عرض مشاركة واحدة
قديم 13-08-2011, 05:21 PM   #120
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: قـصـص من الـمـاضـي




العجوز وزوجة التاجر

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن تاجراً كان كثير المال وكان له ولد يعز عليه ،
فقال الولد لوالده يوماً من الأيام :
يا وآلدي أتمنى عليك أمنية تفرج عني بها ، فقال له أبوه :
ما هي يا ولدي حتى أعطيكها ولو كانت نور عيني لأبلغك به مقصودك ؟ فقال له الولد :
أتمنى عليك أن تعطيني شيئاً من المال أسافر به مع التجار إلى بلاد بغداد لأتفرج عليها وأنظر قصور الخلفاء لأن أولاد التجار وصفوا لي ذلك وقد اشتقت أن أنظر إليها
فقال له وآلده يا بني من له صبر على غيبتك ،
فقال له الولد أنا قلت لك هذه الكلمة ولا بد من المسير إليها برضا أو بغير رضا
فإنه وقع في نفسي وجد لا يزول إلا بالوصول إليها .

فلما تحقق منه ذلك جهز له متجراً بثلاثين ألف دينار وسفره مع التجار الذين يثق بهم ووصى عليه التجار
ثم إن وآلده ودعه ورجع إلى منزله ومازال الولد مسافراً مع رفقائه التجار
إلى أن وصلوا إلى مدينة بغداد دار السلام .

فلما بلغوها دخل الولد سوقها ورأى داراً حسنة مليحة أذهلت عقله وأدهشت ناظره
فيها الطيور تغرد والمجالس يقابل بعضها بعضاً وأرضها مرخمة بالرخام الملون
وسقوفها مذهبة باللازورد المعدني .

فسأل البواب عن مقدار أجرتها كم في الشهر ، فقال له : عشرة دنانير ،
فقال له الولد :
هل أنت تقول حقاً أو تهزأ بي ؟
فقال له البواب :
والله لا أقول إلا حقاً فإن كل من سكن هذه الدار لا يسكنها إلا جمعة أو جمعتين .
فقال له الولد : وما السبب في ذلك ؟
فقال : يا ولدي كل من سكنها لا يخرج منها إلا مريضاً أو ميتاً وقد اشتهرت هذه الدار بهذه الأشياء عند جميع الناس
فلم يتقدم أحد على سكنها وقد قلت أجرتها لهذا القدر .
فلما سمع الولد ذلك تعجب منه غاية العجب ، وقال :
لابد أن يكون لهذه الدار سبب من الأسباب حتى يحصل فيها ذلك المرض أو الموت ،
ثم تفكر الولد في نفسه واستعاذ بالله من الشيطان الرجيم وأزال ذلك الوهم من خاطره
وسكنها وباع واشترى ومضى عليه مدة أيام في الدار ،
ولم يصبه شيء مما قال له ذلك البواب .

فبينما هو جالس يوماً من الأيام على باب الدار إذ مرت عليه عجوز شمطاء كأنها الحية الرقطاء ،
وهي تكثر من التسبيح والتقديس وتزيل الحجارة والأذى من الطريق ،
فرأت الولد جالساً على الباب فنظرت إليه وتعجبت من أمره فقال لها الولد يا امرأة هل تعرفينني أو تشبهين علي .
فلما سمعت كلامه هرولت إليه وسلمت عليه وقالت له :
كم لك ساكناً في هذه الدار؟ فقال لها : يا أمي مدة شهرين ، فقالت :
من هذا تعجبت وأنا يا ولدي لا أعرفك ولا تعرفني ولا شبهت عليك بل إني تعجبت
من أنه لا أحد غيرك يسكنها إلا ويخرج منها ميتاً أو مريضاً ،
وما أشك أنك يا ولدي مخاطر بشبابك فهلا طلعت القصر ونظرت من المنظرة التي فيه ؟
ثم إن العجوز مضت إلى حال سبيلها فلما فارقته العجوز صار الولد متفكراً في كلامها ،
وقال في نفسه :
أنا ما طلعت أعلى القصر ولا أعلم أن به منظرة .
ثم دخل من وقته وساعته وجعل يطوف في أركان البيت
حتى رأى في ركن منها باباً لطيفاً معششاً عليه العنكبوت بين الأشجار ،
فلما رآه الولد قال في نفسه : لعل العنكبوت ما عشش على هذا الباب إلا لأن المنية داخله ،
فتمسك بقول الله تعالى : قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ، ثم فتح ذلك الباب وطلع في سلم لطيف حتى وصل إلى أعلاه .


وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح

يتبع



أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس