[اخوالطيبين]

المعجزة الثالثة عشر
أنت مع الأولين

الصحابية الجليلة"أم حرام بنت ملحان"زوجة الصحابي الجليل"عبادة ابن الصامت" وخالة الصحابي الجليل"انس بن مالك" رضي الله عنه جميعاً, هي بطلة قصتنا الرائعة تلك.
كانت" أم حرام" رضي الله عنه في بيتها عندما زارها رسول الله , فاستقبلته أحسن استقبال, وأطعمته أفضل ما عندها من طعام, ثم هيأت له مكاناً فنام فيه.
بعد قليل استيقظ رسول الله والبشر والسرور يملآن نفسه,والابتسامة تعلو وجهه!
فقالت له"أم حرام" ما يضحكك يا رسول الله؟
وأعتدل رسول الله وقال: رأيت في نومي حلماً جميلاً رائعاً.
قالت "أم حرام": أخبرني يا رسول الله بما رأيت, فرؤيا الأنبياء حق وصدق
قال رسول الله : رأيت أناساً من أمتي يركبون البحر غزاة في سبيل الله, يسيرون في وسط البحر, ويجلسون على أسرة (جمع سرير) كأنها عروش الملوك.
وتوقفت "أم حرام"قليلاً ثم تساءلت في نفسها: وكيف يركب المسلمون البحر وهم لم يركبوه من قبل؟!
وهم لا يمتلكون المراكب والسفن ليغزوا بها في سبيل الله!
لكنها أدركت بعميق إيمانها, أنها الآن أمام معجزة جديدة لرسول الله .
وتمنت"أم حرام" في هذه اللحظة أن تشهد هذه المعجزة بنفسها, فقالت لرسول الله : أدع الله لي أن أكون من هؤلاء الغزاة في سبيل الله, الذين يركبون البحر,ويرفعون راية"لا اله إلا الله محمد رسول الله"عالية
فدعا لها رسول الله ثم وضع رأسه على وسادته ونام.
ووسط دهشة "أم حرام" استيقظ رسول الله من جديد وهو يضحك.
فقالت"أم حرام" وما يضحكك يا رسول الله؟
فقال: رأيت أناساً من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله يركبون البحر.
فقالت "أم حرام" مرة ثانية أدع الله لي أن يجعلني منهم يا رسول الله؟
فقال لها رسول الله أنت مع الأولين يا أم حرام"
عند ذلك ذهب قلق "أم حرام" واستراحت نفسها

ولكنها أدركت من خلال هذه المعجزة , إنها ستسافر مع الأولين في البحر, لكنها لن تستطيع السفر مع الآخرين, الذين رآهم رسول الله في منامه الثاني.
ومرت الأيام و "أم حرام" تنتظر في كل يوم تحقق معجزة رسول الله , كانت تنتظر هذا الجيش العظيم الذي سيركب البحر مجاهداً في سبيل رفعة دين الله.
وفي عهد صاحب رسول الله وكاتب وحيه " معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه, انطلقت جيوش المسلمين تطارد فلول الروم في عرض البحر.
فلما سمعت"أم حزام" بهذا الجيش,أسرعت إليها وركبت معها.
وعند فتح المسلمون جزيرة"قبرص" نزلت"أم حزام الجزيرة, وركبت على بغلة جميلة , وراحت تسير بها في طرقات الجزيرة , تنظر إلى أهلها وهم يستقبلون المسلمون بالزهور والزينات ويدعون الله أن ينصر المسلمين على أعدائهم, لأنهم خلصوهم من ظلم الروم وقهرهم.
وبينما كانت "أم حرام" الله رضي عنها على البغلة , تعثرت البغلة , وألقت "أم حرام" عن ظهرها , فوقعت على الأرض , ولفظت أنفاسها شهيدة بإذن الله.
ودفن المسلمون "أم حرام"رضي الله عنها في جزيرة "قبرص"
وما زال قبرها هناك شاهداً على تحقق معجزة رسولنا وقدوتنا"محمد"
فقد سافرت "أم حرام" مع الأولين , ولم تستطع السفر مع الآخرين.

موعدنا مع معجزة جديدة من المعجزات التي منحها الله لرسوله الكريم