"اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الإنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2)اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَالإنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)"
نزلت على رسول الله هذه السورة وهو في غار حراء، أتاه جبريل وأمره أن يقرأ فقال: ما أنا بقارئ,ومعنى «ما أنا بقارئ» يعني لست من ذوي القراءة،إذ أنه صلى الله عليه وسلّم كان أميًّا كماقال الله تعالى: (فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي) وقال تعالى: (هوالذي بعث في الأميين رسولاً منهم). فكان لا يقرأ ولا يكتب، وهذا من حكمة الله أنه لا يقرأ ولا يكتب، حتى تتبين حاجته وضرورته إلى هذه الرسالة، وحتى لايبقى لشاك شك في صدقه، وقد أشار الله إلى هذه في قوله: (وما كنت تتلو من قبله منكتاب ولا تخطه بيمينك إذاً لارتاب المبطلون) قال له: «ما أنابقارئ» فغطه مرتين أو ثلاثاً، ثم قرأ له السورة. ومن هذه البداية انطلاقة في ديننا الحنيف للحث على القراءة للتعلم والتفكر قال الله تعال ( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت). ولنا في قصة قوم إبراهيم عبدت الأصنام والأوثان عبرة في الأثر الناتج عن عدم التفكر قال الله تعالى(واتل عليهم نبأ إبراهيم إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون قالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين قال هل يسمعونكم إذ تدعون أو ينفعونكم أو يضرون قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون قال أفرايتم ما كنتم تعبدون أنتم وآباؤكم الأقدمون فإنهم عدو لي إلا رب العالمين ) . ومن المهم أن يستوعب القارئ ما يقرأ وأن يفكر في ما قرأه ويحلله ثم ينتج ما استنبطه. والتعلم هو عملية تلقي المعرفة، و القيم و المهارات من خلال الدراسة أو الخبرات أو التعليم مما قد يؤدي إلى تغير دائم في السلوك، تغير قابل للقياس وانتقائي بحيث يعيد توجيه الفرد الإنساني ويعيد تشكيل بنية تفكيره العقلية. أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا وأن يجعل علمنا شاهد لنا. .