عرض مشاركة واحدة
قديم 17-06-2011, 01:48 AM   #105
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: قـصـص من الـمـاضـي

مدينة النحاس



قالت شهرزاد : بلغني أيها الملك السعيد أنه كان في قديم الزمان وسالف العصر والأوان بدمشق الشام
ملك من الخلفاء يسمى عبد الملك بن مروان ،
وكان جالساً يوماً من الأيام ، وعنده أكابر دولته من الملوك والسلاطين ،
فوقعت بينهم مباحثة في حديث الأمم السالفة ، وتذكروا أخبار سيدنا سليمان بن داود عليهما السلام
وما أعطاه الله تعالى من الملك والحكم في الإنس والجن والطير والوحش وغير ذلك
وقالوا قد سمعنا ممن كان قبلنا أن الله سبحانه وتعالى لم يعط أحداً مثل ما أعطى سيدنا سليمان
وأنه وصل إلى شيء لم يصل إليه أحد حتى أنه كان يسجن الجن والمردة والشياطين في قماقم من النحاس
ويسبك عليهم بالرصاص ويختم عليهم بخاتمة .

فروى طالب بن سهل أن رجلاً نزل في مركب مع جماعة وانحدروا إلى بلاد الهند ولم يزالوا سائرين
حتى طلع عليهم ريح فوجههم ذلك الريح إلى أرض من أراضي الله تعالى وكان ذلك في سواد الليل .
فلما أشرق النهار خرج إليهم من مغارات تلك الأرض أقوام سود الألوان عراة الأجساد كأنهم وحوش ،
لا يفقهون خطاباً ، لهم ملك من جنسهم وليس منهم أحد يعرف العربية غير ملكهم .

فلما رأوا المركب ومن فيها خرج إليهم في جماعة من أصحابه فسلم عليهم ورحب بهم وسألهم عن دينهم ، فأخبروه بحالهم
فقال لهم :
لا بأس عليكم ، وحين سألهم عن دينهم كان كل منهم على دين من الأديان ،
سألهم عن دين الإسلام وعن بعثة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
فقال أهل المركب : نحن لا نعرف ما تقول ولا نعرف شيئاً من هذا الدين ، فقال لهم الملك :
لم يصل إلينا أحد من بني آدم قبلكم .

ثم إنه ضيفهم بلحم الطيور والوحوش والسمك لأنه ليس لهم طعام غير ذلك .
ثم إن أهل المركب نزلوا يتفرجون في تلك المدينة ، فوجدوا بعض الصيادين أرخى شبكته في البحر ليصطاد سمكاً
ثم رفعها وفيها قمقم من نحاس مرصص مختوم عليه بخاتم سليمان بن داود عليهما السلام .
فخرج به الصياد وكسره فخرج منه دخان أزرق التحق بعنان السماء فسمعوا صوتاً منكراً يقول :
التوبة التوبة يا نبي الله ،
ثم صار من ذلك الدخان شخص هائل المنظر مهول الخلقة تلحق رأسه الجبل ثم غاب عن أعينهم .
فأما أهل المركب فكادت تنخلع قلوبهم ، وأما السودان فلم يفكروا في ذلك ،

فرجع رجل إلى الملك وسأله عن ذلك فقال له :
اعلم أن هذا من الجن الذين كان سليمان بن داود إذا غضب عليهم سجنهم في هذه القماقم ،
ورصص عليهم ورماهم في البحر فإذا رمى الصياد الشبكة يطلع بها القماقم في غالب الأوقات ،
فإذا كسرت يخرج منها جني ويخطر بباله أن سليمان حي فيتوب ويقول :
التوبة يا نبي الله ، فتعجب أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان من هذا الكلام ، وقال :
سبحان الله لقد أوتي سليمان ملكاً عظيماً وقال :
والله إني لأشتهي أن أرى شيئاً من هذه القماقم .
فقال له طالب بن سهل : يا أمير المؤمنين إنك قادر على ذلك وأنت مقيم في بلادك
فأرسل إلى أخيك عبد العزيز بن مروان وآليك على مصر
وكذلك إلى موسى بن نصير وآليك على المغرب أن يأتيانك من هذه القماقم بما تطلب فإن البر متصل من آخر ولايته بهذا الجبل .
فاستصوب أمير المؤمنين رأيه وقال :
يا طالب صدقت فيما قلته وأريد أن تكون أنت رسولي إلى موسى بن نصير في هذا الأمر
ولك الراية البيضاء وكل ما تريده من مال أو جاه أو غير ذلك وأنا خليفتك في أهلك .

قال : حباً وكرامة يا أمير المؤمنين فقال له : سر على بركة الله تعالى وعونه .

ثم أمر أن يكتبوا له كتاباً لأخيه عبد العزيز نائبه في مصر وكتاباً آخر إلى موسى نائبه في بلاد الغرب
يأمره بالسير في طلب القماقم السليمانية بنفسه ويستخلف ولده على البلاد
ويأخذ معه الأدلة وينفق المال ، وليستكثر من الرجال ولا يلحقه في ذلك فترة ولا يحتج بحجة .
ثم ختم الكتابين وسلمهما إلى طالب بن سهل وأمره بالسرعة ونصب الرايات على رأسه .

ثم إن الخليفة أعطاه الأموال والركائب والرجال ليكونوا أعواناً له في طريقه
وأمر بإجراء النفقة على بيته من كل ما يحتاج إليه وتوجه طالب يطلب مصر .

وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح

يتبع
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس