسوأ شيء يخشاه أهل الحب والهوى وهو الفضيحة في

مجتمع صغير كل أفراده أهل وجيران وأقارب ! .. الأمر محرج جدا ومحير إلى أبعد الحدود وكل الخيارات

المتاحة سيئة .. الفضيحة مرة كالعلقم والاستجابة لطلبات سليمان أشد مرارة في نظر خالد.. كانت العطلة

الصيفية قد بدأت وعادة ما يزيد خالد في ساعات نومه بعد صلاة الفجر (يصفر) ولكنه هذا اليوم وبعد أن أدى

صلاة الفجر بقي منتظراً يستعجل ساعات النهار تمر كي يصحو سليمان من منامه ويذهب إليه لعله ينجح في

استعطافه ليكف عن مطالبه والستر عليهم .. وأثناء انتظاره الممل تألم خالد كثيراً وشعر بالذنب وهو يشاهد

والدته الطيبة ذات السمعة الحسنة بين جيرانها وهي تعمل بهمة ونشاط في إعداد طعام الإفطار للعائلة .. كانت

رائحة (حمسة ) البصل والطماطم تنتشر في أرجاء البيت الطيني الصغير فيما أم خالد منهمكة في (تهذية) قرعة

اللام تمهيداً لتجهيز (المرقة) التي يحبها الجميع .. في حين كان المذياع (الراديو) يصدح بمقدمة برنامج الأرض

الطيبة ( أحرث وأزرع أرض بلادك .. بكره تنطي وتغني أولادك .. جاهد وأغرس فيها .... ..... ) ثم أغنية

للمرحوم سعد إبراهيم بصوته المبحوح المميز الجميل :

أرسل سلامي مع نسيم الصباح
للصاحب اللي صار وصله صعيب

من قلبي اللي صار كله جراح
ماعاد ينفع فيه وصف الطبيب

وين الليالي وين هاك المزاح
من قبل ما حطو علينا رقيب

حسبي على اللي ما سعو بالصلاح
ما يرحمون اللي صوابه عطيب

لا تسألوني سرهم ما يباح
في وسط عيني صورته ما تغيب

تنهد خالد ودمعت عينه واضطر للابتعاد عن مرمى بصر والدته الحنون التي لا تستحق أن توضع في موقف

محرج مع جيران هم في محل الأهل وأكثر .. وبالتأكيد فإن أسرة خالد الطيبة وكذا أسرة البندري الرائعة لا

تستحقا أن تمس سمعتهما بسوء نتيجة تصرفات خالد والبندري .. ولكن الأمر الآن أصبح في يد سليمان أولاً

وأخيراً ..ولله في ذلك حكمه .. انتصف الضحى وخرج خالد يبحث عن سليمان ووجده بالقرب من المخبز الواقع

في مدخل الديرة وسلم عليه خالد بحرارة فيما رد سليمان بفوقية ظاهرة وقال ( هاه وش لي عندكم ؟ ) رد خالد

وبصوت مخنوق وفيه الكثير من الاسترحام والاستعطاف ( تكفى يا سليمان أترجاك تستر علينا .....) ولم يمهله

سليمان ليكمل ما بدأ وقاطعه قائلاً ( شف كلام زايد ما عندي استعداد اسمعه .. لكم مهلة يومين .. نفذوا وإلا

خبركم والرسالة عند أخوان البندري) .. وغادر سليمان المكان يمشي بخيلاء المنتصر فيما اسودت الدنيا في

وجه خالد وفقد آخر أمل في تسوية الموضوع .. وعاد إلى المنزل يجر قدميه ويكاد لا يميز الطريق أمامه ولم

يشأ أن يخبر البندري بأي من التطورات خشية أن تضعف البندري وتستجيب لطلب سليمان .. فقد كان خالد

يتصور أنها يحبها بالفعل ويرى أنه على استعداد لقبول أي تبعات تحدث إلا أن يرى أعز الناس مع غيره .. هكذا

كان يفكر بوحي من عاطفته وفي غياب تام للعقل .. مرت يومي المهلة ولم يجد جديد .. قرر حينها سليمان

المبادرة بالبدء في خطواته الرامية إلى استثمار الفرصة التي سنحت له حين اصطاد الجميلة (البندري) في موقع

ضعف .. فذهب إلى خالد وسأله مباشرة : ( قلت للبندري طلباتي ؟) فأجابه خالد بـ (لا) .. ركله سليمان بغضب

وتركه واتجه إلى منزله وأخذ أخته مها التي يثق بها وشرح لها الأمر وطلب منها مصارحة البندري بطلبه إن

