وهل كملنا حتى أن أحدنا لا يحتاج النصيحة ؟ كلٌّ منا يحتاج النصيحة ... و النصيحة كالحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أولى بها ... " فلا تزكوا أنفسكم بل الله يزكي من يشاء ... " ولا تمتطوا للنصيحة الفضيحةَ ... ولنبتغِ بالنصيحة وجه الله لا تتبع عورات الناس فمن تتبع عورات الناس تتبع الله عورته و فضحه على رؤوس الخلائق ...
إخوتي و أخواتي هل فينا من هو في غنىً عن النصيحة ؟
هل فينا من تمَّ له التقى و الهدى و الورع حتى عُصم من الخطأ ؟
لِمَ لم أجد في الردود اعترافًا بالقصور و كأنَّّكم لم تقعوا في خطأ و لم يصدر عنكم خطأ ... ؟
كلنا خطاء و خير الخطائين التوابون ... لو لم نخطئ لصافحتنا الملائكة في الطرقات ... أنا أخطئ و أنتَ تخطئ ... و أنتِ تخطئين و هو يخطئ وهي كذلك و ... و ... فكلنا ناصحٌ و منصوح ينصح عن ذا ويُنصح في ذاك ... تقع فيما لا أقع فيه ... و أقعُ فيما لا تقعُ فيه ... وتنأى عن أمرٍ وآتيه ... وتأتي أمرًا وأنأى عنه ... فكما نقدم النصيحة علينا أن نقبلها فما نال بشرٌ الكمال ولكن رحمة الله يكتبها لمن يشاء .
لا تضيقوا بما كتبت فحديث القلب وإن آلم فهو دواء وحديث اللسان قد يشوبه مايذهب رونقه ... فلتقبلوا حديث قلبي ... نفعني الله و إياكم بما نقول ...
ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا و اجعلنا هداةً مهتدين غير ضالين ولا مضلين و نعوذ بك الله من العجب والكبر ونسألك رضاك و الجنة .