الموضوع: الناس معادن
عرض مشاركة واحدة
قديم 24-06-2011, 05:29 PM   #15
عضو مميز جداً
 
الصورة الرمزية عبدالله الغانم
 
تم شكره :  شكر 20762 فى 3082 موضوع
عبدالله الغانم نسبة التقييم للعضوعبدالله الغانم نسبة التقييم للعضوعبدالله الغانم نسبة التقييم للعضوعبدالله الغانم نسبة التقييم للعضوعبدالله الغانم نسبة التقييم للعضوعبدالله الغانم نسبة التقييم للعضوعبدالله الغانم نسبة التقييم للعضوعبدالله الغانم نسبة التقييم للعضوعبدالله الغانم نسبة التقييم للعضوعبدالله الغانم نسبة التقييم للعضوعبدالله الغانم نسبة التقييم للعضو

 

رد: الناس معادن

موضوعٌ رائعٌ قويٌ زاد من روعته وقوته هذا الإثراء
الحواري المفيد من أرباب البيان وذوي اليراع المميز
وماكان لي أن أتداخل فيه بعد هذا الجمال حيث قالوا:
لاعطربعد عروس ولكني سأتشرف بمشاركتكم في هذه
الكعكة الحوارية اللذيذة فأقول مستعيناً بالله:
ليس لنا أيتها الفاضلة إلا الظاهروالباطن أمره لله سبحانه
علماً أن مافي الباطن سيظهرعلى الجوارح وإن تعاقبت الأيام
وتوالت السنين يقول زهيرفي معقلته الشهيرة:
ومهما تكن عند امرئٍ من خليقةٍ...وإن خالها تخفى على الناسِ تُعلمِ
وعلينا أن نتعامل مع الناس بناءً على مايُظهرونه لناولسنامكلفين بالتنقيب عن بواطنهم وماذا يقصدون وكماهو جميلٌ أن يمزج الإنسان
حسن الظن بسوئه كي يكون على حذرولاينخدع بالآخرين
فهناك من ينطبق عليهم قول الشاعر:
يُعطيك من طرف اللسان حلاوةً... ويروغ منك كمايروغ الثعلبُ
وقد قيل : لا يخدعنّك منظر الروضة الغنَّاء إذا كان بعدها جهنم الحمراء !
قال المصطفى صلى الله عليه وسلم :"حتَّى يقال للرجل : ما أجلده ! ما أظرفه ! ما أعقله ! وما في قلبه مثقال حبَّة من خردل من إيمان) أخرجه البخاري ومسلم
ومن أراد أن يسبرغورالناس فليستفد من الخليفة الحكيم عمرحين جاءه
شاهد يشهد عنده فقال له عمر : ائتِ بمن يعرِّفك ؛ فجاء برجل ، فقال له : هل تزكِّيه ؟ هل عرفته ؟ قال : نعم ، فقال عمر : وكيف عرفته ؟ هل جاورته المجاورة التي تعرف بها مدخله ومخرجه ؟ قال : لا ؛ قال عمر : هل عاملته بالدينار والدرهم اللذين تعرف بهما أمانة الرجال؟ قال : لا ؛ فقال : هل سافرت معه السفر الذي يكشف عن أخلاق الرجال ؟ قال : لا ، فقال عمر بن الخطَّاب : فعلَّك رأيته في المسجد راكعاً ساجداً، فجئت تزكِّيه ؟! قال : نعم يا أمير المؤمنين ؛ فقال له عمر بن الخطاب : اذهب فأنت لا تعرفه ، ويا رجل ائتني برجل يعرفك فهذا لا يعرفك !
وأختم بهذه الحادثة التي تعطي ملمحاً مهمَّاً في النظرة إلى الأشخاص فحين فرغ الشيخ: عبدالرحمن الدوسري من إحدى محاضراته انبرى أحد السائلين معترضاً على الشيخ الدوسري في استشهاده بكلام سيد قطب، مع أنه حليق لا لحية له ! فأجابه الشيخ الدوسري قائلاً له:" أنت تعالج الجرح والرأس مقطوع ، فإذا كان سيد قطب ـ رحمه الله ـ بلا شعر في لحيته؛ فهو صاحب إحساس وشعور، وإيمان ويقين، وعزة وكرامة، وغيرة على الإسلام والمسلمين؛ قدَّم روحه فداءً لدينه، واستشهد في سبيل الله طلباً لمرضاته، وطمعاً في جنته، وقال قولته المشهورة حين ساوموه ليرجع عن موقفه: "لماذا أسترحم؟ إن سُجِنتُ بحقٍ، فأنا أرضى حُكم الحق، وإن سُجِنتُ بباطل ؛ فأنا أكبر من أن أسترحم الباطل، إن إصبع السبابة الذي يشهد لله بالوحدانية في الصلاة ليرفض أن يكتب حرفاً يقر فيه حكمَ طاغية".ثمَّ قال الشيخ الدوسري :هذا هو سيد قطب، فأين أصحاب الشَعْر بلا شعور من مواقف الرجال؟!"
وصدق ـ رحمه الله ـ : فكم من إنسان ملتحٍ ليس له من خدمة الإسلام نصيب ! وكم من إنسان يظهر بأنَّه غير ملتزم إلاَّ أنَّ له دوراً كبيراً في خدمة دين الله ونصرته ، ورفع رايته.
عذراً عن الإطالة وللجميع وافر التقدير
التوقيع
عبدالله الغانم غير متصل   رد مع اقتباس