فأمن بدعوته الكثيرون,وبقى الظالمون الجاحدون في غرورهم وتكذيبهم.
وكان هؤلاء الظالمون يدركون أن محمداً هو رسول الله حقاً وصدقاً,وأن القرآن هو كلام الله, فلا يستطيع أحد من البشر أن يقول كلاماً محكمة بليغاً, مؤثراً, معجزاً, كهذا الذي يسمعونه من رسول الله.
وكان هؤلاء الظالمون يتفقون فيما بينهم على محاربة رسول الله 
وأصحابه, حتى إذا أصبح كل واحد بمفرده, ذهب مستتر بالظلمة فيأوي إلى مكان قريب من منزل رسول الله , ليسمع كلام الله العذب الجميل وهو يتلى. وزاد الظالمون المتكبرون في غرورهم وعنادهم, فجمعوا بعضهم وذهبوا إلى رسول الله وقالوا له:إن كنت تزعم يا"محمد"انك رسول الله حقاً, فلتدع ربك ليشق لنا القمر, فنحن نريد أن نرى القمر مشقوقاً إلى نصفين بأعيننا , عند ذلك سنتأكد من أنك رسول الله حقاً.
ودعا رسول الله ربه أن يحقق له هذه المعجزة, راغباً أن يؤمن هؤلاء الظالمون بدعوة الله, ويصبحوا جنوداً أوفياء لدين الله. واستجاب الله دعوة نبيه, وانشق القمر, وأصبح قطعتين متباعدتين كل قطعة في طرف , حتى ظهر جبل "أحد" بين القطعتين , ورأى أهل "مكة" كلهم ما حل بالقمر, شاهدوه وقد انشق إلى قطعتين, قطعة إلى يمين الجبل, والأخرى إلى يساره.
واستمر القمر على هذا الحال مدة , ثم عاد كاملاً من جديد, بأذن الله تعالى,
وأما الكافرون فقد زادتهم هذه المعجزة العظيمة كفراً وظلماً, وراحوا يصيحون في الناس: لقد سحركم " محمد " بسحره أيها الناس , لقد سحركم"محمد" بسحره أيها الناس, لقد سحركم " محمد" بسحره.
وأما المؤمنون فقد زادتهم هذه المعجزة إيمانا إلى إيمانهم , فصاروا يدعون الناس كلهم إلى الإيمان بالله الواحد, القادر على كل شي.