[اخوالطيبين]

المعجزة الرابعة


أقوى رجل في مكة


"ركانة بن عبد يزيد" هل سمعتم بهذا الاسم من قبل؟ ربما سمع بعضكم بهذا الاسم من قبل,لكنكم ستعرفون قصة هذا الرجل جميعكم عندما تتابعون قراءة هذا القصة الجميلة,والمعجزة الرائعة


كان"ركانة" هذا رجلاً ضخماً جداً,قوياً جداً, بل كان أقوى رجل في "مكة" كلها. لم يصارع "ركانة" رجلاً إلا غلبه, لذا كان الرجال يهابونه, ويخافون مصارعته, أو الوقوف في وجهه وتحديه, وكان هو شديد الغرور بنفسه لا يتصور إن احد في الدنيا كلها يستطيع أن يغلبه.


وفي يوم من الأيام التقى "ركانة" برسول الله في مكان بعيد عن "مكة" فقال له رسول الله "متى تشهد إن لا إله إلا الله واني رسول الله "يا ركانة"؟.


قال "ركانة" لو إني تأكدت من انك رسول الله حقاً, لأجبتك إلى دعوتك يا "محمد".


كان رسول الله يعلم أن "ركان" مغرور بقوته,. وكان يعلم أن رجال "مكة" يخافونه, ويخافون منازلته ومصارعته, فهو لم يصارع أحدا إلا غلبه, فقال له:"افرأيت إن صرعتك يا ركانة"؟".


أتشهد إن ما أدعو إليه هو الحق؟!


فأبتسم" ركانة" وقال: نعم, فهيا إلى المصارعة, فأنا لم يغلبني رجل منذ وعيت الدنيا


وسأل رسول الله ربه أن ينصره, وتقدم نحو "ركانة " رابط الجأش, ثابت القلب, واشتبك مع"ركانة" وما هي إلا دقائق معدودة حتى سقط


"ركانة" على الأرض , ولم يستطع متابعة المصارعة, لأن رسول الله كان قد كتف له يديه ورجليه.


فلما رأى"ركانة" ما فعل به رسول الله , أدرك انه أمام رجل قوي, مؤيد من قبل الله القوي, الذي لا يقوى عليه احد, فصاح بصوت مخنوق: أرجوك أن تتركني يا"محمد" وأعطني فرصة ثانية, لأني لا اصدق ما حدث! واشتبكت الأيدي من جديد, وما هي إلا دقائق معدودة, حتى سقط "ركانة" على الأرض ذليلاً ومهاناً مكتوف اليدين والرجلين, وبصوت أكثر خنقاً, همس "ركانة" اتركني يا "محمد" ,وأعطني فرصة أخيرة, وسأومن بك إن غلبتني في المرة الثالثة.


وفي المرة الثالثة, جمع "ركانة" كل ما يملك من قوة , لكنه سقط على الأرض من جديد, ولم يستطع أن يقاوم , حتى جذبه رسول الله من ثيابه وهو يقول : هل أيقنت اني رسول الله يا (ركانة) وان الله هو الذي يمنحني القوة لأغلبك؟


عند ذلك صاح"ركانة" بصوت مخنوق : يا"محمد" إن الذي حصل معي اليوم لهو أعجب العجب, فما صرعني احد من الرجال قبل يومي هذا.


فقال رسول الله وهو يبتسم: واريك أعجب من هذا إذا اتقيت الله يا"ركانة".


فقال "ركانة" : إني لا أجد أعجب من غلبتك لي اليوم يا"محمد".


قال رسول الله بل سأريك الآن ماهو أعجب, سأدعو لك هذه الشجرة التي تراها فتأتيني.


ولم يصدق "ركانة" لكنه قال : فلتدعها إذن يا " محمد ".


ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الشجرة فأقبلت, حتى وقفت بين يدي رسول الله وسط دهشة" ركانة "وتعجبه


ثم طلب رسول الله من الشجرة أن ترجع إلى مكانها, فرجعت .ومن فوره أسرع "ركانة" إلى أهل "مكة" ليخبرهم بالمعجزات الباهرات التي رآها رسول الله اليوم.


ولم يترك أحدا رآه إلا وحدثه بما رأى من رسول اللهفي هذا اليوم.

موعدنا مع معجزة جديدة من المعجزات التي منحها الله لرسوله الكريم