عرض مشاركة واحدة
قديم 02-08-2012, 11:14 PM   #26
عضو سوبر
 
الصورة الرمزية نورالشمس
 
تم شكره :  شكر 8432 فى 1796 موضوع
نورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضونورالشمس نسبة التقييم للعضو

 

رد: (نور شمس) الذكريات ..!

  المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالعزيز العمران مشاهدة المشاركة  



نور شمس الذكريات :


لأن الأخت الكريمة نور الشمس من فلسطين الحبيبة .. فإن هذا يعد بالنسبة لي شخصياً أمرا مثيراً للبهجة

والسرور وفرصة مناسبة جداً تتيح لي الحديث عن أبائها الأعزاء اللذين كان لهم دور بارز في الحياة الاجتماعية

لأهلنا في قرى المملكة عامة وقرى سدير بصفة خاصة .. وبما إني عايشتهم في قريتي الروضة فإني أدين لهم

بالفضل الكبير في بدايات المراحل الدراسية الابتدائية والمتوسطة وكذلك الحال بالنسبة لشقيقاتي في مراحلهن

التعليمية المختلفة .. ولا زلت أتذكرهم بشيء من الحنين والشعور بالامتنان والتقدير .. رحم الله من توفي منهم

وأسكنه فسيح جناته وأطال عمر الأحياء على طاعته وحسن عبادته .. كان والدي أطال الله عمره وأعماركم

مندوباً لتعليم البنات في تلك الفترة التي مر عليها الآن ما يزيد على الأربعين عاماً وبالتالي فقد كانت أسرتي قريبة

جداً من الحياة الأسرية للمعلمات .. وكان بيتنا هو المحطة الأولى للمعلمات القادمات من بلدانهن إلى أن يتم

ترتيب دار لسكنهن أو على الأقل الانتقال للسكن المؤقت عند جماعتهم من نفس الجنسية .. ليس هذا فحسب بل

وفي مرات عدة كان لوالدتي رحمها الله مع والدي حفظه الله دوراً في التوسط لحل بعض المشاكل العائلية التي قد

تحدث بين بعض المعلمات وأزواجهن .. أسوق هذا الكلام لتبيان حالة التمازج الاجتماعي مع من كان لهم بعد الله

فضل على قريتنا التي تفخر بأولئك الرجال والنسوة من فلسطين الحبيبة .. وبعد هذا يحق لعبد العزيز وبقية الأهل

في المنتدى أن يحتفوا بحفيدتهم الرائعة نور الشمس .. ولو كانت قوانين المنتدى تسمح لأعدت لها ذكريات عازف

الناي الحزين الحبيب الراحل الفلسطيني سالم أبو شوارب رحمه الله وأسكنه فسيح جناته الذي كان يعزف الناي

في قريتنا الروضة .. ولا أسمعتها ألحاناً عزفتها على عودي من الفلكلور الفلسطيني الجميل : عاالميجنا ..ودلعونة

والشبابة وغيرها من ألوان الطرب الأصيل :

وعلى دلعونه وعلى دلعونا .. رحت وروحت وما ودعونا
على دلعونا على دلعونا .. ياحباب القلب اصحو تنسونا
ياللي سافرتوا مع السلامه .. بالله تخلو لي في الدار علامه
وانا استناكم ليوم القيامه .. كله لعيون الحلوه المزيونه

وكأنها الغربه قد كتبت قصرا على ابناء فلسطين الحبيبه ...
ابيات ما ان تغنى على مسامعنا لتفتح جروح أليمه
نحاول عدم إيقاظها فينا ، فلا نستطيع حبس دموعنا ..
فلكل عائله فلسطينيه أحبه في الغربه والشتات ..
والكثير من الأهل لا نعرفهم ، كبرنا ولم تراهم عيوننا ..
نسمع بأسمائهم فقط ، فتبكيهم عيون كبارنا ..

نعيش عل حكايهم ..
فنعود من خلال كلماتهم الى قرانا ومدننا التي إحتلت ..
فنعدو في الكروم والبساتين ..
ونشرب من مياه الينابيع ..
فنقطف العنب والرمان والخوخ والمشمش والبرتقال ..
التي زرعها جدي وجدتي ، واللذان إستشهدا لرفضهم مغادرة اراضيهم ...
لم ينسوا ، ولن ننسى !!
كيف ننسى ؟؟
ونحن نعيش التحدي يومياً حين نمر بين القضبان والسياج والبوابات اللإلكترونيه
لمغادرة القدس رام الله وبالعكس ..
فأصبح محور حياتنا يدور حول اللون " الأزرق " و " الأخضر "
وكلاهما محكوم عليه بالإهانه والمذله !

