عرض مشاركة واحدة
قديم 04-09-2011, 01:55 PM   #1
عضو جديد
 
الصورة الرمزية الواثقة
 
تم شكره :  شكر 7 فى 3 موضوع
الواثقة is an unknown quantity at this point

 

قال تعالى (قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى)

أكثروا من ذكر هادم اللذات ومفرِّق الجماعات


الحمد لله الذي خلق الموت والحياة ليبلونا أينا أحسن عملاً، وصلى الله وسلم وبارك على رسولنا القائل: "أكثروا من ذكر هادم1 اللذات"، الموت، مفرق الجماعات، وميتم البنين والبنات، ومؤيم الأزواج والزوجات، وقاطع الأعمال الصالحات، المقرب إلى العرصات2، المجرع للحسرات، الناقل من البيوت والقصور إلى القبور الموحشات، المفجع للأهل والقرابات، وعلى آله وصحبه والتابعين لهم في الخيرات.
من العجيب الغريب أن كثيراً من الناس لا يذكرون الموت ولا يحبون أن يذكَّروا به، ومنهم من يتشاءم بمن يذكره بذلك، وينبهه لما هنالك، كأنما كتب الموت على غيرهم، ونسوا أوتناسوا أن الأحياء جميعاً هم أبناء الموتى، وذراري الهلكى، أين الآباء والأجداد؟ بل أين بعض الأبناء، والازواج، والأقارب، والجيران، والأحفاد؟
في قصيدته الشهيرة التي حث فيها ابنه على طلب العلم والاشتغال به، التي مطلعها:
تفتُّ فيـؤادك الأيـامُ فتـاً وتنحتُ جسمكَ الساعاتُ نحتا
وتدعوك المنونُ دعاءَ صدق ألا يا صاح أنت أريــدُ أنتا
أراك تحب عِرْساً ذات خدر أبتَّ طلاقها الأكيــاسُ بتا
تنام الدهر ويحك في غطيط بها حتى إذا مت انتبهـــا
فكم ذا أنت مخـدوع وحتى متى لا ترعوي عنهـا وحتى
أبابكـر دعـوتك لو أجبتَ إلى ما فيه حظك لوعقلنــا
إلى علم تكـون به إمامـاً مطاعاً إن نهيتَ و إن أمرتـا
إلى أن قال:
ولا تقل الصبـا فيه امتهـال وفكـر كم صغيـر قد دفنتـا
وقال مذكراً نفسه على لسان ابنه:
تقطعني على التفريط لومـاً وبالتفريط دهـرك قد قطعتا
وفي صغري تخوفني المنايا وما تدري بحالك حيث شبتا
وكنتَ مع الصبا أهدى سبيلاً فمالك بعد شيبك قد نكثتـا
ونـاداك الكتـاب فلم تجبه ونبهك المشيب فما انتبهتا
ويقبح بالفتى فعـل التصابي وأقبح منه شيخ قد تفتــا
ونفسك ذم لا تذمم سواهـا لعيب فهي أجدر من ذممتا
وأنت أحـق بالتنفيـذ مني و لو كنت اللبيب لما نطقتا
ولو بكت الدُّما عيناك خوفاً لذنبك لم أقل لك قد أمنتـا
ومن لك بالأمان وأنت عبد أمرتَ فما ائتمرت ولا أطعتا4

الواثقة غير متصل   رد مع اقتباس