لما انعطف السائق نحو اليمين متجهاً بنا صوب جامعة السلطان قابوس وذلك بعد الخروج من بوابة الفندق ، انعطف مرة ثانية لليسار ليلج بنا منطقة السفارات كنوع من الاستعراض لعملية التنظيم والترتيب للأرصفة والأحياء ، ومما زاد الدهشة أن السفارات في الغالب بلا حرس أو مدرعات للحماية.
طوقتني براءة الأطفال وأنا أنظر إلى الشجر الممتد على جانبي الطريق ، كان يطل علينا بغرور كفتاة زادها الغنج حسناً وجمالا قد أزاحت الس...تار عن شرفتها وجه الصباح ليلثمها المارة بأعينهم، وسجاد من العشب الأخضر قد استلقى على كتفي الطريق المؤدي للجامعة ، لطالما تمنيت النزول من السيارة والسير وحيداً لفترات على ذلك العشب .
أما الجبال التي تحيط بمسقط فكانت تطل علينا بكبرياء سلطاني متدثرة بتاريخ متنوع من الثقافة والحضارات .
تنفست النقاء وأحببت الحياة وتذوقت جمال المدينة وهدوء الطرقات ودماثة العمانيين وطيب تعاملهم.
في مكتبة الجامعة في المركز الثقافي تعرفت على الناقد الأستاذ حميد ، قد غمرته المكتبة بين رفوفها عن المشهد الثقافي الخليجي ولكنه حاضر في المشهد العماني ولا شك.
تحدثنا كثيراً وثرثرنا حول الأدب والقصة والمذاهب الأدبية وتحميل النص ما لا يحتمل ، وعن قدسية النص لدى صاحبه ! وكذلك أخبرني عن فتاة قدمت بحث الماجستير في الأدب فقال لها الدكتور بكل بساطة هذا البحث يكتبه أي عامل آسيوي! ، فبكت ولكنها لم تبكي من جولها.
القراءة في المكتبة رائعة جداً والمكان هادئ وهكذا تكون المكتبات وإلا فلا وجميع الطاولات نظيفة، وهذا ما لا أجده في كثير من المكتبات العامة في بلادي!.