إلى الجمال والبديع أعدو وعسى أن لا يضيق بي أهل هذا المتصفح البديع الذي اختطته ذات الذوق أختنا المطمئنة .
قال الوأواء الدمشقي محمد بن أحمد العناني الدمشقي أبو الفرج :
[poem=font="Simplified Arabic,6,red,bold,italic" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
نَالَـتْ عَلـى يَـدِهـا مَــا لَــمْ تَنَـلْـهُ يَــدِي=نَقْشـاً عَلَـى مِعْصَـمٍ أَوْهَـتْ بِـهِ جَـلَـدِي
كــأَنَّــهُ طُـــــرْقُ نَــمْـــلٍ فـــــي أَنـامِـلِـهــا=أَوْ رَوْضَــةٌ رَصَّعَتْـهـا السُّـحْـبُ بِالْـبَـرَدِ
كـأَنَّـهـا خَـشِـيَــتْ مِــــنْ نَــبْــلِ مُقْـلَـتِـهـا=فَأَلْـبَـسَـتْ زَنْــدَهــا دِرْعــــاً مِــــنَ الــــزَّرَدِ
مَـــدَّتْ مَوَاشِـطَـهـا فـــي كَـفِّـهــا شَــرَكــاً=تَصِـيـدُ قَلْـبِـي بِــهِ مِــنْ داخِــلِ الجَـسَـدِ
وَقَـــوْسُ حَاجِـبِـهـا مِــــنْ كــــلِّ نَـاحِـيَــةٍ=وَنَــبْــلُ مُقْـلَـتِـهـا تَــرْمِــي بِـــــهِ كَــبِـــدِي
إِنْ كـانَ فـي جُلَّنـارِ الخَـدِّ مِـنْ عَـجَـبٍ=فَـالـصَّــدْرُ يَــطْــرَحُ رُمَّــانــاً لِــمَــنْ يَــــرِدِ
وَخَـصْـرُهـا نـاحِــلٌ مِـثْـلِـي عَـلــى كَــفَــلٍ=مُرَجْـرَجٍ قَـدْ حَكـى الأَحْـزَان فــي الخَـلَـدِ
إِنْسِيَّـةٌ لَـوْ بَـدَتْ لِلْشَّمْـسِ مــا طَلَـعَـتْ=مِــنْ بَـعْـدِ رُؤْيَـتِـهـا يَـوْمــاً عَـلــى أَحَـــدِ
سَأَلْتُـهَـا الـوَصْـلَ قَـالَـتْ أَنْـــتَ تَعْـرِفُـنـا=مَـــنْ رَامَ مِـنَّــا وِصـــالاً مَـــاتَ بِالـكَـمَـدِ
وَكَـمْ قَتِيـلٍ لَنَـا فـي الحُـبِّ مَـاتَ جَـوىً=مِـــنَ الـغَــرامِ وَلَـــمْ يُــبْــدِئْ وَلَــــمْ يُــعِــدِ
فَـقُـلْـتُ أَسْتَـغْـفِـرُ الـرَّحْـمـنَ مِــــنْ زَلَــــلٍ=إِنَّ الـمُـحِــبَّ قَـلِـيــلُ الـصَّـبْــرِ وَالـجَــلَــدِ
قَـالَــتْ وَقَــــدْ فَـتَـكَــتْ فِـيـنــا لَـوَاحِـظُـهـا=مَــا إِنْ أَرى لِقَـتِـيـلِ الـحُــبِّ مِـــنْ قَـــوَدِ
قَـــدْ خَلَّـفَـتْـنِـي طَـريـحــاً وَهْــــيَ قَـائِـلَــةٌ=تَـأَمَّـلـوا كَـيْــفَ فِـعْــلُ الـظَّـبْـيِ بِــالأَسَــدِ
قَـالَـتْ لِطَـيْـفِ خَـيَــالٍ زَارَنـــي وَمَـضــى=بِـالـلَــهِ صِــفْــهُ وَلا تَـنْــقُــصْ وَلا تَـــــزِدِ
فَـقَـالَ أَبْصَـرْتُـهُ لَـــوْ مَـــاتَ مِـــنْ ظَـمَــأٍ=وَقُلْـتِ قِـفْ عَـنْ وُرُودِ الـمَـاءِ لَــمْ يَــرِدِ
قَالَتْ صَدَقْتَ الوَفَا في الحُـبِّ شيمتُـهُ=يَـا بَـرْدَ ذاكَ الَّـذي قَـالَـتْ عَـلَـى كَـبِـدِي
وَاسْتَرْجَـعَـتْ سَـأَلَـتْ عَـنِّـي فَقِـيـلَ لَـهَــا=مَــا فِـيــهِ مِـــنْ رَمَـــقٍ دَقَّـــتْ يَـــداً بِـيَــدِ
وَأَمْـطَـرَتْ لُـؤْلُـؤأً مِــنْ نَـرْجِـسٍ وَسَـقَــتْ=وَرْداً وَعَـضَّــتْ عَـلَــى الـعُـنَّـابِ بِـالـبَـرَدِ
وَأَنْــشَـــدَتْ بِــلِــسَــانِ الـــحَـــالِ قَــائِــلــةً=مِـــنْ غَـيْــرِ كُــــرْهٍ وَلا مَــطْــلٍ وَلا جَــلَــدِ
وَالــلَــهِ مَــــا حَــزِنَــتْ أُخْــــتٌ لِـفَـقْــدِ أَخٍ=حُــزْنـــي عَــلَــيْــهِ وَلا أُمٌّ عَـــلَـــى وَلَــــــدِ
وَجَـرَّعَـتْـنِــي بِــرِيـــقٍ مِـــــنْ مَـرَاشِـفِــهــا=فَعَادَتِ الرُّوحُ بَعْدَ المَوْتِ فِـي جَسَـدِي
هُمْ يَحْسُدُوني عَلَى مَوْتِـي فَـوا أَسَفِـي=حَتَّى عَلَى المَوْتِ لا أَخْلوُ مِنَ الحَسَدِ [/poem]