كانت تريد مصلحتها .. وفي الحقيقة لم يكن سليمان يرغب في إشراك طرف آخر في المشكلة ولكن خالد بسلبيته

وعدم تقديره لعواقب الأمور أجبره للجوء لأخته العاقلة مها .. امتثلت مها لرغبة أخيها واتجهت مباشرة إلى بيت

البندري .. اُستقبلت في بيت عمتها بما يليق بها وبخلقها الحسن واستأذنت عمتها في الانفراد بالبندري في أمر

خاص بينهما ! .. رجف قلب البندري وتغيرت ملامحها وخافت كثيراً من هذا الطلب ولكن ليس أمامها إلا

الامتثال لطلب مها رغم إحساسها بأن الأمر له علاقة بما اطلع عليه شقيقها (سليمان ) ولذا فهي في حالة

ضعف متناهي وزاد الأمر سوءً حين اختفى خالد عن أجواء البندري منذ تلك اللحظة المشئومة ولم تعد تدري بما

يدور حولها .. أخذتها مها جانباً وقبل أن تبدأ في الكلام انهارت البندري وراحت في نوبة بكاء شديدة تجاوبت

معها مشاعر مها بحنان الأخت الطيبة الحنونة فضمتها إلى صدرها وذكرت الله عليها وقرأت الفاتحة والمعوذات

ومسحت على رأسها وشيئاً فشيئاً بدأت تعود البندري للهدوء فرفعت مها رأسها وقبلت جبينها قبلة حانية أراحت

البندري كثيراً وقالت لها : (يالبندري الزينة الغالية أنا بحساب أخيتك وأكثر ولك محبة في قلبي الله اللي يعلمها

وانتي طيبة وتستاهلين كل خير ولو أحد يرشك بماء فزعت أنا وأخواني وأولهم سليمان ورشيناه بالدم وانتي من

لحمنا ودمنا عسى الله لايخلينا منك ولا من أهلك .. ولا فيه أحد ما يخطي ولكن خير الخطاءين التوابين وانا

جايتك من طرف أخوي سليمان يطلب منك إنك توافقين على الزواج منه وتقنعين الوالدة توافق ..) .. وكان

سليمان قد خطب البندري قبل أشهر ولكن قوبل بعدم الموافقة تحت حجج معتادة منها : (الأقارب عقارب )

و ( أبعد اللحم عن اللحم لا يخيس ) وغيرها من المبررات التي لم تقنع سليمان المتوسط في كل شيء مظهراً

وجوهراً ولكنه معجب جداً بالبندري ويحبها ويخشى أن يفوز بها غيره .. نعود للبندري التي تفاعلت مع كلمات

مها الحانية وارتاحت لها كثيراً وألقت برأسها على صدرها في لحظة صفاء بدت وكأنها تولد خلالها من جديد ..

تنفست بعمق وتجدد تدفق الدم في عروقها ورفعت رأسها ونظرت إلى مها بوجه مشرق تنيره ابتسامة عذبة حتى

وان كانت عيناها الجميلتين مغرورقة بالدموع ولكنها دموع تختلف عن تلك التي ذرفتها قبل قليل .. فهمت مها

جواب البندري وربتت على كتفها ونهضت واقفة تودع البندري التي لم تبرح مكانها ولم ترفع رأسها تجاه الرائعة

مها تقديراً لها وحياءً منها وهيبة لموقفها النبيل .. كانت أم البندري تسمع أغلب ما دار من الكلام ولكنه لا تعلم

تفاصيل الخلفية التي بني عليها .. فأقبلت على البندري تسألها بإلحاح شديد عن مقصد مها من إعادة طلب يد

البندري لسليمان ؟ وما الخطأ الذي سمعت مها تشير إليه ؟ وما سبب البكاء في مثل هذه المواقف التي لا تستدعي

كل هذا ؟ أسئلة حائرة لم تجب عليها البندري سوى بأن الخطأ كان في رفضها لسليمان وأن البكاء كان ندماً بسبب

هذا الرفض وأنها الآن مقتنعة بالقبول بسليمان زوجاً !!..

ذهلت أم البندري مما سمعت ولكنها قالت :

( الله يكتب اللي فيه الخير لك ولسليمان والله يعيني على نزاقة مرت أخوي ) ! ..


***


شكراً لكم أهلي وأحبابي .. وعلى دروب الود نلتقي ..




هل كان سليمان محقاً في تصرفه ؟
التوقيع
عبدالعزيز العمران غير متصل   رد مع اقتباس