فيزيد بغضنا وكرهنا لهم !!!

كلمات هذة الأغنيه التراثيه يفجر فينا الحزن الدفين
فتجد كل منا يبكي أحبته في الشتات !!



ولعلكم تسمحون لي بالتوقف عند شخصية عازف الناي الحزين

أبو حسين :






سالم أبو شوارب ( أبو حسين ) شخصية لها كاريزما خاصة وهو من فلسطين الحبيبة.. كبير في

السن حزين محبوب من الجميع .. يرتدي اللباس الريفي الفلسطيني .. جاء إلى الروضة في البدايات

الأولى لتعليم البنات قبل ما يزيد على الأربعين عاماً كمرافق لبناته المعلمات مها وسالمة .

كان يعزف الناي في مكان يقصده يومياً في المرتفع الواقع بقرب المقبرة شمال الديرة القديمة الآن

وتحديداً بين المدرسة السعودية والمقبرة .. ولا زالت آثار مكانه الذي يعزف به الناي موجودة حتى

الآن .. وكان من المألوف رؤيته وهو يصعد إلى هناك منتصف العصر ثم رؤيته عائداً قبيل
الغروب

مرة أخرى إلى مدخل القرية المسمى (باب بعيلة) حيث يلقي التحية علىمن يتواجد هناك

ويتجاذب معهم أطراف الحديث حول مختلف الأمور مع تركيز الحديث حول تخصصه الذي يحبه

بالإضافة إلى العزف على الناي وهو متابعة تحركات السحب وأخبار الأمطار ولكن على طريقته

الخاصة حيث دائماً ما يذكر مثلاً أن ( هاي السحابه اللي تشوفوها قدامكوا من هنيا أبصر جايه

تقوطر ..تقوطر من هاناك من جهة الأردن وفيها مية كثير ) ولكن (الجماعة ) في الغالب يستمتعون

بالحديث معه أكثر من قناعتهم بصحة أرائه على الرغم من أنهم لا يرونه إلا ويسألونه (هاه أبو

حسين وش أخبارالسحاب اليوم؟ )

كان رحمه الله يبرر حبه للعزف على الناي بسبب حالة من الحزن يعاني منها نتيجة قيام اليهود

باغتصاب مزرعته في نابلس وطرده منها ..

ولأهمية الأثر الذي تركته شخصيته المحبوبة لدى الأهل في الروضة فقد لقب أحدأبناء الروضة

بأبي حسين وهو الأخ الخلوق المهذب ناصر بن عبدالعزيز العسيلان .. وقد تغلب اللقب على الاسم

الحقيقي حتى الآن رغم أن اسمه ابنه الأكبر نواف ولكن لا أحد يدعوه ( أبو نواف ) بل حتى الآن

وسيظل هو ( أبو حسين ) .. أسأل الله أن يحفظه ويمد في عمره .

وقد انتقل أبو حسين الفلسطيني مع بناته إلى إحدى القرى النائية بالجنوب وانقطعت أخباره

إلى تناقل الأهل في الروضة خبر وفاته هناك في عام 1402هـ .. وقد أحزن هذا الخبر كل اللذين

عاصروه وتمنوا لو أن جسده الطاهر قد دفن بجوار أهله اللذين أحبوه في المقبرة التي كان يطل

عليها يومياً من المرتفع المشرف عليها .

غفر الله له ورحمه وجمعنا به وبأمي نورة وبأموات المسلمين في جنات النعيم .


هذه هي إطلالة أبو حسين رحمه الله على القرية ( الروضة) من مكانه وهو يعزف الناي .



***



شكراً لكم أهلي في هذا المنتدى .. تحياتي لك أختي الكريمة نور الشمس .


 
شكرا لك الأخ الفاضل
عبد العزيز العمران
وفائك لهذا الرجل " ابو حسين "
رحمه الله
وإثارة هذا الموضوع الجميل المثير للمشاعر !


لكن لمن أعطى الناي من بعده ؟
لمواصلة العزف !
فهو إرث عزيز للأحفاد لمواصلة المشوار ..
ولئلا ينسوا !



رمضان كريم

التوقيع
عندما تيأس، وتقرر الاستسلام والتوقف، فاعرف أنك على بعد خطوات من هدفك.
استرح، فكر في شيء آخر، ثم عاود المحاولة من جديد ..
• كثير من حالات الفشل في الحياة كانت لأشخاص لم يدركوا كم كانوا قريبين من النجاح عندما أقدموا على الاستسلام ; فلا تيأس ..
...
د. إبراهيم الفقى - رحمه الله -.
نورالشمس غير متصل   رد مع اقتباس