بسم الله الرحمن الرحيم
بينما كنت عائدا لمنزلي الليلة قرابة الساعة العاشرة مساءً
على الدائري الشرقي عند مخرج 14 في الرياض وإذا ببعض العمالة الأجنبية
والتي تبدو لي من الباكستان والهند تعمل بكل جد وإجتهاد في وسط
الجزيرة بين المسارين ...
نظرت لهم بعين كلها تقدير وإحترام ودعوت الله لهم بالتوفيق والغنى
كثير ممن يقرأ هذه الأسطر قد لا يوافقني الرأي ولكن ..
و على قولة أخي عبدالعزيز العمران .. هذا أنا وأنا من أنا
أعود للموضوع ..
هؤلاء العمالة قامت على أكتافهم كبرى مشاريعنا التنموية
فهم فعلا الجندي المجهول وليس الجندي المجهول من يبسط
السفرة في الوزارات ويحط فول وكبدة ويكركر طول الوقت وإذا جاء المراجع
تعامل معه بكل صلف وجلافة ..
وبحكم عملي في الميدان فبدون أي تردد أقول أن السعوديين من
قلّتهم في الأعمال الميدانية تقدر تعدهم على أصابع اليد الوحدة
أتعلمون من يذهب للميدان ويقوم بالعمل المناط بالسعودي ؟
إنه الأجنبي .. نعم هذه الحقيقة المره التي نتعامل معها نحن السعوديون
كالنعامة تدس رأسها في التراب وتعتقد أن أحدا لا يراها ...
سئمت من التمجيد الكاذب ...
مشكلتنا أننا لا نقف ونتأمل في أبسط الأشياء
ولكن من السهل جدا قولة :
الله ياخذ ها الأجانب ... العمالة هي مشكلتنا ...إلخ
والله المشكلة العويصة على قولة أخي الكريم ( أخو الطيبين )
لو راحوا ها الأجانب ...
فكروا معاي :
لن يكون هناك الكثير من المستشفيات والمدارس والجامعات
لن يكون هناك شركات مقاولات
لن يكون هناك أسواق
لن يكون هناك فول ولا كبدة ولا طعمية ولا شاورما
لن يكون هناك حلاقين
لن يكون هناك بنشر
لن يكون هناك مطاعم
لن يكون هناك محلات سباكة وكهرباء
لن يكون هناك من يدهن بيتك
لن يكون هناك من يرمم بيتك
لن يكون هناك من يخّدم عليك وعيالك
لن يكون هناك محلات ومشاغل للخياطة
لن يكون هناك من يخبز لك خبزك
لن يكون هناك محلات نجارة
لن يكون هناك من يصلح سيارتك
لن يكون هناك من يشّغل مطاراتك
لن يكون هناك من يجمع الزبائل المتراكمة
لن يكون هناك من تضع اللوم عليه ليلا ونهارا
والقائمة تطول ... فتأملوا رعاكم الله
فحينما ترون العمالة الأجنبية فأبتسموا لهم من القلب
فهم مصدر سعادتنا وليس العكس ...
اللهم لك الحمد على ما أنعمت به علينا من نعمة الأسلام
و الأمن والأمان وفضلتنا على كثير من خلقك ...
الحمد لله والشكر لله ولا إله إلا الله ...
وإلى فضفضة أخرى أستودعكم المولى