عرض مشاركة واحدة
قديم 07-05-2012, 11:37 AM   #150
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: السيرة النبوية العطرة

تفسير الحديث أعلاه


قوله : ( باب التهجد بالليل ) في رواية الكشميهني :
"
من الليل " . وهو أوفق للفظ الآية ،
وسقطت البسملة من رواية
أبي ذر .

وقصد البخاري إثبات مشروعية قيام الليل مع عدم التعرض لحكمه ،
وقد أجمعوا - إلا شذوذا من القدماء - على أن صلاة الل
يل ليست مفروضة على الأمة ،
واختلفوا في كونها من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم ، وسيأتي تصريح ال
مصنف بعدم وجوبه على الأمة قريبا .


قوله : ( وقوله عز وجل : ومن الليل فتهجد به زاد أبو ذر في روايته " اسهر به " وحكاه الطبري أيضا ،
وفي المجاز
لأبي عبيدة : قوله : فتهجد به أي اسهر بصلاة .

وتفسير التهجد بالسهر معروف في اللغة ، وهو من الأضداد . يقال تهجد إذا سهر ، وتهجد إذا نام ، حكاه الجوهري وغيره .

ومنهم من فرق
بينهما فقال : هجدت نمت ، وتهجدت سهرت ، حكاه أبو عبيدة وصاحب العين ،

فعلى هذا أصل الهجود : النوم ، ومعنى تهجدت : طرحت عني النوم .

وقال
الطبري : التهجد السهر بعد نومة ، ثم ساقه عن جماعة من السلف . وقال ابن فارس : المتهجد المصلي ليلا .
وقال
كراع : التهجد صلاة الليل خاصة .


قوله : نافلة لك النافلة في اللغة الزيادة ، فقيل : معناه عبادة زائدة في فرائضك .

وروى
الطبري عن ابن عباس : " أن النافلة للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة ، لأنه أمر بقيام الليل وكتب عليه دون أمته " .
وإسناده ضعيف .

وقيل : معناه زيادة لك خالصة ، لأن تطوع غيره يكفر ما على صاحبه من ذنب ،
وتطوعه هو ص
لى الله عليه وسلم يقع خالصا له لكونه لا ذنب عليه ، وروى معنى ذلك الطبري وابن أبي حاتم ،
عن
مجاهد بإسناد حسن ، وعن قتادة كذلك ، ورجح الطبري الأول وليس الثاني ببعيد من الصواب .


قوله : ( إذا قام من الليل يتهجد ) في رواية مالك ، عن أبي الزبير ، عن طاوس : إذا قام إلى الصلاة من جوف الليل .

وظاهر السياق أنه كان يقوله أول ما يقوم إلى الصلاة ، وترجم عليه
ابن خزيمة ؛
الدليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول هذا التحميد بعد أن يكبر ، ثم ساقه من طريق
قيس بن سعد ،
عن
طاوس ، عن ابن عباس قال :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام للتهجد قال بعد ما يكبر : اللهم لك الحمد

وفي آخره : وكان في دعائه :
اللهم اجعل في قلبي نورا الحديث . وهذا قاله لما أراد أن يخرج إلى صلاة الصبح
كما بينه
مسلم من رواية علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه .


قوله : ( قيم السموات ) في رواية أبي الزبير المذكورة " قيام السموات " قال قتادة : القيام : القائم بنفسه بتدبير خلقه المقيم لغيره .

قوله : ( أنت نور السموات والأرض ) أي منورهما ، وبك يهتدي من فيهما .
وقيل : المعنى أنت المنزه عن كل عيب ، يقال : فلان منور ؛ أي مبرأ من
كل عيب ،
ويقال : هو اسم مدح ؛ تقول : فلان نور البلد ؛ أي مزينه .


قوله : ( أنت ملك السموات ) كذا للأكثر ، وللكشميهني ( لك ملك السموات ) والأول أشبه بالسياق .

قوله : ( أنت الحق ) ؛ أي المتحقق الوجود ، الثابت بلا شك فيه ، قال القرطبي .

هذا الوصف له سبحانه وتعالى بالحقيقة خاص به لا ينبغي لغيره ، إذ وجوده لنفسه ،
فلم يسبقه عدم ، ولا ي
لحقه عدم ، بخلاف غيره .

وقال
ابن التين : يحتمل أن يكون معناه أنت الحق بالنسبة إلى من يدعى فيه أنه إله ، أو بمعنى أن من سماك إلها فقد قال الحق .


قوله : ( ووعدك الحق ) أي الثابت ، وعرفه ونكر ما بعده ؛ لأن وعده مختص بالإنجاز دون وعد غيره ،
والتنكير في البواقي للتع
ظيم ، قاله الطيبي . في مخطوطة الرياض : القرطبي .
واللقاء وما ذكر بعده داخل تحت الوعد ، لكن الوعد مصدر ، وما ذكر بعده هو الموعود به ،
ويحتمل أن يكو
ن من الخاص بعد العام كما أن ذكر القول بعد الوعد من العام بعد الخاص ، قاله الكرماني .


