عرض مشاركة واحدة
قديم 19-06-2011, 01:31 AM   #110
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: قـصـص من الـمـاضـي

4




وفي الليلة التالية استأنفت شهرزاد الحكاية ، قالت:

بلغني أيها الملك السعيد أن الملك تجبر وتعاظم في نفسه وتكبر ثم قال لوزرائه :
ماذا تقولون في أمر سليمان بن داود فإنه أرسل يطلب ابنتي وأن أكسر صنم العقيق ، وأن أدخل في دينه ؟ فقالوا :
أيها الملك العظيم هل يقدر سليمان أن يفعل بك وأنت في وسط هذا البحر العظيم
فإن هو سار إليك لا يقدر عليك فإن مردة الجن يقاتلون معك وتستعين عليه بصنمك الذي تعبده
فإنه يعينك وينصرك والصواب أن تشاور ربك في ذلك - يعنون به الصنم العقيق الأحمر - وتسمع ما يكون جوابه
فإن أشار عليك أن تقاتله ، فقاتله وإلا فلا ، فعند ذلك سار الملك من وقته وساعته ودخل على صنمه بعد أن قرب القربان وذبح الذبائح
وخر له ساجداً وجعل يبكي ويقول شعراً

يا رب إني عارف بقدركا****وها سليمان يروم كسركا
يا رب إني طالب لنصركا*****فأمر فإني طائع لأمركا
ثم قال ذلك العفريت الذي نصفه في العمود للشيخ عبد الصمد ومن حوله يسمع :
فدخلت أنا في جوف الصنم من جهلي وقلة عقلي وعدم اهتمامي بأمر سليمان وجعلت أقول شعراً

أما أنا فلست منه خائف*****لأني بكل أمر عارف
وإن يرد حربي فإني زاحف*****وإنني للروح منه خاطف

فلما سمع الملك جوابي له قوي قلبه وعزم على حرب سليمان نبي الله عليه السلام وعلى مقاتلته ،

فلما حضر رسول سليمان ضربه ضرباً وجيعاً ورد عليه رداً شنيعاً وأرسل يهدده ويقول له مع الرسول :
لقد حدثتك نفسك بالأماني أتتوعدني بزور الأقوال ، فإما أن تسير إلي وإما أن أسير إليك .
ثم رجع الرسول إلى سليمان وأعلمه بجميع ما كان من أمره وما حصل له .
فلما سمع نبي الله سليمان ذلك قامت قيامته وثارت عزيمته وجهز عساكره من الجن والإنس والوحوش والطير والهوام
وأمر وزيره الدمرياط ملك الجن أن يجمع مردة الجن من كل مكان ، فجمع له من الشياطين ستمائة ألف
وأمر آصف بن برخيا أن يجمع عساكره من الإنس فكانت عدتهم ألفاً أو يزيدون وأعدوا العدة والسلاح،
وركب هو وجنوده من الجن والإنس على البساط والطير فوق رأسه طائرة والوحوش من تحت البساط سائرة
حتى نزل بساحتك وأحاط بجزيرتك وقد ملأ الأرض بالجنود .، ثم أرسل إلى ملكنا يقول له :
ها أنا قد أتيت فاردد عن نفسك ما نزل ، وإلا فادخل تحت طاعتي وأقر برسالتي واكسر صنمك واعبد الواحد المعبود وزوجني ابنتك بالحلال
وقل أنت ومن معك أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن سليمان نبي الله ،
فإن قلت ذلك كان لك الأمان والسلامة وإن أبيت فلا يمنعك تحصنك مني في هذه الجزيرة
فإن الله تبارك وتعالى أمر الريح بطاعتي فأمرها أن تحملني إليك بالبساط وأجعلك عبرة ونكالاً لغيرك .

فجاء الرسول وبلغه رسالة نبي الله سليمان عليه السلام ، فقال له :
ليس لهذا الأمر الذي طلبه مني سبيل فأعلمه أني خارج إليه . فعاد الرسول إلى سليمان ورد عليه الجواب ،
ثم إن الملك أرسل إلى أرضه وجمع له من الجن الذين كانوا تحت يده ألف ألف ،
وضم إليهم غيرهم من المردة والشياطين الذين في جزائر البحار ورؤس الجبال ثم جهز عساكره وفتح خزائن السلاح وفرقها عليهم .

أما نبي الله سليمان عليه السلام فإنه رتب جنوده وأمر الوحوش أن تنقسم شطرين على يمين القوم وعلى شمالهم
وأمر الطيور أن تكون في الجزائر وأمرها عند الحملة أن تختلف أعينهم بمناقيرها ،
وأن تضرب وجوههم بأجنحتها وأمر الوحوش أن تفترس خيولهم ، فقالوا : السمع والطاعة لله ولك يا نبي الله

ثم إن سليمان نصب له سريراً من المرمر مرصعاً بالجوهر مصفحاً بصفائح الذهب الأحمر
وجعل وزيره آصف بن برخيا على الجانب الأيمن ووزيره الدمرياط على الجانب الأيسر وملوك الإنس على يمينه وملوك الجن على يساره
والوحوش والأفاعي والحيات أمامه ، ثم زحفوا علينا زحفة واحدة وتحاربنا معه في أرض واسعة مدة يومين
ووقع البلاء في الثالث فنفذ فينا قضاء الله تعالى وكان أول من حمل على سليمان أنا وجنودي ،
وقلت لأصحابي إلزموا مواطنكم حتى أبرز إليهم وأطلب قتال الدمرياط وإذا به قد برز كأنه الجبل العظيم
ونيرانه تلتهب ودخانه مرتفع فأقبل ورماني بشهاب من نار فغلب سهمه على ناري وصرخ صرخة عظيمة
تخيلت منها أن السماء انطبقت علي واهتزت لصوته الجبال .
ثم أمر أصحابه فحملوا علينا حملة واحدة وحملنا عليهم وصرخ بعضنا على بعض وارتفعت النيران وعلا الدخان
وكادت القلوب أن تنفطر وقامت الحرب على ساق، وصارت الطيور تقاتل في الهواء والوحوش تقاتل في الثرى ،
وأنا أقاتل الدمرياط حتى أعياني وأعييته . ثم بعد ذلك ضعفت وخذلت أصحابي وجنودي وانهزمت عشائري
وصاح نبي الله سليمان هذا الجبار العظيم ، فحملت الإنس على الإنس ، والجن على الجن ، ووقعت بملكنا الهزيمة وكنا لسليمان غنيمة ،
وحملت العساكر على جيوشنا والوحوش حولهم يميناً وشمالاً ،
والطيور فوق رؤوسنا تخطف أبصار القوم تارة بمخالبها ، وتارة بمناقيرها ، وتارة تضرب بأجنحتها في وجوه القوم
والوحوش تنهش الخيول وتفترس الرجال ،
حتى أكثر القوم على وجه الأرض كجذوع النخل .

وأما أنا فطرت من بين أيادي الدمرياط فتبعني مسيرة ثلاثة أشهر حتى لحقني ووقعت كما ترون.

وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح


يتبع
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس