عرض مشاركة واحدة
قديم 05-09-2011, 09:51 PM   #5
عضو
 
الصورة الرمزية أبو حمـد
 
تم شكره :  شكر 6319 فى 2308 موضوع
أبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضو

 

رد: [| تَـأمُـلاَتْ قُـرْأنـيّـةْ |]

بسم الله الرحمن الرحيم ،،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،

قال الله تعالى: " ولا يغتب بعضكم بعضـًا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتـًا فكرهتموه واتقوا الله إن الله توابٌ رحيم " ،،


تعريف الغيبة :
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: " أتدرون ما الغيبة؟ " ، قالوا الله ورسوله أعلم ، قال : " ذكرك أخاك بما يكره " ، قيل إن كان في أخي ما أقول ؟ قال : " إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته ، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته " (رواه أبو داود) ..

ففي الآية الكريمة يحذر الله أن يتناول بعضكم بعضـًا بظهر الغيب بما يسوؤه ،، ثم ضرب الله تعالى للغيبة مثلاً : " أيُحبُّ أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتـًا " ،، وبيانه أن ذكرك أخاك الغائب بسوء بمنزلة أكل لحمه وهو ميت لا يحس بذلك ، " فكرهتموه " ، أي فكما كرهتم هذا الأمر فاجتنبوا ذكر إخوانكم بالسوء ، وفي ذلك إشارة إلى أن عرض الإنسان كلحمه وهي من الكبائر .

وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : " قلت للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حسبك من صفية كذا وكذا " قال بعض الرواة تعني قصيرة ـ فقال : " لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته " ، قالت : وحكيت له إنسانـًا فقال : " ما أحب أني حكيت إنسانـًا وإن لي كذا وكذا " رواه الترمذي .. والحديث من أبلغ الزواجر عن الغيبة .

وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : " كل المسلم على المسلم حرام دمه وعرضه وماله " رواه البخاري ومسلم .

وعن أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال في خطبته يوم النحر بمنى في حجة الوداع : " إن دماءكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ألا هلا بلغت " ، رواه البخاري ومسلم .

و روى الإمام أحمد وأبو داود من حديث أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لما عُرِجَ بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم ، فقلت : من هؤلاء يا جبريل ؟ قال : هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويَقَعُون في أعراضهم " .

وأنواع الغيبة كثيرة ومختلفة فمنها : كأن يقول احدهم: نعوذ بالله من قلة الحياء ،، نسأل الله أن يعصمنا منه ،، أو يقول: ما أحسن حال فلان لولا أنه يفعل كذا وكذا ونحو ذلك ...
،، وكل ما يفهم منه الذم فهو داخل في الغيبة سواء كان بكلام أو غيره ،،

واعلم أن المستمع للغيبة شريك فيها ، ولا يتخلص من إثم سماعها إلا أن ينكر بلسانه ، فإن خاف فبقلبه ، وإن قدر على القيام أو قطع الكلام بكلام آخر لزمه ذلك .


الأسباب الباعثة على الغيبة :
1- تشفي الغيظ بأن يجري من إنسان في حق إنسان آخر سبب يوجب غيظه ،، فكلما هاج غضبه تشفى بغيبة صاحبه .

2- من البواعث على الغيبة موافقة الأقران ومجاملة الرفقاء ومساعدتهم ،، فإنهم إذا كانوا يتفكهون في الأعراض رأى هذا أنه إذا أنكر عليهم أو قطع كلامهم استثقلوه ونفروا منه ،، فيساعدهم ويرى ذلك من حسن الصحبة.

3- إرادة رفع نفسه بتنقيص غيره ، فيقول : فلان جاهل وفهمه ركيك .. ونحو ذلك ،، وغرضه أن يثبت في ضمن ذلك فضل نفسه ويريهم أنه أعلم منه ،، وكذلك الحسد في ثناء الناس على شخص وحبهم له وإكرامهم فيقدح فيه ليقصد زوال ذلك .

4- اللعب والهزل فيذكر غيره بما يضحك الناس على سبيل الللهو والمزاح ،، حتى إن بعض الناس يكون كسبه من هذا .


علاج الغيبة :
فليعلم المغتاب أنه بالغيبة متعرض لسخط الله تعالى ومقته ،، وأن حسناته تنتقل إلى من اغتابه ،، وإن لم يكن له حسنات نقل إليه من سيئات خصمه ، فمن استحضر ذلك لم يطلق لسانه بالغيبة .

وينبغي إذا عرضت له الغيبة أن يتفكر في عيوب نفسه ويشتغل بإصلاحها ويستحي أن يعيب وهو معيب كما قال بعضهم :

[poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""] فإن عبتَ قومـًا بالذي فيكَ مثلُهُ =فكيفَ يعيبُ الناسَ مَنْ هوَ أعْوَرُ
وَإنْ عِبْتَ قَوْمـًا بالذي ليس فيهم= فذلك عند الله والناس أكبــرُ[/poem]

فلينظر في السبب الباعث على الغيبة .. فيجتهد في قطعه فإن علاج العلة يكون بقطع سببها .


كفارة الغيبة :
اعلم أن المغتاب قد جنى جنايتين :

أحدهما حق الله تعالى إذ فعل ما نهاه عنه فكفارة ذلك التوبة والندم .

والجناية الثانية : على عرض المخلوق ، فإن كانت الغيبة قد بلغت الرجل جاء إليه فاستحله وأظهر له الندم على فعله .

وإن كانت الغيبة لم تبلغ الرجل جعل مكان استحلاله الاستغفار له والثناء عليه بما فيه من خير ،، أمام من اغتابه أمامهم ،، لإصلاح قلوبهم .

ومن أقوال السلف ،، قال مجاهد :
كفارة أكلك لحم أخيك أن تثني عليه وتدعو له بخير وكذلك إن كان قد مات ،،

فإذا هممت أخي بالغيبة فتذكر :
1. أنك متعرض لسخط الله
2. أن حسناتك تنقل إلى من اغتبته
3. عيوبك وانشغل بها عن الناس
4. أنك كمن يأكل لحم أخيه ميتا
5. انظر في سبب الغيبة واجتنبه


أسأل الله لي ولكم الهدايه ،، وأن ينير قلوبنا ويصلح أحوالنا إنه على كل شيء قدير ،،


ربي اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب ،،

وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين ،،


شكراً لكم ،،

أبو حمـد غير متصل   رد مع اقتباس