[اخوالطيبين]

المعجزة الإحدى وعشرون

كرةالنار

في معركة (حنين)أعجبت المسلمين قوتهم وكثرته

م,فأستغل المشركون هذا الأمر, وهجموا عليهم هجمة رجل واحد, فضعفت قوة المسلمين, وبدأوا يبتعدون عن ارض المعركة.

وبقى رسول الله في ارض المعركة ثابتاً كالجبل الأشم, يقاتل المشركين بعزيمة كالصخر,لا تلين ولا تفتر, والتف حوله أصحابه المقربون, يدافعون عنه, ويكبرون , ويطلبون من باقي المسلمين أن يصمدوا في وجه المشركين.

وفي هذه اللحظات العصيبات, حانت من المشرك(شيبة بن عثمان)التفاته فرأى رسول الله في المعركة مكشوفاً,فقال في نفسه:هذه والله فرصة ذهبية لأحقق حلمي, فأنتقم من (محمد) الذي قتل أصحابه أبي وعمي.

وانطلق (شيبة)نحو رسول الله وسيفه القاطع في يديه, يريد أن يقتله, فلما وصل إليه من ناحية اليمين , برز له (العباس)عم رسول الله فمنعه من الوصول إلى رسول الله.

فأنقلب إلى ناحية الشمال,فإذا (أبي سفيان بن الحارث) يبرز له ويمنعه من الوصول إلى رسول الله ,فالتفت (شيبة) إلى خلف رسول الله فلم ير أحد, فهجم عليه بسرعة, حتى إذا وصل إليه ,رفع سيفه القاطع يريد أن يهوي به على رسول الله ويقتله.

في هذه اللحظات , توقف سيف (شيبة) وتصلبت يده لما رآه أمامه, فماذا رأى ؟ لقد رأى عجباً!!

رأى (شيبة) كرة من نار , تصدر ضوءاً عظيماً تقترب من وجهه, تريد أن تحرقه, فتراجع إلى الوراء, ووضع يديه على عينيه وصاح: انقدوني , أنقذوني , أبعدو كرة النار عني... إنها تريد أن تحرقني.

والتفت رسول الله فرأى شيبة وهو على هذه الحال , فطلب منه أن يقترب.

واقترب (شيبة ) من رسول الله خائفاً , وخفض رأس في ذل واستكانة, فوضع صلى الله عليه وسلم يده على صدره وقال : اللهم اذهب عنه الشيطان؟!

أي رجل عظيم أنت يا رسول الله ,رجل يريد أن يقتلك , وأنت تدعو له بأن يبعد الله عنه الشيطان!؟

لا شك أنك رسول الله حقاً وصدقاً.

يقول (شيبة ) فرفعت بصري إلى رسول الله فما رأيت وجهاً منير أجمل من وجه رسول الله, ودخل حبه في قلبي , فلم أعد أحب أحداً أكثر من الله ورسوله ,حتى نفسي وأهلي.

ثم قال رسول الله لـ(شيبة):يا(شيبة) قاتل أعداء الله ورسول الله!

موعدنا مع معجزة جديدة من المعجزات التي منحها الله لرسوله الكريم