قوله : ( ولقاؤك حق ) فيه الإقرار بالبعث بعد الموت ، وهو عبارة عن مآل الخلق في الدار الآخرة
بالنسبة إلى الجزاء على الأعما
ل . وقيل : معنى ( لقاؤك حق ) أي الموت ، وأبطله النووي .


قوله : ( وقولك حق ) تقدم ما فيه .

قوله : ( والجنة حق والنار حق ) فيه إشارة إلى أنهما موجودتان ، وسيأتي البحث فيه في بدء الخلق .

قوله : ( ومحمد صلى الله عليه وسلم حق ) خصه بالذكر تعظيما له ،
وعطفه على النبيين إيذانا بالتغاير بأنه فائق عليهم بأوصاف مختصة ، وجرد
ه عن ذاته كأنه غيره ،
ووجب عليه الإيمان به وتصديقه مبالغة في إثبات نبوته كما في التشهد .


قوله : ( والساعة حق ) أي يوم القيامة ، وأصل الساعة : القطعة من الزمان ،
وإطلاق اسم الحق على ما ذكر من الأمور معناه أنه لا ب
د من كونها ، وأنها مما يجب أن يصدق بها .
وتكرار لفظ " حق " للمبالغة في التأكيد .


قوله : ( اللهم لك أسلمت ) أي انقدت وخضعت ( وبك آمنت ) أي صدقت
( وعليك توكلت ) أي فوضت الأمر إليك تاركا للنظر في الأسباب العادية ليس هذا التفسير بجيد ،
والصواب في تفسير التوكل عند أهل التحقيق أنه الاعتماد على الله ، والثقة به
، والإيمان بأنه مقدر الأشياء ،
ومدبر الأمور كلها مع النظر في الأسباب العادية من العبد وقيامه به
ا .
فالتوكل مركب من شيئين ؛ أحدهما الاعتماد على الله ، والثقة به ، والتفويض إليه لكونه قد علم الأ
شياء وقدرها ،
وله القدرة الشاملة والمشيئة النافذة .

والثاني النظر من العبد في الأسباب الدينية والد
نيوية ، وقيامه بها ، والله أعلم ( وإليك أنبت ) ؛ أي رجعت إليك في تدبير أمري .


قوله : ( وبك خاصمت ) أي بما أعطيتني من البرهان ، وبما لقنتني من الحجة .

قوله : ( وإليك حاكمت ) أي كل من جحد الحق حاكمته إليك ، وجعلتك الحكم بيننا ،
لا من كانت الجاهلية تتحاكم إليه من كاهن ون
حوه .
وقدم مجموع صلات هذه الأفعال عليها إشعارا بالتخصيص ، وإفادة للحصر ،
وكذا قوله : ( ولك الحمد )
وقوله : ( فاغفر لي ) قال ذلك مع كونه مغفورا له ،
إما على سبيل التواضع والهضم لنفسه وإجلالا وتعظيما لربه ، أو على سبيل ا
لتعليم لأمته لتقتدي به ، كذا قيل ،
والأولى أنه لمجموع ذلك ، وإلا لو كان للتعليم فقط لكفى فيه أمر
هم بأن يقولوا .


قوله : ( وما قدمت ) أي قبل هذا الوقت ( وما أخرت ) عنه .

قوله : ( وما أسررت وما أعلنت ) أي أخفيت وأظهرت ، أو ما حدثت به نفسي ، وما تحرك به لساني .
زاد في التوحيد من طريق
ابن جريج ، عن سليمان ( وما أنت أعلم به مني ) وهو من العام بعد الخاص أيضا .


قوله : ( أنت المقدم وأنت المؤخر ) قال المهلب : أشار بذلك إلى نفسه ؛ لأنه المقدم في البعث في الآخرة ،
والمؤخر في البعث في الدنيا .
زاد في رواية
ابن جريج أيضا في الدعوات :
( أنت إلهي لا إله لي غيرك ) . قال
الكرماني : هذا الحديث من جوامع الكلم ؛
لأن لفظ القيم إشارة إلى أن وجود الجواهر وقوامها منه ، والنور إلى أن ال
أعراض أيضا منه ،
والملك إلى أنه حاكم عليها إيجادا وإعداما يفعل ما يشاء ، وكل ذلك
من نعم الله على عباده ،
فلهذا قرن كلا منها بالحمد ، وخصص الحمد به .
ثم قوله : ( أنت الحق ) إشارة إلى ا
لمبدأ ، والقول ونحوه إلى المعاش ، والساعة ونحوها إشارة إلى المعاد ،
وفيه الإشارة إلى النبوة وإلى ال
جزاء ثوابا وعقابا ، ووجوب الإيمان والإسلام ، والتوكل والإنابة ،
والتضرع إلى الله والخضوع له
، انتهى . وفيه زيادة معرفة النبي صلى الله عليه وسلم بعظمة ربه ،
وعظيم قدرته ، ومواظبته على الذكر
والدعاء والثناء على ربه ، والاعتراف له بحقوقه ،
والإقرار بصدق وعده ووعيده ، وفيه استحباب
تقديم الثناء على المسألة عند كل مطلوب اقتداء به صلى الله عليه وسلم .
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس