[عبدالرحمن الفهد]

لفراق... حزن كلهيب الشمس يبخر الذكريات من القلب ليسمو بها الي عليائها فتجيبه العيون بنثر مائها لتطفئ لهيب الذكريات..



الفراق...نار ليس للهبة حدود..لا يحسه الا من اكتوي بناره..


الفراق...لسانة الدموع..وحديثه الصمت..ونظره يجوب السماء..


الفراق...هو القاتل الصامت..والقاهر المييت..والجارح الذي لا يبرأ..والداء الحامل دوائه..


الفراق...كالحب تعجز الحروف عن وصفه وان ابيني تفرقا..



الفراق...كالعين الجارية التي بعد ما اخضر محيطها نضبت...


عند الفراق...اجعل لعينيك الكلا فسيقرأ من احبك سوادها..واجعل وداعك لوحة من المشاعر يستميت الفنانون لرسمها ولا يستطيعون..فهذا اخر ما سيسجله الزمن في رصيدكما...


بعد الفراق...لا تنتظر بزوغ القمر لتشكوا له البعاد...لانه سيغيب ليرمي ما حمله ويعود لنا قمر جديد..ولا تقف امام البحر لتهيج امواجه وتزيد علي مائه دموعك لانه سيرمي بهمك في قاع ليس له قرار ويعيد لنا بحر هادئ من جديد...

...هذه سنة الكون...
... يوم يحملك ويوم تحمله...


وانت...ماذا عنك انت لم تحمل الايام كلها...لا تقف مكانك بلا حراك تندب الاطلال وتبللك الدموع وتقاذفك الآلام يأكل منك الندم وتضرب الاكف باللحن الآهات علي مافات..فهل ستعيد ماكان..لا..انك لن ترد النهر الي مصبه..
ولا الشمس الا مطلعها...
..بل ستكون كمن يطحن الطحين وهو مطحون...وينشر نشارة الخشب...
..وستردد كان يا ما كان..



لم لا ترخي ستار الامل...
وتودع الماضي بلا امل للعودة..
لم لا تكون مثل القمر او البحر.. تلقي بهمك لاتلقي له بالا..فتري كيف تعزف الايام لحنها علي نغمات مستقبل واعد...فان كنت فرقت حبيبا فلا تظن انه سيعوض...فالكل يري حبيبه مثل ما انت تراه...فالدنيا من الاحباب بعينيك...
فهي بالبصيرة مليئة...فبحث مثل بحثك مسبقا وستجد من يوازي حبيبك اويربو عليه...فلا تقف عند حدا والحياة بلا حدود...الكل يسعي وانت مكبلا نفسك بالقيود...فتسعد غيرك وانت شاقي وتضحك من حولك وانت باكي...
فتكون ممن قال فيهم الشاعر:


*واسعدت الكثير وانت تشقي*
* واضحكت الانام وانت تبكي.



فأذا اصبحت عش تحت شمس يومك ولا تلتفت لأمسك لأنه قد خيم عليه الظلام..وفكر بيومك وغدك..واذا امسيت عش تحت ضوء قمر ليلتك ولا تلتفت لشمس نهارك لأنها رحلت وحل مكانها الظلام.