عرض مشاركة واحدة
قديم 17-06-2011, 02:57 AM   #58
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: من كنوز اللغة العربية

الـغـلـو


الغلو في أصل الوضع اللغوي مجاوزة الحد والقدر في كل شيء والإفراط فيه وهو مشتق من المغالاة


وقد عرفنا فيما سبق أن المبالغة بمعنى التبليغ هي إمكان الوصف المدعى عقلا وعادة وان الإغراق هو إمكان الوصف المدعى عقلا لا عادة .

أما الغلو في اصطلاح البديعيين فهو :
امتناع الوصف المدعى عقلا وعادة وعلى هذا فإذا كان الإغراق فوق المبالغة بمعنى التبليغ في تجاوز الحد
والإفراط في الصفة المدعاة فان الغلو فوق المبالغة والإغراق من هذه الناحية .

ورجال البديع يقسمون الغلو الى قسمين :

1-الغلو الحسن المقبول وهو ما دخل عليه أو اقترن به أداة من الأدوات التي تقربه إلى الصحة والقبول نحو
(قد) للاحتمال و(لو)و(لولا) للامتناع و(كأن) للتشبيه و(يكاد) للمقاربة .

ومن أمثلة الغلو المقبول قول المعري:

تكاد قسيّه من غير رام .... تمكن من قلوبهم النبالا
تكاد سيوفه من غير سل .... تجد إلى رقابهم انسلالا

ومنه قول الشاعر:

يكاد يخرج سرعة من ظله ....لو كان يرغب في فراق رفيق

وقول أبى الطيب:

لو تعقل الشجر التي قابلتها .... مدت محيّيه إليك الاغصنا

فمد الأشجار أغصانها تحية للممدوح عند مروره بها أمر مستحيل لامتناعه عقلا وعادة
لكن الذي حسّن هذا الغلو وجعله مقبولا هو دخول (لو) التي أفادت امتناع وقوع هذا الأمر المستحيل لامتناع أن تعقل الأشجار .

2-أما الغلو غير المقبول فيتمثل في المعنى الذي يمتنع عقلا وعادة مع خلوه من أدوات التقريب التي تدنيه إلى الصحة والقبول .

ومنه قول أبى نواس في وصف الخمر :

فلما شربناها ودب دبيبها .... الى موضع الأسرار قلت لها :قفي
مخافة أن يسطو علي شعاعها ....فيطلع ندماني على سري الخفي

فسطوة شعاع الخمر عليه بحيث يصير جسمه شفّافا يظهر لنديمه ما في باطنه لا يمكن عقلا ولا عادة فهو غلو مفرط

وقول أبى نواس مادحا:

واخفت أهل الشرك حتى انه .... لتخافك النّطف التي لم تخلق

وهذا كما لا يخفى أمر مستحيل لان قيام العرض الموجود وهو الخوف بالمعدوم
وهي النطف التي لم تخلق لا يمكن عقلا ولا عادة .


يتبع ...
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس