[اخوالطيبين]

المعجزة السابعة عشر
عندما بكت النخلة

بعدما فرغ رسول الله من بناء المسجد النبوي في"المدينة المنورة" أتته امرأة من "الأنصار"فقالت يا رسول الله,ألا أصنع لك منبراً تعتلي عليه في المسجد, حتى يراك كل المسلمين عندما تحطب فيهم,فإن لي غلاماً يجيد صناعة النجارة.

فقال لها رسول الله :إن شئت فافعلي.

وكان رسول الله يخطب في الناس يوم الجمعة قرب نخلة طيلة هذه المدة, وكان يستند على جذعها أثناء الخطبة.

ومرت الأيام ,والمرأة وغلامها يصنعان ألمنبره , حتى إذا انتهينا منه , أحضراه إلى مسجد رسول الله ,فلما كان يوم الجمعة التالي ,أعتلى رسول الله هذا المنبر وخطب بالمسلمين.

وتناهى إلى أسماع رواد المسجد صوت بكاء, وصوت أنين.

ما لبث أن اشتد الصوت وعلا, واتجهت الأنظار صوب الصوت, فإذا هو صادر عن النخلة وهي تئن وتبكي بكاء مراً حزيناً,فقد كان رسول الله يخطب في الناس قربها, ويسند ذراعه على جذعها,فلما ابتعد عنها وذهب ليخطب في الناس من على المنبر,بكت, وأدرك رسول الله ما حدث.

فنزل من على المنبر واتجه نحو النخلة,فضمها إلى صدره بحنان بالغ,فجعلت تئن أنين الصبي الصغير الذي فقد أمه, وهاهو الآن يعود إلى صدرها.

ثم توقفت النخلة عن البكاء, وعاد رسول الله إلى منبره من جديد,وسط دهشة المسلمين واستغرابهم, لما يشاهدونه الآن.كانت هذه المعجزة العظيمة,درساً للمسلمين المتواجدين في المسجد, ودرساً لكل المسلمين في كل المسلمين في كل زمان ومكان.

في الرفق والعطف والرقة والحنان,على مخلوقات الله, وحتى على الأشجار

كم أنت عظيم يا حبيبنا وقائدنا!

وكم أنت رقيق وحنون وعطوف يا رسول الله , حتى على الحيوانات والأشجار!

صلى الله عليك وسلم

موعدنا مع معجزة جديدة من المعجزات التي منحها الله لرسوله الكريم