دخل لإجراء مقابلة شخصية ، فوجد أمامه ثلاثة من الذين يسبق حرف الدال أسمائهم. سلّم و جلس ، فلاحظ أن أحدهم تضايق لأنه جلس قبل أن يُعطى الأذن بالجلوس.!
كان يمتلئ ثقةً بنفسه ، لذا لم يُعِر هذا أي اهتمام.
و بدأت المقابلة.
كما قرأ كان أحدهم مسالماً ، و الأخر يحاول استفزازه أما الثالث فكان يراقب حركاته و يكتب في ورقة معه. و عند الإجابة على أحدِ الأسئلةِ المطروحةِ ، كان هناكَ نقاشٌ بينه و بين عضو اللجنة الذي يحاول إستفزاره. و لأنه كان محيطاً بجوانب الموضوع تحت النقاش ، كانت ردوده منطقيّة إلا أن عضو اللجنة كان غارقاً في سكرة الأنا ، و غفوة الأنتم.
كان من الأكثريّة التي تعودت أن ترى بالبصر ، و لا تعاين بالبصيرة.!
و تسمع بالإذن ما لا يستقر في القلب.
حيث صاح فيه قائلاً ( أتعتقد أنك أكثر مني فهماً ؟).
رد عليه صاحبنا ( العين ما تعلى على الحاجب ).!
فإذا بعضو اللجنة تنفرج أساريره ، و يجلس جلوس المنتصر على مقعده.!
كثيراً ما نُردد هذا المثل ( العين ما تعلى على الحاجب ). فهل هذا مدعاة للفخر؟
و هل الحاجب بعلّوه المكاني أهم من العين؟
لو خيّر أحدنا بين فقد حاجبه ، أو فقد عينه ،،،، ترى ماذا سيختار؟
عندما صوّر الله – سبحانه و تعالى – الحاجب في مكانه ما كان هذا إلا خدمةً للعين الواقعة أسفل منه ، و حمايةً لها من قطرات العرق المتساقطة من الولوج داخلها.
أي أن علوه هو علو مكان لا علو أهمية.!
بل هو علو خدمة ، و حماية ، و إلا فأهميته العمليّة لا تصل إلى أهميّة العين.
الحاجب هنا كما العين إنما هما مجرّد أمثلة لواقع ، وما سبق فكرة قد لا تكون ناضجة بما فيه الكفاية عند بعض من يقرأها ، لذا أتمنى أن تنضجوها بجميل مداخلاتكم.
تحيّة تشبهكم و سلام.